فضل الجهاد والمجاهدين والرد على المبطلين والمثبطين والقاعدين للقائد العسكري أبو عمر الكويتي

 

فضل الجهاد والمجاهدين والرد على المبطلين والمثبطين والقاعدين

للقائد العسكري / ابوعمر الكويتي أحمد العازمي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد..

فإن الزمان الذي نعيش فيه زمان كثرت فيه الفتن والبلايا وعظمت فيه المحن والرزايا وادلهمت فيه الخطوب وتجلت فيه الكروب زمان شهد أعظم خسارة للبشرية وأقسى هزيمة للأمة الإسلامية زمان ملئت فيه الدنيا جوراً وظلماً وانقلبت فيه الأمور رأساً على عقب فوسد الأمر إلى غير أهله ونطق الرويبضة وساد السفيه وتمكن الخائن .

وصار الملك جبريا فبعد أن كانت الخلافة قائمة بشرع الله صار الحاكم لا يسأل عما يفعل فعطل شرع الله واستبدل أحكامه بأحكام النصارى الوضعية الوضيعة ولم يكتف بذلك بل حمى هذه القوانين وأطر الناس عليها أطرا بل وحارب من رفضها وزج بالمجاهدين في غياهب السجون والزنازين ونكّل بهم أشد التنكيل واستباح دمائهم واغتصب نسائهم .

فانكسرت شوكة المسلمين ولم يعد للدين من يحميه ولا يذب عنه ويذود ، فجرّ الطاغوت بذلك على الأمة أكبر المصاعب وأعظم الشرور وجرح الإسلام أعمق الجروح وأصاب الدين في مقتلٍ وأنّى له أن يقتل ، وبهذا ساد النصارى واليهود وتمادى الطواغيت والمنافقون وأصبحوا يعلنون جهاراً نهاراً كفرهم وردتهم وطعنهم في الدين واستهزائهم بأهله وانتقاصهم للشرع وادعائهم رجعيته وعدم صلاحيته ولا رادع لهم ولا حسيب .

ولما أن رأى الله عز وجل حال هذه الأمة التائهة في ظلمات الضلال إلا من رحم الله ، الغارقة في أوحال الدنيا الغير آبهة بما يحصل لها من هدم لبنيانها وتدمير لكيانها ونسف لعقيدتها وأخلاقها لما أن رأى الرب الكريم جل جلاله تكالب الأعداء وتداعي الأمم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهي كالسجينة المقيدة لا تستطيع حراكا ولا تملك حيلة تذب بها عن نفسها فهي على أضعف ما تكون حالا وأردى ما تكون واقعا ، لما رأى الله حالنا هذه أراد أن ينجينا كما أنجى البشرية أول مرة بمحمد صلى الله عليه وسلم .

وأراد أن يدركنا برحمة منه ومنّه وأن يزيل عنا هذا الذل والهوان وأن يعيد للأمة كرامتها و مجدها وعزتها وعلو ملتها على سائر الملل وسيادتها على كل الأمم فأحيا فريضة الجهاد وأخرج من أصلاب من ضيعوا الأقصى من يجاهد في سبيل الله ولا يخاف لومة لائم وأحيا من بين الموتى رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه شهيدا ومنهم من ينتظر الفوز بالشهادة أو النصر على الأعداء وما بدلوا تبديلا ما بدلوا نواياهم ولا عقيدتهم رغم خذلان الأغلبية لهم اتبعوا في ذلك قوله تعالى: ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين) .

مضوا وشعارهم قوله عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) إنهم رجال وأي رجال طافوا البلاد بحثاً عن الجهاد وذوداً عن الحرمات ونصرة للحق ودفعاً للباطل ونشراً للإسلام وهدماً للكفر رجال عظام قارعوا الباطل وأهله فأقضوا مضاجع الأمريكان وأرهبوهم ، وحطموا أحلام اليهود وأرعبوهم ، وفتكوا بالروس فدمروهم ، ونازلوا الهندوس فزلزلوهم وأغلظوا على المنافقين فألجموهم ، وفضحوا المبتدعة وردعوهم ، فلله درهم وعليه أجرهم .



إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل

وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل

تعيرنا أنا قليل عديدنا فقلت لها إن الكرام قليل

وما قل من كانت بقاياه مثلنا شباب تسامى للعلا وكبول

وما ضرنا أنا قليل وجارنا عزيز وجار الأكثرين ذليل

وإنا لقوم ما نرى القتل سبةً إذا ما رأته عامر وسلول

يقرب حب الموت آجالنا لنا وتكرهه آجالهم فتطول

وما مات منا سيد حتف أنفه ولا طل منا حيث كان قتيل

تسيل على حد الظباة نفوسنا وليس على غير الظباة تسيل

فنحن كماء المزن ما في نصابها كهام ولا فينا يعد بخيل

وتنكر إن شئنا على الناس قولهم ولا ينكرون القول حين نقول

إذا مات منا سيد قام سيد قوول لما يقول الكرام فعول

وما أخمدت لنا نار دون طارق ولا ذمنا في النازلين نزيل

وأيامنا مشهورة في عدونا لها غرر معلومة وحجول

وأسيافنا في كل غرب ومشرق بها من قراع الدارعين فلول

معودة ألا تسل نصالها فتغمد حتى يستحل قبيل

* * *

إنهم عصبة من الشباب الغيور تساموا إلى العلا فصنعوا الأحداث وشغلوا بأفعالهم الإعلام العالمي وقهروا بصمودهم العقول وحيروا بشجاعتهم الأذهان وشهد بنبلهم الأعداء لم يطب لهم العيش الرغيد بل تسابقوا إلى مواطن النزال ومعترك الأبطال فتراهم يحن أحدهم إلى أرض الجهاد أكثر من حنينه إلى أهله وولده

يقول لي الطبيب أكلت شيئا وداؤك في شرابك والطعام

وما في طبه أني جواد أضر بجسمه طول الجمام

تعود أن يغبر في السرايا ويخرج من قتام في قتام

فيالهم من عاشقين، فيالهم من عاشقين للموت في سبيل الرحمن، ويالهم من طالبين للقرب من الحور الحسان، إنهم قوم كلماتهم قليلة معدودة ، وأفعالهم كثيرة مشهودة ، قالوا ففعلوا ووعدوا فوفوا وعاهدوا فصدقوا قوم لم يكتفوا بتعلم العقيدة نظرياً ومطالعة بل طبقوها عملياً ومقارعة وعلموا بأن العقيدة إن لم تفدى بالمهج والأرواح فلن تعدوا أن تكون حبراً على ورق وفقهوا بأن دعوة التوحيد إن لم تقم بالجهاد فلن تغدوا أن تكون شيئاً من التراث .

نظروا إلى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأوها متكاملة في كل جوانبها فلم تشغله صلى الله عليه وسلم العبادة عن العلم ولا الدعوة عن الجهاد ولم تناقض رحمته بالمؤمنين غلظته على الكافرين والمنافقين فهو الضحوك للمؤمنين القتال للكافرين لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لقد تأمل هؤلاء في سير الصحابة رضي الله عنهم فقارنوها بسير المسلمين في هذا الزمان فرأوا أمراً عجبا ورأوا مفارقة وتضاداً كبيرين بين سير الصحابة وسيرنا فأما هم فقد كانوا مجاهدين مقاتلين لأعدائهم وأما نحن فأصبحنا قاعدين مسالمين لجلادنا كانوا أهل مفاصلة مع الكفار وأصبحنا أهل دعوة لتقارب الأديان .

كانوا يطالبون أعدائهم بالتوحيد والإسلام وأصبحنا نطالبهم بالتفاهم والتعايش كانوا يترفعون عن الكفار ويحتقرونهم وأصبحنا نذل لهم ونتزلف إليهم كانوا يتسابقون إلى الغزوات وأصبحنا نتسابق إلى الفضائيات والمؤلفات كانوا يتهافتون على الموت وأصبحنا نفر منه كانوا كالأسد الغائرة وأصبحنا كالقطعان النافرة ملكوا فارس والروم واستعبدنا الأمريكان والروس فتحوا الدنيا شرقاً وغرباً بدمائهم ثم أتينا نحن فبعناها بلا ثمن هابتهم الأعداء مع قلتهم وأذلتنا الأعداء مع كثرتنا حكمهم خيارهم وأتقياؤهم وحكمنا شرارنا وفجارنا لقد كانوا وكنا وشتان بينما كانوا وما كنا .

لما رأت هذه العصبة المؤمنة أحوال الصحابة الكرام علمت بأن المسلمين اليوم قد حادوا عن طريقهم إلا من رحم الله عز وجل وتنكبوا لمنهجهم وسيرتهم في مقارعتهم الأعداء وجهادهم الكافرين وعلموا بأنه لن يصلح شأن هذه الأمة إلا بما صلح به شأن أولها من الجهاد والدفاع عن بلاد المسلمين وإتباع منهج سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فوالله ما انتصر الإسلام ولا انتشرت دعوة التوحيد إلا بالقرآن الهادي والسيف الناصر .

وهذه سنة الله عز وجل قال الله تعالى: ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز) فقد أرسل الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالحجة والبرهان كما أرسله بالسلاح والسنان ليعلم الله من يجاهد في سبيله لإعلاء كلمته ولما علموا ذلك وأيقنوه حقا عزموا أمرهم وتوكلوا على الله جل جلاله وجاهدوا أعداء الله ففتح الله عليهم من الفتوحات في هذا الزمان ما لا يخفى على أحد مع قلة عَددهم وعُددهم .

