الحرب على الأبواب

 

تعيش الولايات المتحده الامريكية هذه الايام أسوأ حالاتها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا
أما إقتصاديا : فهي مديونه بـ ( 15 تريليون دولار )
وأما سـيـاسـيـا : فهي لديها حركة احتجاجات ضخمه بسبب الوضع الاقتصادي المتردي وفقدان الدولار لأكثر من نصف قيمته وفقدان عشرين مليون امريكي لمنازلهم بسبب أزمة الرهن العقاري
وأما عسكريا : فأمريكا هزمت في أفغانستان والعراق وفقدت هيبتها أمام العالم وبدأت دول مثل روسيا و الصين وإيران تتحداها
إن أمريكا لديها عدو رئيسي سبب لها هذا الهوان والذل والإفلاس هذا العدو هو المسلمين السنه الذين هاجموها في عقر دارها وهزموها في عقر دارهم ( ولقد قال بوش بعد أحداث سبتمبر هذه حرب صليبية ) وهو صادق هي حرب صليبية – وإيران الصفوية لم تكن عدو لأمريكا ولن تكون – فالخميني حليفهم – هم من أوصله الى السلطه في ايران وكلنا يذكر ان الخميني كان يقيم في فرنسا وجاء على طائرة فرنسية ليستلم السلطة في ايران بعد ان فقد الشاة ماتبقى له من مصداقية امام شعبه فتداركوا الامر وصنعوا الثورة لكي يسلموا الخميني السلطة خوفا من ان يتمدد الاتحاد السوفييتي ويحتل ايران – واثناء حرب الخميني مع صدام دعموه بالسلاح – وأكثرنا يذكر صفقة السلاح الامريكية لايران المعروفة بإيران كونترا أيام الحرب العراقية الايرانية وصفقات السلاح الاسرائيلي لايران ففي 18تموز1981 إنكشف التصدير الإسرائيلي إلى إيران عندما أسقطت وسائل الدفاع السوفيتية طائرة أرجنتينية تابعة لشركة اروريو بلنتس و هي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنتقل بين إيران و إسرائيل محملة بأنواع السلاح و قطع الغيار و كانت الطائرة قد ضلت طريقها و دخلت الأجواء السوفيتية على أن صحيفة التايمز اللندنية نشرت تفاصيل دقيقة عن هذا الجسر الجوي المتكتم و كان سمسار العملية آن ذاك التاجر البريطاني إستويب ألن حيث إستلمت إيران ثلاث شحنات الأولى إستلمتها في 10-7-1981والثانية في 12-7-1981 والثالثة في 17-7-1981 وفي طريق العودة ضلت طريقها ثم أسقطت و في 28 آب 1981 أعلن ناطق رسمي بإسم الحكومه القبرصية في نقوسيا أن الطائرة الأرجنتينية من طراز (كنادير سي إل 44) رقم رحلتها ( 224 آى آر ) قد هبطت في 11 تموز 1981 في مطار لارنكا قادمة من تل ابيب و قادرته في اليوم ذاته إلى طهران حاملة 50 صندوق وزنها 6750 كيلوغرام و في 12 تموز حطت الطائرة نفسها في مطار لارنكا قادمه من طهران و قادرته في اليوم نفسه إلى إسرائيل يقودها الكابتن (كرديرو) و في 13 من نفس الشهر حطت الطائرة نفسها قادمة من تلابيب وقادر ته إلى طهران في اليوم نفسه يقوده الكابتن نفسه.
و في مقابلة مع جريدة ( الهيرلد تريبيون) الإمريكية في 24-8-1981 إعترف الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدر أنه أحيط علماً بوجود هذه العلاقة بين إيران و إسرائيل و أنه لم يكن يستطيع أن يواجه التيار الديني هناك و الذي كان متورطاً في التنسيق و التعاون الإيراني الإسرائيلي و في 3 حزيران 1982 إعترف مناحيم بيجن بأن إسرائيل كانت تمد إيران بالسلاح وعلل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي أسباب ذلك المد العسكري الإسرائيلي إلى إيران بأن من شأن ذلك إضعاف العراق وقد أفادت مجلة ميدل إيست البريطانية في عددها تشرين الثاني 1982 أن مباحثات تجري بين إيران وإسرائيل بشأن عقد صفقة تبيع فيها إيران النفط إلى إسرائيل في مقابل إعطاء إسرائيل أسلحة إلى إيران بمبلغ 100 مليون دولار كانت قد صادرتها من الفلسطينيين بجنوب لبنان و ذكرت مجلة أكتوبر المصرية في عددها آب1982 أن المعلومات المتوفرة تفيد بأن إيران قد عقدة صفقه مع إسرائيل اشترت بموجبها جميع السلاح الذي صادرته من جنوب لبنان وتبلغ قيمة العقد 100 مليون دولار و ذكرت المجلة السويدية TT في 18 آذار 1984 ومجلة الأوبزيرفر في عددها بتاريخ 7-4-1984 ذكرت عقد صفقة أسلحه إسرائيلية إلى إيران قالت المجلة الأخيرة إنها بلغت 4 مليارات دولار فهل كانت إسرائيل لترضى بشحن السلاح إلى إيران لو كانت إيران تشكل أدنى خطر على الوجود والكيان اليهودي؟! وهل كانت أمريكا لتعطي السلاح إلى إيران لو كانت إيران تشكل الخطر الإسلامي الحقيقي الذي تهابه أمريكا و روسيا و غيرهما؟!

