أمتي جروح تنزف ..

 

ترددت كثيـرا في كتابة هذا المقال خاصة بعد الأحداث الأليــمة التي شهدتها الساحة الإسلامية وكان أحدثها إغتيال شيخ المجاهدين رحمه الله أحمــد ياسين...

نعم أحدثها ولن أقول آخــرها فجروح أمتي ماالتئمت قط ولن يكون لها آخر ؛ عُذرا إن كانت العبارة قاسية بعض الشيء ولكن هذه هي الحقيقة كالشمس في رابعة النهار .

لقد أصبحت أمتنا كالجسد المثخن بالجـراح مابين طعنة رمح وشجة سيف ورميــة ســهم والله المستعان ، ماذا عساي أن أقول ومن أين لي أن أبدأوقد تكالبت الأعداء علينا من كل حدب وصوب ؛ فأصبحنـا كالأيتام على مائدة اللئام ووالله لقد صدق الصادق المصدوق حين قال صلى الله عليه وسلم (( يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غُثاءٌ كغثاء السيل ، ولينزعنّ الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفنّ في قلوبكم الوهن، قال قائل يارسول الله ! وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت .))

[ أنظر مشكاة المصابيح/ ح/5369 بتحقيق اللألباني وقال حديث صحيح ]

ولنتأمل الحديث قليـلا ولنعرضه على انفسنا !!! سنجد التالي :-

1- نحن المسلمون فقنا بعددنا المعسكر الكافرعلى شتى مذاهبه وملله من نصارى ويهود ومجوس وصابئة وهندوس وعبدة الشيطان ...إلخ ومع ذلك لم تغني عنا كثرتنا شيئا ! ونجد هؤلاء الكفرة رغم قلتهم وخوائهم الروحي وفسادهم العقدي كثرة أتعرفون لماذا ؟؟

لأن الإعداد الإيماني والعقدي لدينا ضعيف إلا من رحم الله وعصم و يكفينا فقط أن ننظر إلى الإختلاف في قضية الولاء والبراء حتى نعلم كيف تم تمييع الدين ومن أجل من و لماذا ؟؟

وبالمناسبة قد يقول البعض الخلاف لايفسد للود قضية. أجل ولكن الخلاف زاد فعم وطم ، وصارت خلافات أمتي عند أمم الكفر فوائد وأي فوائد !

2 - لأن قلوبنا ملأها الوهن فصرنا نستحب الحياة الدنيا على الآخرة فإن جمعنا فللدنيا وإن تكلمنا فللدنيا وإن أنفقنا فللدنيا وملذاتها ومناصبها وشهواتها وإن غضبنا فلها بل صرنا نرى الناس تتنافس من أجل الدنيا الله أكبر !!!

ورد عن أحد الصالحين أنه قال: (( إن رأيت أحدهم ينافسك من أجل الدنيا فألقها في نحره، ومن نافسك من أجل الآخرة فنافسه.))

وأنظر رحمك الله إلى حال سلفنا الصالح كيف كان ؟ هل كان للدنيا ؟؟ لقد كان والله كله لله والدين فإن أنفق فلله وإن غضب فلله وإن نافس فباالدين وأمضوا جل حياتهم في الجهاد والرباط في سبيل الله نهارهم صيام وليلهم قيام ؛ كان الدين في قلوبهم والدنيا الدنية في أيديهم إذا جاء أمر الدين ألقوا مابأيديهم .!

الله أكبر أنظر وتندر على حال الكثير من أبناء هذه الأمة ... لا بل تحسر..!

وماتحسن الدنيا إذاهي لم تعن
بآخرة حسناء يبقى نعيمها

غدا توفى النفوس ماكسبت
ويحصد الزراعون مازرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم
وإن أساؤوا فبئس ماصنعوا

نعم فبئس ماصنعوا فهاهي ملل الكفر يُألب بعضها بعضا على الإسلام وأهله تماما كما فعل الأحزاب حين تحزبوا على المسلمين في غزوة الخندق وهاهم المنافقون في أمتنا ليس لهم عمل إلا التخذيل والإرجاف تماما كما فعل أسلافهم بين صفوف جيوش المسلمين في أحد والخندق .

ولقد أخبرنا الله عن هذه الفئة التي يجد العدو منها منفذه لإختراق صفوف الأمة الإسلامية واصفا لنا إياهم وصفا دقيقا (( قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولايأتون البأس إلا قليلا ))18**

ثم انظر ماذا قال (( أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يُغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد شداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا ))19الأحزاب

نعم هذا حال الكثير منهم اليوم الغمز واللمز والطعن بمن!! بأعراض اليهود والنصارى ؟

كلا وحاشاهم ذلك بل بأعراض المجاهدين من إخواننا في كل مكان في الشيشان وكوسوفا والعراق وأفغانستان ؛ عجبا لكم أوتسلم منكم أعراض اليهود والنصارى ولا تسلم منكم أعراض إخوانكم المسلمون سبحان الله تشحون بكلمة خير تقولونها في حق إخوانكم المجاهدون !!