وأراهم من الآيات والانتصارات ما زادهم إيماناً وثباتاً على المنهج حتى تحطمت على أيديهم أعتى إمبراطوريات وتزلزلت من غاراتهم أطغى الأمم ولما رأى الكفار بأسهم وشدتهم وأنهم لا يزدادون إلا قوة وثباتا وعدة وعتادا ارتعبت قلوبهم ووجفت وتزلزلت عروشهم وارتجفت فدقوا ناقوس الخطر ونادى حامل الصليب أن يا أهل الصليب ها قد عاد المارد يتململ فأجمعوا كيدكم ثم أتوا صفا وأعلنوها حرباً صليبية .

فاجتمع أهل الباطل واتحد أعداء الأمس من النصارى واليهود والهندوس والشيوعيين والرافضة والمنافقين والمرتدين وغيرهم على حرب الإسلام في حملة صليبية جديدة لم يخفوها سموها باسم الحرب على الإرهاب ، فكان فرضاً على الأمة التصدي لهذه الهجمة الصليبية بما اجمع عليه علماء الإسلام قاطبة من وجوب الجهاد بالنفس والمال واللسان إذ ليس أمام المسلمين خيار غير الجهاد في سبيل الله وسد الثغور بالسلاح والأرواح والتضحية بالنفس والنفيس وذلك أمر الله وحكمه ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يوقنون .

وقد كان فرضاً على أهل العلم تحريض المسلمين على ذلك وحثهم عليه والأمر به إن التحريض على الجهاد من أوجب واجبات الدين وهو نوع من الجهاد الذي أمر الله به وهو من الدعوة إلى الله عز وجل ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد قال الله تعالى: ( يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال ) وقال عز من قائل: ( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً ) فجعل الله القتال والتحريض سبباً في كف بأس الذين كفروا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:- والعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء بعد الإيمان أوجب من دفعه.

وقال ابن حزم رحمه الله : لا إثم بعد الكفر أعظم من إثم من نهى عن جهاد الكفار وأمر بإسلام حريم المسلمين إليهم .

ألا وإن من هدي القرآن أن لا نهول من شأن الأعداء ولا نفخم أو نعظم من قوتهم بل نعدد نقاط ضعفهم ونهون من قوتهم لكي تقوى النفوس المؤمنة وتتشجع على منازلتهم والإثخان فيهم قال الله تعالى: ( إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور * وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمراً كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور)

وأما القعود عن الجهاد وتثبيط المسلمين عن منازلة الأعداء والدفاع عن الحرمات ونشر الأراجيف والتهويل من قوة الأعداء والتقليل من شأن المسلمين والشك بوعد الله بالنصر إنما هو من صفات أهل النفاق ومرضى القلوب قال الله تعالى: ( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) فهذا شكهم بنصر الله ( وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ) وهذا تثبيطهم وتخذيلهم للمسلمين ( ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرار ) وهذا قعودهم عن الجهاد والتماسهم الأعذار

ثم قال تعالى : ( ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا ) وهذا والله كحال منافقي زماننا هذا فعندما دخل عليهم العدو الأمريكي ثم سألهم الفتنة وهي الشرك كالديموقراطية والأحكام الوضعية آتوها وانقادوا لها بل بمجرد اقتراب الأمريكان والنصارى من حدود دول الأنظمة المارقة بل ومن قبل أن تقتحم أو تدخل بادروا إلى الفتنة والكفر وسنوا قوانين الوضعية وظاهروا الأمريكان على المسلمين وغيروا مناهج التعليم.

وباشروا ونادوا صراحة بتحريف وتغيير الدين الإسلامي تحت مسمى عجيب تحت مسمى يريدون به تغيير الحقائق تحت مسمى تغيير الخطاب الديني وسفكوا دماء المجاهدين الطاهرة والله لقد تعدوا حقوقهم والله لقد طغوا إذ سفكوا دماء المجاهدين هذه الدماء الطاهرة تقرباً إلى أسيادهم الأمريكان وتزلفا وجاهروا بمحاربة الإسلام وبارتكاب نواقضه وتمادوا في كل ذلك بكل وقاحة وصلف وجرأة وسخروا لحربهم تلك كل جيوشهم الأمنية .

من المباحث والمخابرات ونحوهم وجندوا الإعلام وأجهزته كلها ورواده من المرتدين والمنافقين لإتمام ذلك أخزاهم الله ثم قال تعالى: ( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا * قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذاً لا تمتعون إلا قليلا * قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءً أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً) ثم ذكر الله تعالى القاعدين عن الجهاد المعوقين غيرهم عنه فقال تعالى: ( قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا * أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا ) .

وقال تعالى:( وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا * ولئن أصابكم فتح من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ) فهم يبطئون أنفسهم ويبطئون غيرهم عن الجهاد فلا هم الذين نفروا ولا هم الذين كفوا أذاهم وتخذيلهم عن المسلمين .

لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال

وقال تعالى عن المعوقين المثبطين الذين ينشرون الأراجيف: ( وإن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ) .

هذا وقد انقسم أهل العلم والناس في التحريض إلى ثلاثة أقسام:

فالقسم الأول: الذين اتبعوا أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في التحريض على الجهاد في سبيل الله ولم يخافوا لوم اللائمين ولا ذم المنافقين لم يهابوا جور السلطان ولم يحابوا عبدة الصلبان بل قاموا بأمر الله خير قيام لم ينثنوا عن الصراط المستقيم ولم يحيدوا عن الحق بل صمدوا في وجه عواصف التهديد والوعيد كالجبال الشمخ فجزاهم الله عنا وعن المجاهدين وعن الإسلام والمسلمين كل خير.

وأما القسم الثاني: فهم الغالون المفرطون في التحريض وهم أولئك الذين يحرضون على قتل من لا يستحقون القتل أو يدعون إلى قتل معصومي الدم وهؤلاء كالخوارج ونحوهم.

وأما القسم الثالث: وهو مقصودي من هذه الكلمات فهم المفرطون بالتحريض الناكصون عنه الهاربون منه بل هم المناقضون له المخالفون لأمر الله به الواقفون بوجهه بفتاواهم وأقلامهم وألسنتهم وتنظيرهم وبكل ما أوتوا من قوة وبلاغة فخذلوا عن الجهاد الواجب بالإجماع وعطلوا شعيرة من أعظم شعائر الدين بل عطلوا ذروة سنام الإسلام وهم صنفان فالصنف الأول: هم الغلاة من المثبطين غير المتأولين من عملاء الحكومات العميلة الذين انبروا للشباب الصادقين المحبين للجهاد يثبطونهم عن الغزو والذب عن أراضي المسلمين ويخوفونهم الأمريكان وحلفاءهم ويرهبونهم من قوتهم فهم عون للغزاة الصليبين وبوق من أبواقهم وجند من جنودهم .

وكأنهم حين يخوفون المسلمين من العدو يتكلمون بلسان الشيطان قال الله تعالى: ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه) أي يخوفكم من أولياءه (فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) لقد تنكر هؤلاء المثبطون من المنتسبين إلى العلم لما أوجبه الله عليهم من تبيين الحق والصدع به والتحريض على الجهاد إن هؤلاء المثبطين ما هم إلا حجر عثرة أمام انتصار الإسلام وعقبة كئود أمام عودة الخلافة الراشدة وما هم إلا وحل آسن من أوحال الذلة وثمرة فاسدة من ثمار الهزيمة جبناء أينما حلوا وأينما ارتحلوا يحسبون كل صيحة عليهم صاروا بصف الصليبين الغزاة وإلى جانب المنافقين الطغاة .

ومن عجيب فعالهم وصريح نفاقهم أنك تجد هؤلاء المثبطين مرضى القلوب يتباكون على ما يصيب الصليبين من الأمريكان وحلفائهم ويتفانون في الدفاع عنهم ويتسابقون إلى إصدار الفتاوى في تحريم دمائهم وادعاء ذميتهم وعصمة دمائهم بينما لم يذرفوا ولو دمعة واحدة على إخوانهم في الدين الذين يقتلون في كل مكان بل إن منهم من أباح دماء المسلمين وأجاز مطاردتهم واعتقالهم وتسليمهم للكفار ولم يعدل هؤلاء المخذلون بعدل القرآن ولكن حالهم كحال المشركين الذين أنكروا القتل في الأشهر الحرم وسكتوا ورضوا عما هو أعظم منه من الكفر وصد الناس عن سبيل الله كما قال تعالى: ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل) .

فحال هؤلاء المثبطين يشبه تماماً حال المشركين الذين أنكروا القتل في الشهر الحرام ولكنهم سكتوا عما هو أعظم منه فعدل القرآن أن الله ذكر أن القتل في الشهر الحرام كبير ولكن الكفر والصد عن سبيل الله وإخراج المسلمين من أرضهم أكبر من القتل في الأشهر الحرم فهؤلاء المخذلون يزنون بميزان المشركين ويحكمون بحكمهم فيعظمون أخطاء مصطنعة ومدعاة على بعض المجاهدين ويسكتون عن جرائم الأمريكان وكفرهم كالديموقراطية وصدهم عن الإسلام فالله حسيبهم وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وأما الصنف الثاني من المثبطين فهم خليط من المتأولين وضعاف الإيمان والمتشككين والخائفين وأصحاب الترف والنعيم والذين ألفوا الذلة والمسكنة والذين قاسوا أحوال المجاهدين في أرض العزة على أحوالهم في أرض الاستضعاف وظنوا أن المجاهدين لا ينصرون ولا ينتصرون وما علموا أن طغاة الغرب وطواغيت الشرق تخشاهم وترهبهم إن هذا الصنف من المثبطين الذين يصدون عن سبيل الله ويرهبون الناس من قوة أعداء الإسلام من الأمريكان وحلفائهم إنما يعيشون حالة من الانهزامية والخور والرعب الذي جعلهم يصدرون الفتاوى المثبطة التي تمهد لأعداء الله في الاستيلاء على أراضي المسلمين وتسهل عليهم فرض طاغوتهم المسمى بالديموقراطية على الشعوب الإسلامية .

