من قتل أحمد ياسين و ما أدراك من قتل أحمد ياسين ؟

 

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
من قتل أحمد ياسين و ما أدراك من قتل أحمد ياسين ؟

أحمد ياسين خلق من خلق الله تعالى فهو مثله مثل غير من الخلق فلم يقصد قتل أحمد ياسين و إنما يقصد قتل حقيقة قامت بأحمد ياسين و قام بها أحمد حقيقة كانت تحتضر فسخر الله تعالى لها خلق من خلقه يحيون هذه الحقيقة فلما رأى عدو الله تعالى إبليس و جنوده أن هذه الحقيقة بدأت تستعيد عافيتها أرادوا خنق هذه الحقيقة بقتله من يقوم بها و هيهات هيهات لما يريدون فهذه الحقيقة قائمة إلى أن تقوم الساعة و إن الله تعالى لن يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من قلوب العلماء و لكن يقبضه بقبض العلماء .

فهذه الحقيقة التي أراد بوش و شارون و أولياؤهم المرتدون قتلها في قلوب عباد الله تعالى حتى جندوا ببعض من ينتسب للعلم لوأد هذه الحقيقة ليبينوا للناس أن هذا إنما هو ذكاة شرعية لا وأد محرم و لكن خابوا و خسروا و إنى لهم ذلك و الله تعالى هو الذي تكفل بحفظ هذا الدين و حمايته و أنى لهم وأد من تكفل الله تعالى بحمايته و حفظه فما يعلمون أنهم بمحاولاتهم هذه ينشرون الحياة و الروح في هذه الأجساد التي كانت هي أقرب إلى الموت منها إلى الحياة قال تعالى {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (8) سورة الصف .

فانظر كيف عبر الله تعالى بأن محاولاتهم لإطفاء نور الله تعالى إنما هي بأفواههم أي لا تتعدى هذه الأفواه القبيحة و هذا إشارة أنما كل ما يصدر منهم مهما فعلوا فإنما هو ذاهب باطل لا يضر هذا الدين و أهله و إن أصابهم بأذى قال تعالى {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ} (111) سورة آل عمران فهذا حكم من الله تعالى لا يخلف فإن الكفار إن نحن قمنا صادقين مخلصين فلن يضرونا إلى أذى و هذا ما حدث مع الشهيد نحسبه كذلك و لا نزكي على الله أحدا فإنهم قتلوه و لكن ما ضروه أبدا قتل صابر محتسبا مرابطا مجاهدا فهو أصاب أحدى الحسنيين و إن قاتلناهم فإنهم يولون الدبار و لا ينصرون أبدا إذا وجدت الشروط و انتفت الموانع في الجهاد في سبيل الله .

و الله متم نوره و هذا خبر من الله تعالى فليعلم الكفار و المرتدون أنهم مغلوبون مهزومون مدحورون بخبر الله تعالى الذي لا يخلف و معلوم أن من يقوم بهذا النصر هم جند الله تعالى {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} (173) سورة الصافات و نسبة الجند لله تعالى نسبة تشريف أي جند الله تعالى العابدون لله تعالى المخلصون له المتبعون شرعته المجاهدون في سبيله الذابون عن دينه فهؤلاء هم جند الله تعالى الذين وعد الله تعالى بأنهم غالبون لا محالة لا الذين يذبون عن دين الطواغيت المحاربون لأولياء الله تعالى و أحباؤه المحرفون لشرعته المأولون لنصوصه المخالفون لسبيل المؤمنين المتبعون لأهوائهم فهؤلاء هم أولياء الطاغوت و جند الطاغوت الذين قال الله تعالى عنهم {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} (76) سورة النساء .

فهؤلاء أمرنا الله تعالى بقتالهم بألستنا و أموالنا و أنفسنا و حكمهم حكم غيرهم من أولياء الطاغوت و إن طالت اللحى و قصرت الثياب فهؤلاء مثلهم كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث و إن تتركه يلهث و مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفارا فلا تأخذنا بهم لومة لائم بل هم المقدمون في حربنا هذه ضد الطواغيت فهم أعدى أعدائنا فهم الذين سلمونا للأعداء و هم الذين أباحوا قتلنا و أستحلوا دمائنا و روعوا أطفالنا و نسائنا و نهبوا ثرواتنا فأي عدو أعدى منهم فهم من جلدتنا و يتكلمون بألستنا هم العدو لا أعدى عندنا اليوم عدو أعدى منهم .

من قتل أحمد ياسين هؤلاء هم أول من قتل شخص أحمد ياسين و أما الحقيقة التي قام بها أحمد ياسين فهيهات هيهات أن يقتلوها و سيقتلون شخوص اخرى ظنا منهم أنهم بهذا يقتلون هذه الحقيقة فهم لا يفقهون كما قال تعالى عنهم {لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ} (13) سورة الحشر فهم من جهلهم لا يعرفون إلا ظاهر الحياة الدنيا فلما يرون بأس أهل هذا الدين يظنون يخافونهم أكثر من الله تعالى و ما علموا أن هذا البأس و الشدة و القوة إنما هي من الله تعالى فأهل الإيمان خلق من خلق الله تعالى و بشر مثلهم و لكن لما أمتلأت قلبوهم إيمانا و خشية و خوفا من الله تعالى و عرفوا الله تعالى بأسمائه و صفاته حق المعرفة هنا عليهم كل مخلوق و إن عظم فلا شئ عندهم أعظم و لا اكبر و لا أقوى من الله تعالى و هذا القوي العزيز قد وعدهم إن نصروه ينصرهم و هذا العزيز لا يغلب بل كل شئ يرجع إليه و كل الخلائق ملك له لا يخرجون عن تصرفه إذا لا بد أنهم منصورون لا محالة فهذا هو فقههم لا فقه المنافقين الذين عظموا أمريكا و جعلوها لا تغلب لأن عندها السلاح بجميع أنواعه .

فهذا هو عينه فقه المنافقين الذين لم يقدروا حق قدره و ما علموا أن الأرض جميعا قبضته يوم القيامة و السموات مطويات بيمينه فأمريكا و أسلحتها الجوية و البرية و البحرية في قبضة الله تعالى فإن استطعت ان ترضي الله تعالى سخر لك من الجند الذين في قبضته سواء في السماء أو في البحر أو في البر ينصرونك بأن الله تعالى {ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ} (26) سورة التوبة {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ

هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (40) سورة التوبة فانظر كيف سماهم الله تعالى بالمؤمنين فإن حققنا هذه الحقيقة نلنا ما نالوا قال تعالى {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (3) سورة الجمعة .

أعرفتم الآن من قتل احمد ياسين من قتل أحمد ياسين هم من يريد قتل هذا الدين من اليهود و النصارى و المنافقين و ليس المراد هو شخص احمد ياسين و إنما المراد قتل هذا الدين .

الكاتب: عبد الرحمن بن طلاع المخلف
التاريخ: 01/01/2007