بسم الله الرحمن الرحيم
اسمعوا أذانه للصلاة بصوت جميل جدا من هذا الرابط
يقول :
بعد ليلة طويلة ، قضيتها مع أصحاب السوء ، مع المثقلين بالسيئات ، المبعدين عن الطاعات
قضيتها معهم باللهو ، والسهر والغناء ، وديدن رتيب ممل مضحك مبكي ، يشعر العاقل في خضمه أنه لا قيمة له ،
ولا حاجة اليه ، كل ليلة على هذا المنوال ، فلما تدحرجت عقارب الساعة ، واستقرت على ضفاف الهزيع الاخير من الليل ،
ركبت سيارتي وعدت الىالمنزل ، فكانت الساعة وقتئذ تشير الى الثالثة بعد منتصف الليل ، فتحت باب المنزلودخلت ، فاذا بجد تي يرحمها الله ،
قد إفترشت سجادتها ، في ناحية من البيت ، ومضت في صلوات كثيرة وطويلة ،
لم أحص لها عدا ، إلا أنني أذكر أنها كانت تصلي وهي جالسة ،
فقد تعبت منالوقوف ، فآثرت الوقوف بين يدي الرؤوف عن الوقوف ،
فأستمرت في صلاتها قاعدة ،فاستوقفتني لحظات الرحمة والتوفيق ،
من الغفور الرحيم لأقف أنظر إليها وهي تصلي ،غير عابئة بالنائمين ،
ولا مكترثة بالداخلين والخارجين ، فأحسست من تلك اللحظة ،بشيء غريب ينتابني ،
وكأن شيئا ما سيحدث في حياتي ، ثم دخلت غرفتي ، حاولت النوم ،فلم يكن لي منه نصيب ،
فأصبحت صورةهذه العجوز في مخيلتي ،وأمام عيني ، ومن حولي ، وفي كل مكان من غرفتي ،
يا الله ، ما ذا أصابني ، ثم عدتأرسل الفكر والتأمل في نفسي وحياتي ،
وشبابي وصلابة عودي ، وقوتي وفتوتي ، كيف أبددهذه النعمة في معصيةِ أهبها ،
وهذه العجوز ، التي جلست على حافة القبر ، تتهجد وهيجالسة ، تعبت من الوقوف ،
لا شك بأنها تحب أن تصلي وهي واقفة ، فما الذي منعها ،إنه الكبر والهرم ،
إذا لا شك إنها تتمنى أنها في شبابي ، وأنا أضيع هذا الشباب
ثم من يضمن لي أن أعيش حتى ابلغ ما بلغت من العمر ،
فسرحت في تأملات ، خالطها صوت المؤذن وهو ينادي لصلاة الفجر ( الصلاة خير من النوم ) قلت أين النوم ،
الأمر أعظم من النوم ، القضية مفترق طريق ، ولا بد أن أتخذ قرارا سريعا ، فسألت الله عز وجل أنيعينني ،
فإذا بي أشم رائحة التوبة ، وأذوق طعمها ،
وإذابقلبي يخضع لوابل الرحمة فتتفجر منه أنهار الأيمان ( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ) ،
فشعرت كأنني أولد من جديد ، فخرجت إلى المسجد ،
وكنت أول الداخلين من المصلين بعد المؤذن ،فصليت سنة الفجر ،
وتناولت المصحف ، وشرعت أتلوا آياته ، وأتأملها ، فإذا بها تخاطبني ، وتواسيني ،
وتزيل عني هموم الذنوب والخطايا ، بسعة رحمة رب البرايا ،
فمازلت كذلك ، فإذا بيد تمتد نحوي لتصافحني ، فمددت يدي ،
ونظرت إلى صاحبها ، فإذا به والدي رحمه الله رحمةً واسعة ، وكان كل شيء يتوقعه مني ،
إلا أن يجد ني في المسجد ،فنظر إلى نظر لا تغيب عني أبدا ، نظرة لا أستطيع وصفها ،
بها كل الأحاسيس والمشاعر
منقـوووول
مختلطة ، احتضنتها عبرة جاشت في فؤاده رحمه الله ، فارتمت على آثارها المدامع فوق خديه الكاتب: أختارها العدواني التاريخ: 28/05/2007 عدد القراء: 5650
أضف تعليقك على الموضوع
|