كما في أفغانستان والعراق وغيرها فلكم أعجبت هذه الفتاوى الغزاة الصليبين ولكم فرحوا وسروا بها والله ولكم انشرحت صدورهم لها بالله عليكم ألا يشعر الكفار المحاربون بالطمأنينة والسعادة حين يرون من يصدرون هذه الفتاوى وهم يصدون المجاهدين عن الإثخان فيهم وقتلهم وإرواء الأرض من دمائهم بلى والله هل يرهب الكفار اليوم هؤلاء المثبطين أم هل يرونهم خطراً على كفرهم وعدوانهم لا والله بل إنهم يرونهم حصناً لهم من غارات المجاهدين وعوناً لهم على إتمام مخططاتهم ومشاريعهم والله إن مجاهداً واحداً من الذين يسمون بالمتسللين أو الذين يسمون بالإرهابيين لهو أشد رهبة في صدور الغزاة الصليبين من ألف من مثل هؤلاء المرجفين

وكم رجل يعد بألف رجل وكم ألف تمر بلا عداد

وإن مما يحزننا أن بعض هؤلاء المثبطين من هذا الصنف هم من الذين كانوا سبباً في الصحوة الجهادية ورواداً في تجديد فريضة الجهاد قد كان بعضهم في التحريض صولات وجولات فهؤلاء بسبب تغيرهم ثم تفريطهم في باب الجهاد وإرجافهم للمسلمين ابتعد عنهم وجفاهم الكثير من الشباب الصادقين وما ذاك إلا بسبب خلطهم الحق بالباطل والنور بالظلمات في دعوتهم وفتاواهم فأضروا بدعوتهم وإمامتهم في الدين فانفض عنهم المجاهدون الذين كانوا لهم بعد الله سنداً قوياً وركناً شديدا ولم يعودوا ينصتون لا لدعوتهم ولا لعلمهم

ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ولو عظموه في النفوس لعظما

ولكن أهانوه فهان ودنسوا محياه بالأطماع حتى تجهما

ولقد كان المجاهدون في أشد الحاجة لهؤلاء العلماء حين اجتمع عليهم الكفار من كل حدب وصوب غير أنهم فوجئوا بهم وهم يثبطونهم ويخوفونهم العدو الصليبي ويقفون أمامهم سداً منيعاً بدلاً من أن يثبتوهم على الطريق ويوصوهم بالصبر على ذروة سنام الإسلام وبدلاً من أن يشجعوهم ويشدوا من أزرهم ويدافعوا وينافحوا عنهم خذلوهم وخذّلوهم في آن واحد وقد قال صلى الله عليه وسلم "ما من امرئ يخذل امرئً مسلماً في أرضٍ أو في موضعٍ تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطنٍ يحب فيه نصرته، وما من امرئٍ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته إلا نصره الله في موطنٍ يحب نصرته " رواه أبو داود في سننه عن جابر بن عبد الله .

ومن الغريب المريب الصمت المطبق لدى هؤلاء عندما ضربت أفغانستان وكأنهم من أصحاب القبور وكم رأينا هؤلاء كم رأيناهم قد شدو مآزرهم وتراكضوا نحو الفضائيات والإذاعات للتنديد بغزوتي نيويورك وواشنطن الاستشهاديتين واللتين كانتا سبباً في عودة كثير من المسلمين إلى ربهم بل واعتناق كثير من الكفار لدين الله مع أن بعضهم يجيز نفس العمليات بل ويجيز تعمد النساء والأطفال بالقتل في فلسطين المحتلة بينما يردون هاتين العمليتين المباركتين وينكرونهما وهم بذلك يناقضون أنفسهم بأنفسهم فبالله عليكم ما الفرق بين الأمريكان واليهود فإن قالوا إن اليهود محتلون فالأمريكان كذلك وأكثر وإن قالوا إن اليهود محاربون فالأمريكان حربهم أشد وعداوتهم للإسلام أبهر وذلك والله لا يخفى على ذي لب .

