دور الكيان الصهيوني في أكذوبة أسلحة الدمار الشامل العراقية..

 

أنقل لزوار هذا الموقع الكريم ، هذا التقرير من موقع التجدد العربي .

نشرت جريدة الوطن السعودية تقريراً هاماً عن دور الكيان الصهيوني في اكذوبة اسلحة الدمار الشامل العراقية ولاهمية الموضوع ينشره التجديد العربي كاملاً كما نشرته الوطن بدون أي تعليق عليه.

المرشح للرئاسة الأمريكية ليندون لاروش يفضح دور نائب الرئيس في خداع الرأي العام

مركز \"جافي\" الإسرائيلي: تل أبيب وتشيني وبلير اخترعوا صورة استخباراتية كاذبة عن أسلحة الدمار العراقية

حملة تشويه للمعلومات نسقتها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل لتبرير غزو العراق.

واشنطن: الوطن

أكد تقرير نشر مركز \"جافي\" الإسرائيلي للأبحاث التابع لجامعة تل أبيب أن إسرائيل كانت \"شريكا كاملا\" مع نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في اختراع صورة استخباراتية كاذبة لأسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق. وقال
التقرير الذي نشرته صحيفة \"EIR\" الأمريكية إن حملة تشويه المعلومات قامت بها الحكومات الثلاث بتنسيق تام لتبرير غزو العراق.

ويشير التقرير الذي حمل عنوان: \"الحرب في العراق: فشل استخباراتي\" إلى تشكيل لجان للتحقيق في أمريكا وبريطانيا للتأكد فيما إذا كانت جهات حكومية استغلت بشكل كاذب المعلومات الاستخباراتية لكسب الدعم لقرار شن الحرب في العراق، في حين أن الأسباب الحقيقية لهذا القرار كانت مخفية.

ويقول التقرير إن إجراء مثل هذه التحقيقات مناسب لأن \"إرسال البلد إلى الحرب استنادا إلى ادعاءات كاذبة يمثل إساءة خطيرة للعملية
الديمقراطية\".

ويخلص التقرير إلى أن \"الطرف الثالث في هذا الفشل الاستخباراتي (إسرائيل) بقي في الظل ومع ذلك فقد كانت الاستخبارات الإسرائيلية شريكا كاملا في الصورة التي قدمتها الاستخبارات الأمريكية والبريطانية فيما يخص إمكانات العراق غير التقليدية\". كما قدرت الصورة الكاذبة أن العراقيين كانوا قادرين على استخدام هذه الإمكانيات ضد إسرائيل، وفي
الحقيقة طبعا فإن إسرائيل لم تتعرض للهجوم، إما لأن العراق لم يكن يملك الإمكانات، أو لأنه لم تكن لديه نية في القيام بمثل ذلك.

وقال كاتب التقرير الجنرال الاحتياط شلومر برون لـ\"BBC\" في 4 ديسمبر إن إسرائيل لم تكن فقط \"شريكا\" كاملا... في تطوير صورة مزيفة، ولكنها أيضا عززت في قناعة الأمريكيين والبريطانيين بأن الأسلحة كانت موجودة. لو أن الاستخبارات الإسرائيلية قالت إن العراق
لم يكن يملك تلك الإمكانات وأنه لم تكن هناك تهديدات حقيقية، فإن ذلك كان سيكون له بعض الأثر\".

وخلال ساعات من نشر التقرير دعا عضو الكنيست يوسي ساريد في حزب ميريتس المؤيد للسلام إلى إجراء تحقيق مستقل في تلك الاتهامات. وقال ساريد للصحيفة الأمريكية: \"لم أكن أبدا مؤيدا لصدام حسين، ولكنني عارضت الحرب خلال السبعة أو الثمانية أشهر الماضية علنا، لقد
قلت إنه من الواضح أن أمريكا سوف تهزم العراق، لكن المشاكل القاسية ستأتي بعد الحرب\".

وقلت: \"إن الحرب سوف تشجع في الواقع الإرهابيين\" وحول الفشل الاستخباراتي قال: \"كان واضحا بالنسبة لي أن -إسرائيل وأمريكا وبريطانيا- كانت تضخم الخطر العراقي لأهدافها الخاصة\".

ومع أن التقرير لا يسمي أي شخص أو يعطي أي تفاصيل عن كيفية عمل هذه \"الشراكة\" فقد كان المرشح الرئاسي ليندون لاروش في مقدمة من فضحوا دور ديك تشيني والمحافظين الجدد الذين نشرهم في إدارة بوش. والعديد من هؤلاء النشطاء -بما في ذلك نائب وزير الدفاع لشؤون السياسة دوج فيث، وريتشارد بيرل من مجلس دفاع رونالد رامسفيلد لعبوا دورا رئيسيا في حملة تشويه المعلومات خلال فترة التعبئة لغزو العراق. وهم معروفون أيضا بعلاقاتهم القوية مع اليمين الإسرائيلي ومتهمون بالولاء المزدوج.

وكانت EIR قد كشفت في 22 أغسطس 2003 أن مكتبا موازيا للمخططات الخاصة تم إنشاؤه بسرية في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون للتنسيق مع فريق البنتاجون السري المسؤول عن حملة تشويه المعلومات.

وكان ذلك المكتب تحت إشراف مدير مكتب شارون دوف فايسجلاس الذي كان صلة الوصل بين شارون وإدارة جورج بوش خاصة ديك تشيني.

