رسالة من وراء القضبان إلى الأخوة القابضين على الجمر

 

بسم الله الرحمن الرحيم

((رسالة من خلف القضبان الاخوة القابضين على الجمر ))

<الرسالة الأولى>

أيها الاخوة الموحدون... سلامُ عليكم من الله ورحمته وبركاته, وبعد.
* إلى الإخوة في الله... الذين تبرؤوا من الطواغيت بجميع أشكالها... إلى
الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم... إلى الماضين على الطريق... إلى الذين حققوا لا اله إلا الله كما أنزلت وكما أراد الله لها أن تكون... إلى الذين يجاهدون من أجل إعلاء كلمة الله وتطبيق شرعه في الأرض... إلى القائمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... إلى الذين وقفوا يوم ركع لغير الله أشباه الرجال... إلى الذين جعلوا من أنفسهم سدًا منيعا لكل من يريد أن ينشر الفساد في البلاد...

إلى أحبتي في الله ... أبطال معان... الذين كانوا شوكة في نحور الظالمين ... إلى الذين حطموا صنم الخوف من غير الله ... إلى الذين عروا الباطل بجميع أشكاله... إلى الذين عاهدوا الله في المضي على هذا الطريق مع ما فيه من عقبات ظاهرها التعب والنصب وباطنها الرحمة والنعمة من الله تعالى... إلى الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولم يؤثر بهم تخاذل وخيانة المتخاذلين الخائنين...

أقول لكم وأخاطبكم وقد فرقت بين أجسادنا القيود والقضبان والجدران, ولكن لم تفرق بين قلوبنا وعقيدتنا, فمهما فعل الطغاة للنيل منا فإنهم لا يستطيعون.. نعم يستطيعون أن يأخذوا المال وأن يضيقوا على الأهل والخلان ولكن الذي ننابذهم من اجله لن يستطيعوا أن يصلوا إليه لأنه موجود في صدورنا ألا وهو العقيدة والإيمان الذي وهبنا الله. أقول لكم يا أحبابي انه لا بد لكم من إكمال المسير على هذا الطريق – طريق الأنبياء والشهداء – فهذا الدين لم يكن يوما مرتبطا بشخص ما إنما هو قائم بذاته وبحفظ الله تعالى له...

فعليكم يا جند الإسلام أن تعملوا كما عهدناكم بالدعوة إلى الله بالسر والعلن وذلك باستبانة سبيل المؤمنين التي انتم عليها وسبيل المجرمين التي يسير عليها الطواغيت ومن سار على دربهم من جندهم وعسكرهم وازلامهم أركان النظام الذي لا يستطيع أن يقف ويصمد بدونهم. ويجب عليكم أن لا تأخذكم في كلمة الحق والفصل هوادة ولا مداهنة وألا تأخذكم فيها خشية ولا خوف ولا صيحة صائح يقول: انظروا إنهم يكفرون المسلمين.

فان الإسلام ليس بهذا التمييع الذي يظنه المخدوعون من أفراخ المرجئة الذين ما اختاروا هذا الطريق إلا لأنه طريق السلامة والراحة...يزعمون... أن الإسلام أيها الموحدون شهادة أن لا اله إلا الله بأركانها وشروطها ونواقضها, ودون الإتيان بأركانها وشروطها واجتناب نواقضها.

فلن نحقق الإسلام الصحيح وأركان لا اله إلا الله النفي والإثبات, نفي الألوهية عن غير الله والتبرء من الشرك والطواغيت بجميع أشكالها وهذا هو الركن الأول( فمن يكفر بالطاغوت ) والركن الثاني هو الإثبات( إلا الله ), ( ويؤمن بالله )( وهو تحقيق العبودية الظاهرة والباطنة لله وهذا هو مفرق الطريق بين الرشد والغي كما قال تعالى: ( قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ).

وأما الذي لم يشهد بلا اله إلا الله على هذا النحو ومن لم يقمها في الحياة على هذا النحو فحكم الله ورسوله فيه انه من الكافرين الظالمين الفاسقين المجرمين... ( وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ), ( افنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون )... فإن طاقاتكم وجهودكم ودعوتكم لا تنطلق إلا إذا اعتقدتم في يقين أنكم المسلمون وان الذين يقفون في طريقكم ويصدونكم عن سبيل الله هم المجرمون, كذلك لن تستطيعوا أن تتحملوا متاعب الطريق إلا إذا استيقنتم أنها قضية إيمان وكفر وأنكم في مفترق طريق وأنكم على ملة إبراهيم عليه السلام ودين محمد صلى الله عليه وسلم, وأنهم على ملة الشيطان ودين الطواغيت..

هكذا يجب أن تبدءوا بالدعوة إلى الله تعالى بالتبرء أولاً من جميع الطواغيت والانسلاخ من الجاهلية والتمرد عليها والمتمثلة بالعشائرية والإقليمية والوطنية والقوانين الوضعية وغيرها من الدعوات العلمانية الإلحادية التي تريد أن تفصل الدين عن الحياة... وبعد ذلك يكون ولائكم خالصا لله ولرسوله وللمؤمنين, فحبكم لله وبغضكم لله.. فتحبون وتوالون من والى الله ولو كان من كان, وتبغضون وتعادون وتتبرءون ممن عادى الله ورسوله والمؤمنين ولو كان من اقرب الاقربين, ومن هنا يبدأ الطواغيت وأعوانهم بمحاربة دعوتكم التي تهدد وجودهم, هنا يبدأ العداء بين الحق والباطل كما بدأ بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وقومه المشركون الذين عادوه عندما تبرأ منهم ومما يعبدون من دون الله..

فأعداء الأمة في كل زمان ومكان من يهود ونصارى ومرتدين لا يريدوننا أن نتحاكم ونحكم القران في حياتنا فالطواغيت سيحركون جندهم الذين يدخرونهم من الذين استخفوهم فأطاعوهم سيحركونهم لمحاربة هذه القلة التي تدعوا لتحكيم شرع الله في الأرض. ولذلك يجب أن تنتبهوا لمخططاتهم الخبيثة وان تكونوا كما عهدتاكم مفاتيح خير مغاليق شر... وفقكم الله لما يحب ويرضى..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو سياف.
سجن الجويدة.. 8 - رمضان - 1424

الكاتب: أبي سياف
التاريخ: 01/01/2007