ومن العجيب أنك ترى هؤلاء المثبطين ينتقون من قضايا الجهاد والنصرة ما لم يعد عليهم بالأذى أو الذم من قبل الزنادقة والمنافقين فترى أحدهم يدافع عن قضية فلسطين ويدعو لنصرتها بالنفس والمال بينما يتحاشى نصرة المجاهدين في أفغانستان وفي العراق وما ذاك إلا تجنباً لغضب الصليبين الأمريكان وعملائهم في البلدان المسلمة فما الفرق بين فلسطين والعراق وأفغانستان يا ترى وإن أردت أن تعلم مدى ابتعاد هؤلاء المثبطين عن الصراط المستقيم وعن منهج السلف الصالح فانظر إلى فتاواهم انظر إلى فتاواهم في نوازل العصر ومصائب الزمان التي تحل بالمسلمين واستمع إلى دروسهم وخطبهم عن الجهاد وانظر إلى آرائهم وفتاواهم في الحرب على العراق .

وكيف أنهم يرجفون ويثبطون ويخذلون ثم قارنها بفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في المجلد الثامن والعشرين من مجموع الفتاوى حين غزى التتار العراق واحتلوا بغداد وما أشبه الليلة بالبارحة فيا له والله من بون شاسع وفرق عظيم بين فتاواه وفتاواهم فلقد كانت فتاوى شيخ الإسلام كالسيف المصلت على أعداء الله من التتار وكانت وقوداً لنار المسلمين التي أحرقت الكافرين المحتلين وأما المخذلون المنتسبين إلى العلم اليوم فكانت فتاواهم سيفاً مصلتاً على المجاهدين وبرداً وسلاماً على الكافرين المعتدين

وإخوان حسبتهم دروعاً فكانوها ولكن للأعادي

وخلتهم سهاماً صائبات فكانوها ولكن في فؤادي

نعم والله لقد أجرم هؤلاء في حق المسلمين عامة وفي حق المجاهدين خاصة ما لهم هداهم الله أيريدوننا كالأموات لا نحرك ساكناً ولا ندافع عن أرضنا لا بل ولا نصر إخواننا ونتركهم فريسة سهلة للصليبين المعتدين أفنترك لهم أعراضنا بلا ذود أو حمى أيريدوننا أن نترك نساءنا وبناتنا وأخواتنا عند الصليبين رهائن وسبايا أفلا يشعر هؤلاء بالخجل أفلا يشعرون بالخجل من تخذيلهم عن القتال وهم يشاهدون على شاشات التلفاز علوج الأمريكان وهم يفتشون أجساد المسلمات في العراق ويلمسون عوراتهن ويحدون النظر إليهن كالذئاب الهائجة أو ما سمعوا باغتصاب أخواتهم في العراق وأفغانستان والشيشان وإندونيسيا وغيرها من بلاد المسلمين

كيف القرار وكيف يهدأ مسلم والمسلمات مع العدو المعتدي

القائلات إذا خشين فضيحة جهد المقالة ليتنا لم نولدي

ولقد علمنا أن هؤلاء المثبطين إذا ووُجِهوا بآيات القرآن التي تذم عملهم وتخاذلهم وتخذيلهم وتصفهم بهذه الصفات المفزعة التي يخشى أن يتصف بها من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان إذا ووجهوا بهذه الآيات الربانية سلوا أنفسهم بأن هذا قول المتعجلين المتهورين أو فهم الشباب المتحمسين الطائشين وما علموا أنهم بذلك يناقضون بعلمهم وسيرتهم ما نزل به القرآن وما سار عيه إمام المجاهدين وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وإن من حكمة الله تعالى أن يبتلي الأمة بقتال أعدائها ليميز الصادقين من الكاذبين .

كما قال تعالى: (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم ) وقال تعالى: ( ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض) ولقد تعددت وتتالت مواطن النزال وجبهات القتال في الأعوام الأربعة الماضية ففي الشيشان ثم في فلسطين ثم في أفغانستان ثم في العراق والقاعدون المثبطون من المنتسبين إلى العلم لم يتوبوا من قعودهم وتخذيلهم ولم يتعضوا وقد قال الله تعالى: ( أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون ) .

وللمثبطين شبهات شبهاتٌ يتكئون عليها ويروجون بها لتخذيلهم، فالشبهة الأولى: هي دعوتهم إلى بدعة المقاومة السلمية وترك الجهاد يدعون إلى مقاومة تسمى سلمية ومع ذلك يدعون إلى ترك الجهاد والقتال في سبيل الله ووالله إنما هي حيلة شيطانية انطلت على كثير من المسلمين الهدف منها تسليم بلاد المسلمين وخيراتهم ورقابهم للكافرين والتنكر لفريضة الجهاد بالنفس والمال واللسان وتعطيلها .

فأي مقاومة سلمية هذه أي مقاومة سلمية تجعلنا نرى الكفار يعبثون بشرفنا ليل نهار وينتهكون أعراضنا ثم لا نحرك ساكنا ونطالب بالمقاومة السلمية إن ما يسمى بالمقاومة السلمية ليست إلا باطلاً من القول وزورا وعذراً يتخفى خلفه القاعدون وتقديماً بين يدي الله ورسوله قال الله تعالى: ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )

وأمر الله معروف وآيات الجهاد والقتال تملأ ما بين دفتي المصحف وويلٌ ثم ويلٌ لأولئك الذين يردون آيات الله القطعية الآمرة بالقتال ضد الكفار المحاربين ويستبدلونها بعصارة أفكارهم المريضة وتأويلاتهم البغيضة التي تخالف صريح أمر الله ورسوله بجهاد الغزاة المحتلين لأراضي المسلمين كما في العراق وأفغانستان وفلسطين والشيشان وكشمير والفلبين وغيرها من بلاد المسلمين.

