المجرم شارون يقدم رأس الشيخ ياسين إلى القمة العربية

 

قام المجرم شارون بمباركة من المجرم بوش يوم الإثنين غرة صفر صباحا بجريمته المتوقعة وأشرف بنفسه على اغتيال الشيخ المجاهد المناضل أحمد ياسين مع ثمانية آخرين من مرافقيه ومن المصلين الخارجين من صلاة الفجر , وجرح خلال العملية خمسة عشر فلسطينيا آخرين منهم ابنان للشيخ أحمد .

منذ أن أعلن بوش العام الماضي وضع حماس على قائمة المنظمات الإرهابية ومنذ أن بارك هذا القرار المجلس الأوروبي وكثير من الحكام العرب ( راجع مقالنا بعنوان مبارك وحماس ) وصمت الباقون عن القرار وكأنه لا يعنيهم , كان هذا الإغتيال متوقعا وكان شارون متأكدا من أنه حصل على الدعم الدولي والعربي لقتل من يشاء من قيادات الفلسسطينيين دون أي ردود فعل حقيقية من الخارج .

وقام فعلا ببعض التجارب الإختبارية كاغتيال القائد اسماعيل أبو شنب وحاول قتل الرنتيسي والشيخ أحمد ياسين وتأكد له عمليا أنه لا ردود فعل هامة لا من العرب ولا من المسلمين ولا من أوروبا ولا من أمريكا , فقام بما قام به اليوم وهو مطمئن البال هادئ الأعصاب لا يخشى أحدا ولا يحسب حساب أحد

إن قتل الشيخ أحمد ياسين عملية لم تنشأ من فراغ ولم تدبر بليلة ولكنها مخطط طويل ساهمت فيه أمريكا وأوروبا وكل حكام العرب منذ أن بدأت الحرب ضد ما يسمى الإرهاب , وتم خلط الأوراق وإعادة ترتيبها من قبل إسرائيل بحيث شمل هذا الإرهاب المزعوم كل من يرفع رأسه أو صوته ضد إسرائيل وسار العرب على الخط بحيث شمل الإرهاب كل من يعارض حكوماتهم وتسلطهم وفسادهم فاكتملت المعادلة وتبادل المجرمون الأوراق وصار الإرهاب تهمة جاهزة للقضاء على كل صوت حر شريف في العالم بدءاً من العالم العربي إلى أمريكا إلى أوروبا وانتهاء باسرائيل بلد الإرهاب الحقيقي والقمع والقتل والتشريد .

ساعد على هذا القتل أيضا وشارك في الجريمة , كل من أضعف مقاومة الشعب الفلسطيني وحاول إجباره على الإستسلام بشتى الطرق , سواء بالتطبيع مع إسرائيل أو بالإنسحاب من المعركة بحجة العهود والمواثيق التي وقعها مع اليهود , أو بالاتجاه نحو سراب السلام الكاذب , أو بالمبادرات العربية على حساب الفلسطينيين , أو بتقليص وتقزيم القضية من قضية إسلامية إلى عربية إلى فلسطينية إلى سلطوية ( نسبة إلى السلطة الفلسطينية ) وصولا إلى حصرها بعرفات وخلافات حركة التحرير والشارع الفلسطيني ومن سيحكم غزة بعد الإنسحاب أو قبل الإنسحاب وما إلى ذلك من سخافات وتفاهات نعيش مأساتها كل يوم على شاشات التلفاز وصفحات الجرائد .

يحمل وزر دم الشهيد الشيخ أحمد أيضا من قطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني بحجة تنظيم التبرعات وتوجيهها وعدم تسييسها , ومن قطع أرزاق هذا الشعب المسكين التي كانت تأتي بمعظمها من الخارج ومن قام بمراقبة حسابات المنظمات الخيرية وتجميد أموالها في كل العالم العربي والغربي , ومن أعلن عن إنشاء صندوق فلسطين في مؤتمرات القمة السابقة ثم أغلق فم هذا الصندوق بحيث لم يدخل فيه قرش واحد , وكل من أخل بتعهداته في التبرعات لهذا الشعب المسكين الذي ترك لوحده يعاني مأساته التي سيعيد التاريخ كتابتها بالدم في صفحاته المقبلة .

أخيرا نوجه الكلام إلى المؤتمرين في القمة الجديدة وشاربي نخب موت الشيخ أحمد ياسين والمرتمين في أحضان بوش وشارون والباحثين عن السلام المفقود والمتشبثين بكراسي الحكم ولو على حساب دماء ثلاثمائة مليون عربي , نقول لهم : كيف استقبلتم هدية شارون القيمة ؟ وكيف ستردون عليها ؟ وهل أعجبتكم الهدية وطربتم لها أم حزنتم ؟ وهل تعتبرونها خطوة ناجحة على طريق مكافحة الإرهاب الذي يريد أن يطيح بعروشكم ؟ وهل ستنعمون بنوم هادئ بعد اليوم أم أن لعنة دم المظلوم الشيخ أحمد ياسين ستطاردكم حتى تلاقوا يومكم الذي توعدون ؟ هل ستنزل قوات مكافحة الشغب والأمن لتملأ الشوارع بدل المتظاهرين ؟ وهل ستضربون كالعادة بيد من حديد على رأس كل من سيخرج غاضبا من بيته أو ستتعتقلون كل من يبكي الشيخ علنا بحجة أنه إرهابي يساند الإرهابيين ويحزن لقتلهم ؟ هل ستصدر قوانين تحرم صلاة الغائب على
الشهيد طالما أنه من حماس التي صادرتم أموالها ووضعتموها على قائمة الإرهاب ؟

لقد توجه بوش بطلب إلى الجميع بضبط النفس ولكن هذا لا يخصكم أصلا فأنتم ضابطون لنفسكم ولأنفاسكم أمام شارون وضابطون أيضا لأنفاس شعوبكم منذ عشرات السنين فلا تعتبروا هذا الكلام موجها إليكم لأن من يضبط نفسه هو الذي يغضب أصلا وأنتم من المعروف عنكم بالمشاهدة والمتابعة أنكم لا تغضبون لا لدين ولا لعرض ولا لدم ولا لكرامة حماكم الله وأدام عليكم برود أعصابكم وتحكمكم بها .

أما أنت أيتها الشعوب العربية النائمة والحالمة فلا داعي للخروج في تظاهرات ولا داعي للغضب ولا داعي للإستنكار ولا داعي للتحرك ولا داعي لليقظة فقد كفاكم شعب فلسطين البطل كل هذا وسيقدم أرواحه فداء لأقصاه بدلا منكم وما عليكم سوى متابعة الأخبار على شاشات التلفاز وإطلاق التصريحات النارية ثم العودة إلى النوم بعد نهار حافل فقد تعبت من جهادكم مقاعدكم الوثيرة أمام الشاشة وتعبت من جهادكم لوحات المفاتيح أمام أجهزة الحاسوب , عودوا إلى نومكم لتتابعوا غدا أخبار السوبر ستار العربي وأخبار مهرجانات دول الخليج وأخبار إجتماعات رؤساكم القادمة , عودوا إلى نومكم فنحن آسفون لإزعاجكم بهذا الخبر في هذا الصباح .

أمير أوغلو / الدانمارك 22 مارس 2004

الكاتب: أمير أوغلو
التاريخ: 01/01/2007