رؤية الصحوة الحرة لأبناء مساجد الجزائر للتغيير السلمي والهادف من خلال ثلاث حلول

 

بسم الله الرحمان الرحيم

رؤية الصحوة الحرة لأبناء مساجد الجزائر للتغيير السلمي والهادف من خلال ثلاث حلول لازمة وفق الخارطة الجيوسياسية : الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والعسكرية الجزائرية

الحمد لله الحق المبين والصلاة والسلام على محمد النبي الأمين ثم أما بعد : إن من سنن الله تعالى التي لا تحابي أحدا من البشر خذلانه سبحانه للعاجز الفاشل والخوار المضيع للأمانة والمتلاعب بالتكاليف الذي لم يرعى مهمة المسؤولية التي أوكلت إليه ولم يكن في درجة الجدارة و الاستحقاق ومستوى الأمانة للقيام بأعباء ما استلمه أو استولى عليه من السلطة أو الحكم أو القرار أو

الدائرة، والذي يتأكد مع مرور السنين والعقود أن مفسدة القفز على السلطة من غير شرعية أو قدرة تكليفية أو اختيار شعبي أو برهان واقعي لعب بمصير وأموال الدولة والأمة وحاضر الجزائريين ومستقبل الأجيال، ونحن الصحوة الحرة لأبناء مساجد الجزائر

نرى أن المخرج للأزمات الجزائرية يكمن في علاج سوء التسيير والعجز السياسي والتبذير المالي فنلخص حلول المشكلة في ثلاث حلول واقعية لامفر منها وهي على ما يلي


أولا : يجب على الدولة الجزائرية أن تباشر إصلاحا شاملا وصادقا وعاما وحقيقيا على جميع الأصعدة والجبهات السياسية والعسكرية

والإقتصادية والإجتماعية فيشمل كل المؤسسات الرسمية والشعبية وذلك من خلال إعلان واضح لحقبة جديدة متفتحة تكون فيها حقوق مواطنة كل جزائري مكفولة دستوريا وقانونيا، ويكون فيها القرار السياسي للمدنيين النزهاء والسياسيين الأمناء والزعماء الأكفاء، وذلك لإخراج الجزائر من ركودها السياسي وسباتها الاجتماعي وسوء تسييرها للثروة الاقتصادية لغاية دفعها إلى الأمام المستقبلي وفق إصلاحات حقيقية نخرج بها الجزائر من الدوامة الفارغة التي تتخبط فيها لترجع إلى مكانتها الدولية بعد نهوضها من كبوتها العصيبة وتعافيها من عجزها القاهر داخليا.

ثانيا : وإن استحال الحل الأول واستعصى تطبيقه والعمل بشروطه فالحل الثاني هو المخرج وذلك من خلال: إعلان مجلس تأسيسي مرحلي مدني نزيه يؤسس لمرحلة ضرورية لانتقال السلطة بطريقة سلسة وهادئة للحفاظ على وحدة البلاد ولحمة الجزائريين فيقوم المجلس التأسيسي بمهامه الدستورية المتفق عليها وفق الثوابت الوطنية والمقررات الإسلامية وذلك بحل الحكومة والبرلمان ومجلس الأمة الذين لا يمثلون التركيبة الإجتماعية الجزائرية حقا، فيعمل هذا المجلس التأسيسي المرحلي المؤقت مع الجهات الشعبية المعتبرة في البلاد، فيؤسس لمرحلة جديدة بموازين متأصلة ومدنية وعصرية توافق التطلعات الجماهيرية وتواكب الثوابت والعصرنة، فيمسح المجلس كل الأحكام الجائرة القديمة والقرارات العرجاء والسياسات العوجاء التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم والتي استغلتها البارونات المؤثرة والعصب المتداخلة والأطراف المتصارعة وجماعات الضغط الاقتصادية والسياسية والعسكرية كانت سبب تأزم الأوضاع منذ الاستقلال إلى يومنا

ثالثا : فإن لم تستجب الدولة لتطلاعات الشعب الجزائري وذلك من خلال تطبيق الحل الأول الهادف بكل لوازمه الهادئة ومقتضياته السلمية الواجبة وأعرضت عن الحل الثاني الهادف المدني فلننتظر الموقف الثالث الجماهيري من الشعب الجزائري المعروف بتمرده مرة كل خمسة وعشرين سنة وذلك من خلال انتفاضة واعتصامات جماهيرية واحتجاجات ومسيرات شعبية ضد الفساد والمفسدين لتحقيق العدالة الإجتماعية بنفسه وذلك بنفض الغبار الاستبدادي والقهر السلطوي والظلم الإداري، ثم الله تعالى وحده هو العليم لما ستؤول إليه الأوضاع الجزائرية بعد تفجر الوضع الاجتماعي بسبب تعنت الدولة وتزمت حكامها، وخاصة بعد لعب الأطراف والعصب والجماعات واللوبيات والأجنحة المتصارعة الداخلية والخارجية ولاسيما الفرنسية والأمريكية بمصير الجزائر ومستقبل الجزائريين مع ما سوف يحيط بالبلاد من الأخطار المهلكة كالإنقسامات الولائية والصراعات الجهوية القديمة والعصبية الحزبية، فنأمل أن يتدارك الوضع كل عاقل له أمانة ومسؤولية أمام الله ثم أمام الشعب، ولا يغرنكم الصمت الذي يسبق العاصفة

الشيخ : عبد الفتاح زراوي حمداش عضو الحملة العالمية لمقاومة العدوان، والناطق باسم الصحوة الحرة لأبناء مساجد الجزائر، والشيخ : الهاشمي سحنوني عضو الجبهة الإسلامية للإنقاذ وإمام وخطيب بمسجد السنة بباب الواد سابقا


الكاتب: مراسل الشيخ عبد الفتاح حمداش -أبومريم العايدي المنيعي السلفي -
التاريخ: 30/09/2011