الشبهة الثانية: تثبيطهم عن الجهاد بحجة ضعف المجاهدين والرد على هذا بسيط جداً أقول إن تحالف دول الكفر الكبرى في العالم على محاربة المجاهدين يكذب هذه الدعوة فما كان لأمريكا وحلف الناتو أن يتناسوا خلافاتهم مع روسيا ويتوحدوا معها في مواجهة المجاهدين لو كانت قوة المجاهدين ضعيفة ولما كانت أفعال المجاهدين هي الشاغل الأكبر للإعلام العالمي كما أن العمليات الكبيرة والانتصارات المتوالية للمجاهدين في أرض الشيشان والعراق وأفغانستان وغيرها يكذب هذه الدعوى.

الشبهة الثالثة للمثبطين زعمهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل في كذا غزوة فقط ويريدون بذلك صرف المسلمين إلى الشئون الأخرى غير الجهاد وهذه دعوى كاذبة باطلة فإن النبي صلى الله عليه وسلم منذ أمر بالجهاد وهو في حالة حرب وجهاد دائم فإن الجهاد ليس هو القتال وحسب بل الغالب منه الرباط .

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في حال مرابطة دائمة وحمل للسلاح فقد كانت المدينة مستهدفة من قبل الكفار كما في غزوات بدر وأحد والأحزاب وغيرها وكان النبي صلى الله عليه وسلم في جهاد دائم ما بين الرباط وقيادة الغزوات وإرسال السرايا من أصحابه رضي الله عنهم فمن أراد أن يقصر جهاد النبي صلى الله عليه وسلم وحربه مع الكفار بعدد الغزوات فقد أخطأ خطأً كبيرا ثم نقول لهؤلاء المثبطين لقد غزا النبي صلى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة فهلا أتيتم ولو بغزوة واحدة.

الشبهة الرابعة: هي تثبيط الشباب بحجة المحافظة على أرواح الصالحين وهذا خطأ فاحش وخلل في الإيمان بالقدر وهو يناقض عقيدة المؤمن التي بينها الله تعالى في كتابه والتي رد بها على المنافقين الذين ثبطوا المسلمين عن الجهاد ودعوهم إلى القعود مع الخوالف فقال تعالى: ( الذين قالو لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين * ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءً عند ربهم يرزقون) .

وقال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزاً لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرةً في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير) وقال تعالى: ( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلا ) وقال عز وجل: ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروجٍ مشيدة ) وقال عز وجل: ( قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذاً لا تمتعون إلا قليلا ) .

فهذه الشبهة مضادة لأمر الله تعالى بالجهاد بالنفس في سبيل الله كما أن هذه الشبهة الباطلة لم يقلها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهم خير الصالحين بعد الأنبياء بل حرضهم على الجهاد ورغبهم في طلب الشهادة في مضانها فلقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من خير معاش الناس لهم رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مضانه. بل لقد تمنى النبي صلى الله عليه وسلم الشهادة بنفسه فروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل.

وثمة شبهة خامسة يرددها بعض المثبطين وهي أنهم لا يحرضون على الجهاد خشية على الشباب من تغير المنهج في أرض الجهاد والجواب على ذلك هو أن نفير الشباب إلى أرض الجهاد إنما هو دليل على صحة المنهج فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من صفات الطائفة الناجية المنصورة القتال كما ذكر صلى الله عليه وسلم في قوله" لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك" ومما يرد على ذلك الواقع فبالجهاد تحيا القلوب ويقوى الإيمان وتظهر الخبرات والمهارات وتكتشف طاقات الأمة الكامنة فكم أخرجت ساحات الجهاد من أفذاذ وقادة وعلماء صادقين فالجهاد سبب من أسباب الهداية وإن كان من تغيير فهو إلى الأفضل ولا شك قال تعالى: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع الصابرين )

وفي الختام أقول: يا أيها المسلمون أن نعلم بأننا نمر بمرحلة تغيير جذري وبأننا نعيش مرحلة حاسمة وخطيرة لابد فيها من التضحيات لابد فيها من الشهداء الذين بدمائهم تحيا الأمة ولا يجوز لنا فيها التساهل ولنعلم أن الأمم قد تداعت علينا وأن الكفر قد اجتمع لاستئصالنا وأنه لابد لنا من وقفة أمام هذه المؤامرة العظيمة وبوجه هذه الهجمة الصليبية الجديدة وإنه لا سبيل إلى ذلك إلا بالجهاد بالنفس والمال واللسان لا بالقعود والتخاذل والاستسلام إن أردنا حياة كريمة في ظل شريعة الله

