دمشق ..دمشق

 

           بسم الله الرحمن الرحيم 
             دمشق ... دمشق
تسللتُ إلى ذاكرتي أبحث عن دمشق  فما وجدت سوى الأشلاء ودماء الشهداء .. 
هرعت إلى وجداني أسأل عن دمشق فكان الجواب آهات ودموع .. و أوجاع تهتف "دمشق ..دمشق "..  
طفقت إلى قلبي أفتش عن دمشق فلقيت جرحا غائرا ينزف على روابيها و يعانق أراضيها ..  
دمشق .. مدينة التحفت الظلام لسنوات طوال ..وسكنها الموت لعقود من الزمان .. وخيم الحزن عليها منذ أن تسور النصيرية قلعتها الحصينة واعتلوا عرشها العظيم .. 
دمشق ...ضواحيها تكتض بالثكالى والأيتام .. وبيوتها تحتض المآسي والآلام .. وثكناتها العسكرية التي كانت ذخرا للإسلام صارت سلاحا للئام وأشباح الظلام ..دمشق اليوم مقبرة جماعية لأهل البر والإيمان ..و مذبحة نصيرية يُذبح فيها المسلمون لارتكابهم جريمة التدين بالإسلام .. 
دمشق .. كل شيء فيها بطعم الموت .. ورائحة الموت .. ولون الموت .. لا شيئ فيها سوى الموت .. الموت هو سياستها و نظامها وأمنها و حضارتها وثقافتها وتاريخها .. كل شيئ فيها يمثل الموت بوجهٍ ما .. و يعبر عنه بطريقةٍ ما .. و يؤدي بالنهاية إليه .. 
دمشق ..مدينة البكاء .. واليتم .. والسجن .. وكل شيئ مفزع مفجع مرير .. 
دمشق .. عاصمة المعتقلات والتعذيب .. عاصمة الاستخبارات و الطوارئ .. عاصمة انتهاك حقوق الإنسان بامتياز . 
دمشق ..أقليم مسلم أُختزل بأكمله في وجه بشار الأسد العبوس الكئيب .. واختصر تاريخه كله في تاريخ البعث الخبيث .. بعث التآمر والتداعي والتنادي على هدم الإسلام وقتل المسلمين .. بعث الكفر والعهر والفجور والظلم والدماء .. بعث العروبة المكذوبة .. والعروبة الخائبة .. والعروبة الخائنة الغادرة ..
دمشق .. بلد أراد له النصيرية أن يكون مثالا في التخلف والتردي .. وأن يكون أنموذجا يُحتذى في غصب الحقوق وهدر الكرامات و تنديس المقدسات .. وأن يكون الرائد في التخاذل والعمالة و التبعية لإيران وغير إيران .. 
دمشق ..اليوم تنتفض ثأرا لكرامتها .. وانتقاما لشهدائها .. و غيرة على محارمها التي دنستها جحافل النصيرية عبر تاريخها الطويل .. 
دمشق .. تهب اليوم كفارس بطل يرمي نفسه في الميدان بجروحه ودمائه وأوجاعه .. تنتفض كأسد جريح يأبى على نفسه ميتة الخراف .. تقاوم بوسائلها البدائية أمام ترسانة ضخمة في يد النصيري الملعون وزمرته ..ولا تملك - بعد المدد من الله تعالى - سوى حقها الأصيل في العيش بعزة وكرامة . 
دمشق .. من لا يتعاطف معها اليوم ولا يمد لها يد العون بحسب استطاعته فهو مرتد عن قيم الإنسانية وفيه من النفاق ما فيه .. 
أيا دمشق .. يا ليلتي الطويلة .. و يا دمعتي الشاكية ... ويا دعوتي الصادقة .. اصمدي أرجوك .. واعلمي أن الله تعالى مع الصابرين .. وأن الله سينصرك على الكافرين .. ويعلي كلمة الموحدين المؤمنين .. اللهم آمين .  
أيا دمشق .. يا قلب الإسلام النابض .. ويا عاصمة الخلافة .. و يا مهد الحضارة .. ويا تاريخنا المليء بالأمجاد والبطولات .  اصمدي فإن الله تعالى أعظم قوة وأكبر قدرة وأوسع علما وأكمل فضلا من أي سبب يتعلق به أهل الأرض .. فالله جل وعلا هو الذي بيده ملكوت كل شيء وهو مسبب الأسباب.. هو الله المهيمن العزيز الجبار المتكبر القدير المقتدر ذو الجبروت والملكوت لا راد لقضائه ولا مانع لمشيئته ولا منازع له في حكمه ولا غالب له على أمره ..نسأله جل وعلا أن يرفع عنك البلاء وأن يقر عيون المسلمين جميعا بنصرك على حفنة النصيرية المجرمين السفاكين للدماء .. 
أيا دمشق .. تقبلي مني حبي واحترامي ..ولهفتي واشتياقي لنصر عظيم من رب كريم .. و تقبلي مني دمعتي وآهاتي و زفرة قلبي والتياعي على مصابك الجلل الجسيم .. واحملي سلامي المعطر بعبير الحب في الله والتواد في الله لكل مسلم فوق أرضك وتحت سمائك .. وقولي لشعبك الأبيّ إننا معهم فكرا وشعورا ..تنبض في قلوبنا دمشق وتسكن في عقولنا دمشق .. ونتنفس دمشق و لا ننفك نفكر في( دمشق )... آهٍ يا دمشق . 
 
  


الكاتب: حسين الخالدي
التاريخ: 25/03/2011