كلمة إنصاف في حق الشيخ العرعور

 

كتبته تعليقا على منشور علقت عليه في موضعه وأنشره هاهنا:

السؤال الذي أطرحه في هذه المناسبة: ما المطلوب من الشيخ العرعور؟

الرجل تكلم من البداية من الأيام الأولى بعدما تأكد من صدق الناس وتحملهم لمؤونة الثورة وتبعاتها -وكان يخشى من نارها عليهم-
فدعم الثورة ووجه شبابها وأفتاها بما تحتاج من فتاوى جريئة وفي نفس الوقت ذكية، وهو متفرغ لها وعلى يديه وبمسعاه أنشئ الجيش الحر وباقتراحه وعمله أنشئت المجالس العسكرية التي تجمع كتائب وألوية كل محافظة تحت راية واحدة
وكان واجهة إعلامية ناجحة ومتميزة لم يوقع الثوار يوما في مأزق وكان دائما معهم،
وهو أكثر من دعم الجيش الحر -وأعني ما أقول- وأقصد يوم كان الجميع يدعو -متخاذلا- إلى السلمية التي ذبحتنا من الوريد إلى الوريد،
ووقف في وجه أعداء الثورة في الداخل والخارج
وفضح المتخاذلين والمثبطين في المجلس الوطني وحارب هيئة التنسيق الخائنة المتسلقة المتاجرة بدماءنا
وكان وراء العمليات الكبرى الأخيرة كخلية الأزمة ومكتب الأمن القومي ووراء ترتيب الانشقاقات الهامة كانشقاق رياض حجاب والذي كان انشقاقه صفعة للعصابة
ولم تصدر منه إساءة واحدة للثوار... بل كان متناغما معها كسائر في ركابها وكان وقودا لها حتى صار المطلوب الأول للعصابة القردية وأعطوني اسم المطلوب رقم واحد لبشار القرد وعصابته ولحزب الشيطان وإيران وروسيا إن لم يكن هو العرعور وذلك لما يسببه لهم من إزعاج وإيلام ولما يعلمون من أثره الإيجابي الكبير على الثورة
وأعطوني اسما لغيره ذكره الثوار في مظاهراتهم وأعطوني اسما لغيره لا ينساه السفلة في السجون ويطلقونه على الأحرار من الثوار في السجون؛ أوليس لذلك دلالة على مكانته عند الثوار وإغاظته لأعداء الثورة
بل أقول -ولست مبالغا-: الله أعلم كيف كان سيكون مسار ثورتنا لولا أن هيأ الله لنا هذا الرجل وبرامجه التي هزت العالم وفضحت وسائل الإعلام التي تقاعست أشهرا وقدمت من الجمل أذنه لما يجري في الداخل،
هل تعلمون أن عدد المتابعين لبرنامج الشيخ "سورية حتى النصر" يصل إلى سبعين مليون مشاهد؛ فلنفرح بوجود هذا الوجه بيننا بدل الكلام الذي لا يليق بحقه فيتكلم عنه وكأنه ممن يعطل مسيرة الثورة!!!
ولست ممن يمالئ أحدا أيا كان ووالله لو علمت منه غير ما كتبته عنه لكنت أول المحاربين له ولكن هذا ما شهدناه، ولن يخلو آدمي من خطأ ولا بد أن له أخطاء ولكن كم هي بجانب ما قدم وما كان من صواب فيها؟!
فلما هذه التعليقات غير المناسبة التي نقرأها أحيانا عليه؟!
ألأنه شيخ ولم يتعود البعض أن يروا شيخا يخطب خارج المسجد ويرفع المعنويات ويشحذ الهمم ويوجه ويعلم ويقوم؛
أهذا ذنبه؛
هناك موروث تاريخي خاطئ عمره مئة سنة في ثقافة السوريين ويجب أن يغيروه ويتخلوا عنه وهو ظنهم أن الشيخ للمسجد والمسجد للشيخ!
والصواب أنه للحياة كلها للدين والدنيا؛ فثلاثة أرباع أحكام الشرع الإسلامي في المعاملات والربع في العبادات ومن اقتصر كلامه من المشايخ على العبادات وترك حياة الناس العامة فهو ليس قائم بالدين الذي أمر الله به! بل ببعضه والدين لا يتجزأ!
ومن قام بالأمرين معا فعلم الناس دينهم ورعى لهم شؤون حياتهم فذاك الذي يستحق التحية والاحترام
فلنعط الرجل حقه ولنتق الله في أمره!


الكاتب: منذر السيد محمود
التاريخ: 12/09/2012