وإن أردنا أن تعود الخلافة الراشدة التي بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان فلنسعى إلى ذلك جهدنا وطاقتنا فإننا لسنا أمة جامدة حمقاء تنتظر مخلصها كالرافضة والصليبين بل إننا أمة رسالة وجهاد وتضحيات وهمة وعزيمة وصبر ومصابرة ولا راحة لنا إلا في الجنة إننا أمة جعلها الله خير الأمم أمة لا ترضى بالذلة والمسكنة بل تجاهد في سبيل الله تبتغي إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة .

ويا أيها الشباب المخلصون الصادقون المجاهدون لا تستمعوا لدعاوى هؤلاء المبطلين من المثبطين والمرجفين ولا ترعوا لشبهات المخذلين المعوقين وامضوا على بركة الله قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون لا بد لنا أن نقاتلهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله .

ونحن نحث إخواننا المجاهدين على أن لا ينشغلوا بقتال الحكومات العميلة وأن يستغلوا فرصة الجهاد في العراق فإنها فرصة لا تقدر بثمن وقد لا تتكرر كما نحثهم على أن يجمعوا قوتهم لضرب الأمريكان فضرب الرأس أولى من الانشغال بالأيدي والأرجل كما ننصح بعض أهل العلم بالتوجه إلى العراق للجهاد في سبيل الله والسعي إلى تجميع كلمة المجاهدين تحت قيادة موحدة تقودهم بالكتاب والسنة على هدي السلف الصالح .

فإنه لم يبق عذر لمن أراد الجهاد في فلسطين ألا يجاهد في العراق وإلى إخواننا المجاهدين الأبطال الأسود من أهل العراق الذين أرعبوا الغزاة الصليبين إلى أبناء الرافدين أحفاد خالد وصلاح الدين لقد رفعتم رؤوس المسلمين وشفيتم صدور قوم مؤمنين وأذهبتم بعض غيض قلوبنا على هؤلاء الطغاة الصليبين وثأرتم لإخوانكم المعذبين المأسورين وها هي فرصتكم للانتقام من هذه الدولة المجرمة فقد ساق الله الأمريكان إليكم ليلقوا حتوفهم على أيديكم بإذن الله وليقبروا في أرضكم كما قبر قبلهم البريطانيون الصليبيون فاسفكوا دمائهم واقعدوا لهم كل مرصد ومزقوهم كل ممزق وبارك الله تلك السواعد الضاربات على العدى وكأن لسان حال أحدكم حين يقتل كافراً يقول:

ومدجج كره الكماة نزاله لاممعناً هرباً ولا مستسلم

جادت يداي له بعاجل طعنة بمثقف صدق الكعوب مقوم

فشككت بالرمح الأصم ثيابه ليس الكريم على القنا بمحرم

فتركته جزر السباع ينشنه يقضمن حسن بنانه والمعصم

واعلموا يا أيها المجاهدون في العراق أن هزيمة الأمريكان في بلادكم هزيمة للكافرين في كل مكان وأن انتصاركم انتصار للمسلمين في كل مكان واعلموا أنها كلما طالت الحرب كان أفضل للمسلمين وأكثر تربية وتصفية لهم فالحروب تصقل الشعوب وتطهر النفوس كما ننصحكم نحن إخوانكم في الشيشان بأن تتوحدوا تحت قيادة سياسية وعسكرية موحدة فإن الاكتفاء بالجانب العسكري فقط في حرب العصابات دون الجانب السياسي والإعلامي والدعوي قد يحول دون الوصول إلى الثمرة والغاية من الجهاد بإقامة شرع الله على أرض العراق ولهذا فإن من أوجب الواجبات على المجاهدين في العراق أن يعتصموا بحبل الله ولا يتفرقوا وأن تكون لهم القيادة السياسية التي تعلن بكل وضوح أن هذا الجهاد إنما هو لتكون كلمة الله هي العليا .

كما أحث المسلمين في هذه الأيام على أن ينفقوا في سبيل الله وان يجاهدوا بأموالهم فإن ساحات الجهاد تمر بأوقات عصيبة بسبب ضعف الدعم وبسبب تضييق الخناق من قبل المنافقين على جمع التبرعات .

فالله الله بنصرة إخوانكم في الدين الذين يضحون بدمائهم وأرواحهم لنصرة دين الله عز وجل والذين باعوا كل شيء في سبيل الله .

اللهم انصر دينك اللهم انصر دينك واعلي كلمتك واعز جندك في كل ساحات الجهاد اللهم انصر من نصرهم اللهم انصر من نصرهم ولم يخذلهم.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الكاتب: أحمد العازمي
التاريخ: 01/01/2007