راح تفكيري يوما.. عندما كنت أشاهد الملعب و لاعبيه و الجمهور.. راح إلى شيء غريب..
تخيلتُ شيئا تمنيت أن يكون حقيقة لا خيال..
تخيلتُ أن على يمين الملعب جيش المسلمين.. الذي ينقسم إلى مقدمة و مؤخرة و ميمنة و ميسرة...
و من ورائهم من يحرس الأطفال و النساء من هجمات العدوّ..
و على يسار الملعب جيش الكفار...
كلاهما يستعدان للمعركة.. معركة الحق و الباطل..
تُرى من يغلب الثاني.. الكل ينتظر بفارغ الصبر..
الكل متشوق لمعرفة النتيجة...
لحظات و تبدأ المعركة.. يتلاقى الجيشان..
يتقاتلان ... هذا يهوي بهذا .. و ذاك يهوي بذاك..
يرمي العدو المسلمين بالمنجنيق... فيطير الكفار فرحا...
و بعدها يرد المسلمون بهجمة مماثلة.. فيطلقون صرخة بصوت واحد "الله أكبر" "العزة لله و لرسوله و للمؤمنين"
تستمر المعركة.. حينا يغلب هذا .. و حينا يغلب ذاك..
ينال الكفار من المسلمين و ينال المسلمون منهم..
ثم....
و بعدها....
نعم استيقظت من تلك الخاطرة...
فإذا أمامي فريقين .. و جمهور لا يعد و لا يحصى..
جميعهم يوجهون أنظارهم .. إلى قطعة ..قطعة من مطاط مدورة..
حينا تذهب يمينا و حينا تذهب يسارا.. و رؤوس الناس تتقلب معها يمنة و يسرة...
آآآآه ما أتفه العقول هي عقولنا .. ما أتعس ما صرنا إليه...
بدلا من أن نوجه أنظارنا نحن ملايين المسلمين إلى جهادنا .. بلادنا المحتلة.. أطفالنا في فلسطين..
علمائنا و أئمة مساجدنا في العراق.. شهدائنا المجاهدين الأبطال..
بدلا من ذلك توجهنا جميعنا متحدين..إلى كرة حقيرة..
كيف وصل بنا الأمر إلى هذا الحال؟
و صرنا نردد من يغلب؟ .. من يفوز ؟ .. لمن النصر؟..
و يا ليتنا رددنا ذلك في معركتنا ضد اليهود و النصارى و أتباعهم...
و لكن نسينا أننا في معركة... معركة حقيقية..
معركة الدفاع عن عقيدتنا .. أبناء ديننا .. و أرضنا المغتصبة..
الناس في غفلة .. و نحن نسير في موكبهم..
فاللهم لطفك و عفوك و هدايتك..