كلمة لـُجينيات : عودة الفتاوى تحت ظلال السيقان العارية ..!

 

كلمة لـُجينيات : عودة الفتاوى تحت ظلال السيقان العارية ..!

كلمة لـُجينيات ـ لم يجد القائمون على مشروع التغريب في هذا البلد أفضل من رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة المكرمة – المثير للجدل - المحاسب أحمد قاسم .. حيث ظهر الأخير أمام حشد من سيدات منتدى نسائي يسعى إلى تطبيق النظم التغريبية والذي ختم أعماله مؤخراً في جدة ، فيما انفرجت أسارير المشاركين في المنتدى فرحة بعدما وُجِّهَت أكثر من ضربة إلى الشرع الحنيف عن طريق الالتفاف حول قرار ملكي كان قد أصدره خادم الحرمين الشريفين -أعاده الله سليماً معافا- مؤخراً .

وما أثار ريبة المتابعين أن "القاسم" كان يبدو واثقاً من حصانته ضد المساءلة أثناء بعثرة فتواه في أنحاء المنتدى ، بل إنه ورغم حساسية منصبه الشرعي ظهر في أكثر من صورة وسط حشد من النساء ! ، وتمادى في الإصرار على المضي إلى آخر هذه المخالفات فظهر جالساً متهلل الوجه منشرح الصدر منبسط الأسارير بجوار محاضِرة تونسية أبت إلا الظهور عارية الساقين والرقبة والشعر ، وهو ما لا يمكن إدراجه إلا ضمن محاولات شق الصف والخروج عن طاعة ولي الأمر والوقوف خصماً أمام الشريعة الإسلامية .

وتأتي أعمال المنتدى كحلقة في سياق الهجمة الشرسة المباشرة وغير المباشرة من قبل التغريبين في الصحافة والإعلام على الشريعة ، وتشجيعهم للمرأة على الخروج على تعاليم دينها التي التزمت بها طوال أربعة عشر قرناً ، ومن المفارقة أن يلقي منتدى جدة النسائي دعماً واضحاً ومباشراً من المدعو أحمد قاسم ، تماماً مثل الدعم الذى قدمه سلفه "قاسم أمين" إلى حركات التحرير النسائية في مصر ، والتى انتهت بتعديل قوانين الطلاق ومنع تعدد الزوجات ، علاوة على المطالبة للمرأة بالحقوق الاجتماعية والسياسية المزعومة ، حتى وصلت أخيراً إلى حد المطالبة بالمساواة في الميراث وفي عدد الأزواج ..!

في غضون ذلك وتعزيزاً لتلك الفوضى وعدم احترام قرارات ولي الأمر ، والاستهتار بهيبة الدولة ومهابة القضاء ، أصبح من المألوف يومياً مشاهدة إساءات وافتراءات ومخالفات صريحة للأمر الملكي ولنظام المطبوعات والنشر بوزارة الإعلام في سياق كتابات الصحفيين من أصحاب التوجه الليبرالي في كبرى الصحف المطبوعة وعلى الشبكة العنكبوتية ، من جملة ذلك ما نشرته جريدة الرياض الثلاثاء 3/ ذو الحجة / 1431 هـ وعلى صدر صفحتها الأولى من فتوى مفصلة تبيح فيها عمل المرأة في وظيفة (كاشير) ، في مخالفة صريحة لقرار اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة مفتي عام المملكة بتحريم عمل المرأة في هذه الوظيفة على وجه الخصوص .

في خضم هذا الهجوم الشرس على الشريعة خيم صمت مريب لا يجد تفسيراً أمام هذه الفوضى المخالفة للقرار الملكي من مسئولين وصحافة رسمية وإعلاميين ، وهو صمت لو استمر على حاله فإنه لا يبشر بخير على الإطلاق في حال تمريره وتجاوزه ، ويطلق عنان التغريبيين بصنفيهم العلماني والليبرالي في تقويض دعائم الدولة ومخالفة أوامر ولاة الأمر !

ويأمل المتابعون أن تـُقبل أجهزة الدولة بثباتها وفي مقدمتها القضاء لتطبيق القرار الملكي بإنصاف وحيادية على الجميع لا استثناء لأحد ، وأن يتحرك مفتي عام المملكة العربية السعودية والرئيس العام لهيئة المعروف والنهي عن المنكر للتصدي لهذه الفوضى والتعدي على الجهات المنصوص عليها في أمر خادم الحرمين الشريفين ، وقبل ذلك كله فك طلاسم اللغز المحير من صمت وزير الإعلام على الهجوم والتسفيه والإساءات التي تغص بها الصحف اليومية ضد قرارات الهيئة بشكل مستمر ، وهو ما يجعل وكيل وزارة الإعلام الذى ظهر على قناة دليل في ورطة حقيقية ، لأنه وعد بعدم التساهل في هذه المخالفات مع أن المخالفين هم كتاب أسماؤهم معروفة ومقالاتهم منتشرة على صفحات الجرائد .. فهل هم فوق الأمر الملكي ؟!

لاسيما وأن القرار الملكي جاء نصه حاسماً وحازماً في نفس الوقت ، مؤكداً على أنه ( أقامت الدولة ـ بحمد الله ـ منذ تأسيس كيانها على قاعدة الإسلام ، مؤسسات شرعية تعنى باختصاصات معلومة لدى الجميع ، وقامت بواجبها نحوها على الوجه الأكمل ، لكن نجد من البعض من يقلل من هذا الدور ، متعدياً على صلاحياتها ، ومتجاوزاً أنظمة الدولة ، ومنهم من نصب نفسه لمناقشتها ، وعرضها على ما يراه ، وهذا ما يتعين أخذه بالحزم ورده لجادة الصواب ، وإفهامه باحترام الدور الكبير الذي تقوم به مؤسساتنا الشرعية ، وعدم الإساءة إليها بتخطي صلاحياتها ، والتشكيك في اضطلاعها بمسؤولياتها ، وهي دعوة مبطنة لإضعاف هيبتها في النفوس ، ومحاولة الارتقاء على حساب سمعتها وسمعة كفاءاتنا الشرعية التي تدير شؤونها ، التي يتعين عليها التنبه لهذا الأمر ، وتفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه اختراق سياجها الشرعي والنظامي ، والنيل من رجالها ، وهم حملة الشريعة وحراسها ) .

لقد بات الأمر أشبه بدق ناقوس الخطر أمام هذه الهجمة الشرسة على ثوابت الدين تحت ذرائع شتى ، منها حق المرأة في السفور وقيادة السيارة والعمل كاشيرة وغيرها من مشاريعهم القادمة .. ! ، وتزيد الخطورة عندما يخرج شيخ ملتحي وهو المحاسب أحمد قاسم ممسكاً بمقص موجهاً المرأة كيف تخيط جلبابها وخمارها بحسب الكتالوجات والمقاييس التغريبية ، وهو ما شجع أحد المشاركين من الحضور وحمسه أن يطالب المسئولين عن المنتدى بإزالة الحاجب الفاصل بين النساء والرجال ، حيث وصف الأمر الشرعي بالحجاب بـ"السور العظيم الذي يجب هدمه" ..!
http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=5062


الكاتب: مسلمة
التاريخ: 04/12/2010