أمريكا منذ سنوات وهي تهدد إيران شفهيا لكنها تهاجم المسلمين السنه واقعيا ( تهاجمهم في أفغانستان والعراق والصومال واليمن وباكستان) مستعينة بحلفائها وعملائها ومع هذا لم تنتصر
إن لدى أمريكا و إسرائيل مشروع خطير كتب عنه روجيه جارودي قبل عشرين سنه ( الهلال الشيعي ) إن هذا الهلال الشيعي هو مجموعة دويلات شيعية مهمتها إحاطة دولة إسرائيل الكبرى وتشكيل هلال حولها لحمايتها من حركات المقاومة السنية – فإسرائيل عاشت في أمان عندما تولى حماية بوابة سوريا العلويين وبوابة لبنان الصفويين فهؤلاء كما يعترف صبحي الطفيلي رئيس حزب الله سابقا مهمتهم حماية اسرائيل .
إن الحرب مع الصفويين قادمه وستكون حرب دموية سيباد فيها كثير من اهل السنه العزل من السلاح ولن يقف في وجه الصفويين إلا أناس يقاتلونها عقديا لايعتمدون على شرق ولا على غرب ناس يعتمدون على الله وحده ويعدون ما استطاعوا من قوة إن ايران ليست أقوى من امريكا وليست اقوى من روسيا ,, إن اكثر ماتخشاه إيران هذه الايام أن تنسحب امريكا من افغانستان وترجع طالبان للسلطة فلوا حدث ذالك فإن المشروع الصليبي الصهيوني الفارسي سيفشل – فحركة طالبان لن تسمح لإيران ان تعتدي على بلاد السنه ( هل نسينا مافعلت طالبان مع ايران عندما كانت بالسلطة )
هل نتذكر طالبان حينما أعدمت الدبلوماسيين الإيرانيين عام 1997 وقامت إيران بحشد مائه وخمسون ألف مقاتل على حدود أفغانستان وردت عليها طالبان بأن حشدت عشرون ألف مقاتل – لقد أرسلت إيران يومها الوسطاء إلى حركة طالبان لحل الخلاف وديا – فأكثر ماتخشاه ايران أناس يحاربونها عقديا - هؤلاء هم الذين سيفشلون المشروع الشيطاني لإبادة السنه وإقامة الهلال الشيعي حول اسرائيل الكبرى



الكاتب: ابراهيم الحميد
التاريخ: 10/05/2012