جديد شيخنا الفاضل-عبد الفتاح زراوي حمداش -سدد الله خطاه

 

من صحوة أبناء المساجد الجزائرية إلى الأحزاب السياسية [الموالاة والمعارضة] في الساحة الجزائرية: "لقد فشلتم فشلا ذريعا على كل الجبهات والأصعدة السياسية والإجتماعية والإقتصادية وما خدمتم إلا أنفسكم وأحزابكم ودوائركم الحزبية وتركتم الشعب يتخبط في مشاكله القديمة "



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين ثم أما بعد: لقد تلاعبت الأحزاب السياسية بمشاعر وعواطف الشعب الجزائري وخدعته بالشعارات المزيفة التي رفعتها أيام الإنتخابات ووعدته بوعود كاذبة، وإننا ندعو هؤلاء جميعا أن يصدقوا مع الله تعالى ويراجعوا أنفسهم ويحاسبوها قبل العرض الأكبر على الله تعالى يوم القيامة: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}، ثم يصدقوا مع شعبهم فإما أن يحققوا ما أخذوه على عواتقهم من خدمة أمتهم وبلادهم وأما يتنحوا جانبا ليتركوا غيرهم من الصادقين القيام به، وإننا ندعو جميع الأحزاب السياسية إلى حليين عادليين لإزالة هذا [التمزق الإجتماعي والموات السياسي والهلاك الإقتصادي] ليتضح من هو الأصيل والدخيل على الجزائر والجزائريين فدعوتنا إلى أن تتكتل الأحزاب [الإسلامية والوطنية] في قطب واحد وتجتمع الاحزاب [العلمانية والليبرالية] في قطب آخر عسى أن يظهر وجه اللعبة المتشابكة التي [عطلت المشاريع وحطمت الجزائر] ليتضح من هو ابن الجزائر الطيب من عدوها المدمر الذي يهدمها باسم [الوطنية والجزائر]، وفي الحقيقة هذا الإنحطاط المظلم والتسفل المهلك والضياع المقيت الذي وقع فيه السياسيون بسبب مستنقع الأحزاب ودوائرها [الحزبية الضيقة] المبنية على [المصالح واللوبيهات] لا ينتج عنه إلا فساد الوضع الإجتماعي على الساحة الجزائرية [السياسية والإقتصادية والأمنية] فلا تزال العداوات قائمة على جميع [الأصعدة والجبهات] ولكن الحزبيين لا يبالون بالواقع المزري المؤلم لأنهم [في واد والشعب في واد آخر] يتخبط في مشاكله الماسيه فلا يهمهم إلا المواعيد الانتخابية والكراسي الحزبية والمصالح السياسية والمكاسب المالية ليتقاسموا كوطات [المصالح المعنوية والمادية]، وإننا نحن صحوة أبناء المساجد نعلنها لكم أنكم لا تمثلون إلا دوائركم الضيقة وجماعاتكم الحزبية ونفوذكم السياسي ومصالحكم الإقتصادية، وفي الحقيقة هذه اللعبة التي تلعبونها وتصنعون أدوارها وأشواطها [تذهب قوة الجزائريين وهيبتهم بين الأمم والدول والشعوب] لأن الساحة السياسية فارغة من كل برنامج صالح ومشروع نافع فلا أحزاب الموالاة ولا المعارضة يعملون بجد لتحقيق المشاريع التي عجزوا عن القيام بها بسبب عجزهم الواضح وتماطلهم بعض الأطراف في اتخاذ المواقف والقرارات الرشيدة من قول الحق والعمل بالصدق على التغيير الصالح وتحقيق الإصلاح المفيد فنقول لكم جميعا: احترموا عقولنا وكرامة شعبنا ولا تظنوا أنفسكم أذكى من غيركم فجلوسكم على كراسي الأحزاب باقتسام الكوطات والنفوذ والمكاسب أمانة ومسؤولية في الدنيا والآخرة تحاسبون عليها، فانتم شاركتم في صنع [ المحن والفتن والقلاقل والبلابل والاضطرابات الإجتماعية والأمنية والسياسية والإقتصادية في البلاد فلا تظنوا أنفسكم بمعزل عن ذلك]، فالذي يريده منكم الشعب بعد إقامة حق الله تعالى: حق المواطن والمواطنة : فالأمن والأمان وتوفير المستلزمات المعيشية اليومية من طعام وشراب وعلاج ودواء وسكن وعمل وكرامة وحرية وحقوق قانونية ودستورية شرعية هو مطلب الشعب، فأين أنتم : من الجمعيات الخيرية والنوادي الإصلاحية والمؤسسات التربوية والمدارس العلمية الإصلاحات والإرشادية وتحقيق المكاسب الإنسانية ؟ فكل هذه المطالب الشعبية تبجحتم بها في حملاتكم الإنتخابية فأين وعودكم اليوم ؟ فالمطلوب منكم أن تتقوا الله في شعبكم وترجعوا إلى رشدكم وتضعوا جدولا زمنيا محدود التوقيت ومعلوم الأهداف ومسطر الخطوط و واضح المراحل والمحطات تصدقون فيه مع شعبكم، فأنتم لازلتم تراوحون أماكنكم لا تجاوزونها وتدندنون بخطاب لغة الخشب الذي سئمنا منه، فما نجم منكم بعد كل هذه المدة التي قطعتنموها وأنتم تلعبون دور المحور إلا سياسة العنصرية المقيتة والتمييز القبائلي الفاضح والنعارات الولائية الحزبية فلا للحق نصرتم ولا للباطل كسرتم، فأنتم أشبه بتمثيلية قسمت فيها أدوار أعطيت لكم على حسب المكاسب والمصالح، فحقيقة الإصلاح الذي يطالب به الشعب الجزائري هو تحقيق فرص للحياة العادلة بكرامة وهذا مطلب أدنى مواطن في أن يكون له الحق في جزائر العزة، وحق على من له مسؤولية في البلاد أن يحلكم جميعا

المشرف على موقع ميراث السنة والناطق لصحوة أبناء المساجد الجزائرية : عبد الفتاح زراوي حمداش الجزائري


الكاتب: أبو مريم العايدي السلفي الجزائري
التاريخ: 16/05/2010