واجبنا تجاه تصريحاتهم ..

 

واجبنا تجاه تصريحاتهم
بقلم الشيخ محمد بن عبيد الهاجري

إن المتابع للإعلام بشتى صوره ليلحظ أمرًا عجبا ، وذلك أنه قد كثرت تصريحات وخطابات المسؤولين في بلاد الأعداء ، والتي أصبحت أكثر صراحة عن ذي قبل ، بل وصارت متتالية لا تكاد تنتهي الواحدة منها حتى تتلوها الأخرى .

ولست بصدد ذكر ما تـنم عنه من مدلولات أو ما تدل عليه من مؤشرات خطيرة ، بل أردت بيان بعض ما يجب علينا تجاه تصريحاتهم ، إذ أنهم يمكرون ويمكر الله ، ويكيدون ويكيد الله ، والواجب علينا " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة "

أولا : بيان خططهم وأهدافهم من خلال الحرص على تصريحاتهم وخطاباتهم ونشرها بين الناس مدعمة بنصوص الوحيين الكتاب والسنة ، وفي ذلك من الفوائد ما فيه ، إذ بذلك تـنتهض الهمم وتـقوى العزائم على العمل لرفعة هذا الدين ، " حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله " " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون " " ولو كره المشركون " ، وحتى لا يبقى أدنى شك في قلب مضطرب من عداوتهم لنا 0

ثانيا : الاهتمام بنشر التوحيد بين الناس وبيان فضله وأهميته ، وخطر ما يضاده من الشرك والكفر ، وأنه لا يكفي الإيمان وحده بل لا بد من الكفر بالطاغوت ، والتركيز على نواقض الإسلام التي يخرج بها الإنسان من دائرة الإسلام إلى دائرة الكفر ، خاصة في مثل هذا العصر الذي تكثر فيه الفتن حيث يصبح الرجل فيه مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا عياذا بالله ، فتظهر الأمور جليّة للناس لا خفاء فيها لمن وفقه الله ، مما يزيد في ترسيخ الإيمان في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم 0

ثالثا : تعرية بعض المصطلحات والكلمات التي انتشرت في مجتمعاتنا ، وصارت لها قابلية لدى أكثر الناس ، بل وحسبوها هي الحق وخلافها هو الباطل ، وذلك بسبب الإعلام المزيف ، وترديد من ينتسب للدين لها سواء على مستوى الأفراد أو الأحزاب والتيارات الإسلامية إن صح التعبير .

**** ولنضرب على ذلك مثالين :

أحدهما : الحرب على الإرهاب :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فما هو إلا الحرب على الإسلام ، ثم إن إرهاب الأعداء مطلوب " ترهبون به عدو الله وعدوكم " ، كيف لا وقد بدأونا بالحرب واحتلوا بلادنا واضطهدوا شعوبنا وساموهم سوء العذاب وأكلوا ونهبوا وسرقوا خيرات بلادنا ، ثم يأتي أناس ينادون ويصيحون بإظهار سماحة الإسلام لهم ، سبحان الله !!

إن هذا لشيء عجاب ، نعم نظهر سماحة الإسلام لغير من يحاربنا ، أما من يحاربنا فليس له إلا الغلظة في الدين " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم "

ثانيهما : الديمقراطية الغربية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فما هي إلا الحكم بغير شريعة الرحمن ، ثم إنه كيف يصح في العقول أن يكون الحكم للشعب من دون الله ؟أهم خلقوا أنفسهم ، حتى يحق لهم أن يشرعوا لها ، ثم أليست عقول أفراد الشعب مختلفة وكذا أفهامهم وتصوراتهم وأفكارهم ، فقل لي بربك كيف تتفق أحكامهم التي سيصدرونها ؟! أم كيف ستنتظم ؟!

ويتفرع عن هذا المثال : الانتخابات :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فليس في دين الله إلا مشاورة أهل الحل والعقد ، وليس كل عاقل وجاهل يتكلم في أمر الناس ، كما هو حال الانتخابات ، التي قد تأتي بأجهل الناس ليكون سيدا عليهم ، بل ويختار من يتولى زمام الأمور ، كما هو واقع حال الانتخابات ، ثم إنه كيف يستوي رأي الجاهل مع العالم ، ورأي العاقل مع السفيه ، كما يحدث في هذه الكذبة المزيفة "الانتخابات"

الكاتب: الشيخ محمد بن عبيد الهاجري
التاريخ: 01/01/2007