ويعتبر تقرير جافي انتقادا حادا لفشل الاستخبارات الإسرائيلية الذي يمكن تطبيقه على إدارة بوش أيضا.

ويقول التقرير إن الطريقة التي تعاملت بها الاستخبارات الإسرائيلية في تلك القضية كانت تفتقر إلى المهنية مما قد يؤذي مصداقية الاستخبارات الإسرائيلية في قضايا أخرى مثل قضية المشروع النووي الإيراني. وقال التقرير إن الاستخبارات الإسرائيلية اعتمدت على رسم صورة لصدام حسين على أنه \"تجسيد للشر\" بغض النظر عن الأبعاد الأخرى لشخصيته.

وأضاف التقرير أن الهدف الأول لصدام حسين بعد هزيمته في حرب 1991 كان استمراريته وبقاءه، وأن أي برنامج تسلح غير شرعي كان سيشكل عاملا يهدد استمراره بدلا من ضمانه، ويقول كاتب التقرير إن صدام حسين كان يعتقد أنه فعل كل شيء طلب منه أن يفعله: \"ولكن
دون فائدة، لأن الهدف الحقيقي للولايات المتحدة كان تغيير النظام وليس تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل\".

ويعزو الجنرال بروم الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي إلى القلق الكبير الذي تمتد جذوره إلى فشل الاستخبارات الإسرائيلية في توقع الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل عام 1973 من قبل سوريا ومصر، ويهاجم التقرير انعدام المهنية الذي يعكسه التأكيد بأن العراق كان يملك صواريخ قادرة على ضرب إسرائيل على الرغم من أنه بعد العمل المكثف لمفتشي الأسلحة حتى 1998، فقد قدر عدد الصواريخ التي يملكها العراق بين صفر وعشرة صواريخ.

وقال الجنرال الإسرائيلي إنه في السنوات التالية، حدثت ظاهرة مفاجئة لم يتم جمع معلومات إضافية، ولكن التقديرات الاستخباراتية تغيرت واختفى احتمال أن العراق قد لا يملك أي صواريخ واستمر الرقم الأعلى في الزيادة إلى أن وصل إلى عشرات الصواريخ عشية الحرب في
العراق\".

ويدحض التقرير الادعاءات بأن صدام حسين كان ينوي مهاجمة إسرائيل لأن صدام كان يحاول إقناع المجتمع الدولي بأنه لا يملك أسلحة دمار شامل وأنه ليس هناك أسباب للحرب... وضربة وقائية (ضد إسرائيل) كانت ستعطي الولايات المتحدة السبب الأقوى للحرب\".

كما يدحض التقرير الادعاء بأن صدام حسين كان من الممكن أن يشن هجوما انتحاريا ضد إسرائيل ليدخل التاريخ بعد سقوطه، فهذه النظرية لا تأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن شخصا يسعى للبقاء مثل صدام حسين سيحاول العودة حتى بعد الهزيمة... فهل كان الهجوم على المدنيين الإسرائيليين بأسلحة دمار شامل سيزيد من فرص بقائه؟ أم إن ذلك من شأنه أن يقوي إصرار أعدائه على التخلص منه شخصيا أيضا؟\".

وصرح مصدر استخباراتي إسرائيلي كبير أن \"مركز جافي هو تقريبا البوق المدني للمؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية. التقرير جزء من صراع بين عدة أطراف داخل الجيش حول سياسات حكومة شارون\".

وقال مصدر عسكري إسرائيلي آخر إن \"الأمر بدأ منذ عدة أسابيع عندما دعا رئيس الأركان الإسرائيلي موشي يالون إلى تغيير في السياسة الإسرائيلية نحو الفلسطينيين، ذلك التصريح أغضب رئيس الوزراء شارون كثيرا\".

وقال الصحفي أوزي بينزمان في مقال له في هارتس في 7 ديسمبر إن الجنرال أموس جلعاد هو أحد المسؤولين عن الفشل الاستخباراتي، فهو الرجل \"الذي قدم خلال العقد الماضي تقديرات استخباراتية عسكرية حول التوجهات في السلطة الفلسطينية، وكان أيضا مسؤولا بشكل كبير عن تشكيل التقديرات الاستخباراتية حول التطورات في العراق\".

ويعتبر أموس جلعاد أحد غلاة المتشددين في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وهو الذي أدلى بتصريحات عن احتمال قيام صدام حسين باستخدام أسلحة دمار شامل ضد إسرائيل مما أثار الرعب بين الإسرائيليين وأدى إلى توزيع أعداد ضخمة من أقنعة الغاز خلال المرحلة الأولى من
الحرب على العراق\".

وتبين التحقيقات الأولية أن جلعاد كان مسؤولا عن هذه التقديرات الخاطئة، وعن إعطائها للولايات المتحدة في وقت مبكر ربما كان في 1997، وخاصة في 1998 عندما كانت إدارة كلينتون تخضع لمحاولات جرها لشن حرب على العراق.

كما كان جلعاد على الأرض في مخيمي صبرا وشاتيلا عندما قامت ميليشيات حزب الكتائب اللبنانية -بتوجيه من شارون- بتنفيذ المذبحة الشهيرة ضد الفلسطينيين هناك.

جلعاد حالياً هو المستشار السياسي لوزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز.

الكاتب: أسامة الكابلي
التاريخ: 01/01/2007