وأقول لربما يسلم منهم المجاهدون في فلسطين لكن من يعلم قد يأتي عليهم يوم يطالهم ماطال إخوانهم المجاهدون فيقال لهم كما قيل عنهم حين دفعوا عن أنفسهم الظلم والعدوان ( إرهابـــيون )

نعم أصبح حال من يجاهد من أجل دينه إرهابي !!!

ولا عجب أن تطالعنا بعض الصحف بثلة من الأقلام المسمومة تنسب نفسها للدين قسرا والدين وشرائعه بريء منها ونصّبوا أنفسهم كما يزعمون للذود عن حياض الدين من هؤلاء الإرهابيون وإن تعجب فعجب قولهم ( إلا زعل ماما أمريكا )

واأسفاه على حالك أمتي إن بعضا من جروحك الغائرة كان السبب فيها ثلة باعت دينها بعرض زائل من الدنيا ثلة باتت تسبح وتقدس بحمد أعداءك ثلة تتربص بك الدوائر وتدور مع رياح الكفر الباطل حتى تقتلع من حقولك أزهارالحق والبشائر

إلى تلك الثلة أقول ::

إتقوا الله فيما تكتبون وفيما تقولون واعلموا قوله تعالى:- (( وإن عليكم لحافظين 10** كراما كاتبين 11** يعلمون ماتفعلون12)) الإنفطار

(( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ))18 ق

وإن كان بقي فيكم بعض إيمان فراجعوا أنفسكم فوالله سيأتي يوم تُسألون فيه أمام الله عن كل كلمة خطتها يمينكم أسأتم فيها لأاخوانكم المجاهدون وتزلفتم بها إلى أعداء أمتكم .

ذلك اليوم الذي تعضون فيه على أصابعكم ندما وحســرة ..!!!

بقي لي إعتــذار وشكر :-

(((اعتـــذار لأمتي )))

أقول لها فيه أعذريني فعزائي هو الجهاد بهذا القلم و إن خانني وعجز من أن يسطر لك عبارات الأسف والألم، أمتي إن جرحك النازف لن يندمل حتى تصدق همم الرجال وتفوق في عُلاها ذرا الجبال ، وحتى يصدقون الله ورسوله في عهودهم ويكونوا من الذين قال الله فيهم ( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) 23 الأحزاب

نعم مابدلوا دينهم ولا عقيدتهم إرضاءا لشهوات ملل الكفر ولعمـري إنهم قلة في هذا الزمان . قلة هم الذي يحملون همّ الدين إنهم .[[الغــــرباء ]]

(..شـــكـــرا. )

لكل أخ وأخت لي في الله تعاهدوا على نصرة هذا الدين بموالاةالمؤمنين والبراء من الكافرين إلى الذين صدق إيمانهم فوافقت أقوالهم أعمالهم ولم تأخذهم في الله لومة لائم إلى الذين صدعوا بالحق حين أنبرت سيوف الكفر والنفاق والزيف لنحر أمتي على مرءاً ومسمع من بنيها أمام ضريح الغرب الكافر، إلى إخــــواني المجاهدين في سبيل الله الذين ماضرهم حين خذلهم بعض بني أمتهم من الذين يتاجرون بقضايا الأمة.

لهم أقول والله بكم أنتم بعد الله تًعز أمة الإسلام وتذل أمم الكفر والإلحاد ، بكم أنتم يُنشر الأمان ويعم الورى السلام بكم أنتم ينتشر دين الإسلام ويُقوض ديدن الكفر والظلام يامن نذرتم دماءكم الغالية رخيصة في سبيل أن تحيا هذه الأمة لكم اقول ربح البيع فغدا بإذن الله تحصدون مازرعتم وتوفون ماكسبتم ، و حقّ لأمتي رغم جروحها أن تفرح بكم وتفخر .

ومهما حاول الظلام أن يحبس النورفلابد للنور أن يظهــر .

* قطفـــوا الزهرة
قالت من ورائي برعم يثور
قطفـــــوا البرعم
قالت غيره ينبض في رحـم الجذور
قلعـوا الجذر من التربة.!!!

قالت
إننـي من أجل هذا اليوم خبأت الـبذور

وفي النهاية أرجوا من كل مسلم ومسلمة أن يتذكروا بأن لهم إخوانا أسارى في سجون النصارى واليهود فلاتحرموهم من دعائكم الله الله بالدعاء لهم ، فإنكم إن أُعذرتم أمام الله بقلة الحيلة في نصرتهم فإنكم لن تُعذروا أمامه في تقصيركم بالدعاء لهم وأدعوا الله وأنتم موقنين بالإجابة بأن يعجل بفك أسرهم عاجلا غير آجل وأن يعُز الله الإسلام والمسلمين ويُذل أعداءه أعداء الدين وينصر إخواننا المجاهدين في سبيله في كل مكان ويزلزل عروش أهل الكفر والطغيان اللهم آمـين

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وشفيعنا يوم الدين

والســـلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكاتب: أم عمــــــر الكويتية
التاريخ: 01/01/2007