قواعد و فوائد في الأسماء و الصفات

 

فوائد وقواعد في الأسماء والصفات

1-الإيمان بالله تعالى :

يتضمن الإيمان بالربوبية وهذا لم يخالف فيه أحد – والتوحيد والإيمان عند الأشاعرة وأهل الكلام هو الربوبية – وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات .

وتوحيد الأسماء والصفات ركن من أركان الإيمان بالله تعالى وهو قسم مهم خلافاً لمن زعم أن تعليم الناس به خطأ ,وخالف في هذا القسم الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية والمتكلمون والخوارج على اختلاف بينهم والوقوع في مخالفة الأسماء والصفات هو من أسباب وقوع البدع كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : إن دولة بني أمية كان انقراضها بسبب هذا الجعد المعطل وغيره من الأسباب , فقد كان الجعد بن درهم شيخاً مربياً لمروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية فعاد شؤمه عليه حتى زالت الدولة , فإنه إذا ظهرت البدع التي تخالف دين الرسول صلى الله عليه وسلم انتقم الله عز وجل ممن خالف الرسل وانتصر لهم , وهذا فيه أيضاً أن من أسباب انهزام المسلمين الإعراض عن العقيدة وعدم تعلمها والوقوع في الشركيات والبدع .
00000

2-تعريفه :

إفراد الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى , ويمكن أن يقال : هو إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به من الأسماء والصفات ومن الأدله على ذلك قول الله سبحانه وتعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) , وقوله تعالى ( وله المثل الأعلى ) , فله عز وجل أعظم الأسماء والأوصاف وأكملها وأحسنها .
00000


3-عقيدة أهل السنة والجماعه في الأسماء والصفات مايلي :

الإيمان بما وصف الله تعالى به نفسه أو بما وصفه به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم , من غير تحريف ولا تعطيل ولاتكييف ولا تمثيل , فلا ننفي ماوصف به نفسه ولا نلحد في أسمائه وصفاته ولانعطل ولانكيف ولانشبهه بخلقه سبحانه وتعالى .
00000

4-توحيد الأسماء والصفات له ركنان : الإثبات والنفي :

الإثبات : إثبات كل صفة وردت في النص من الكتاب والسنه .

النفي : نفي مانفته النصوص مع اثبات كمال ضده . مثاله ( لاتأخذه سنة ولانوم ) هذا نفي , فنثبت كمال ضده وهو أكمل القيوميه .

وقد بعث الله عز وجل رسله بإثبات مفصل ونفي مجمل كما قال شيخ الإسلام في التدمرية.
00000

5- أن الشرع والعقل الصحيح يدلان على إثبات صفات الكمال لله عز وجل :

لأن من لا صفات له يعتبر معدوماً وليس كما قالت الجهمية حيث نفوا صفات الله سبحانه وتعالى , حتى قال بعض السلف : الجهمي يعبد عدماً , والمشبه يعبد وثناً , والموحد يعبد إله الأرض والسماء .
00000

6- نواقض الأسماء والصفات :

التحريف

وهو التغيير والإمالة , وهو تغيير النص إما لفظاً أو معنى .

فأما التحريف اللفظي فمثل قولهم ( وكلّم الله موسى تكليما ) فإذا كان لفظ الجلالة مرفوعاً فيكون الله عز وجل هو المتكلم وهذا هو الصحيح , ولكن لأنهم ينفون صفة الكلام لله عز وجل فيجعلون لفظ الجلاله مفتوحاً فيكون المتكلم هو موسى عليه الصلاة والسلام

وأما التحريف بالمعنى فمثل قولهم أن معنى الاستواء هو الاستيلاء , وهذا معنى فاسد .
//

التعطيل

وهو التفريغ والإخلاء , وهو نفي الصفات عن الله تعالى , وهو إما نفي كل الصفات وهذا مذهب الجهمية والمعتزلة , وإما نفي بعض الصفات كالأشاعرة فإنهم يثبتون سبع صفات فقط .
//

التكييف

هو حكاية كيفية الصفة أو إعتقاد أن الصفة الواردة كيفيتها كذا وكذا , مثل قول السائل الذي سأل ربيعة بن عبد الرحمن وسأل مالكاً رحمهما الله ( الرحمن على العرش استوى ) , كيف استوى ؟

فالسؤال بكيف هو سؤال عن الكيفية وهذا لايجوز لأن الكيفية لايعلمها إلا الله تعالى وأما معناها فمعلوم .
//

التمثيل

وهو إثبات المثل والشبيه لله عز وجل إما في ذاته أو صفاته أو قدره
.
00000

7- قواعد في الأسماء والصفات :

-أن الصفات لاتتلقى بالعقل , إنما تثبت بالشرع وبالسمع وهي مبناها على التوقيف .
مثال ذلك / أن كل من أحكم بناء فإنه يسمى مهندس , ولكن لايطلق على الله سبحانه وتعالى مع أنه أحكم بناء السموات والأرض لأنه لم يرد في الكتاب ولا في السنه .

-باب الإخبار أوسع من الأسمية والصفة , كما يقول ابن القيم رحمه الله تعالى , كالإخبار بأن الله تعالى موجود , ولكن لانجعله اسماً ولاصفة لله عز وجل إنما من باب الإخبار .

-أن أسماء الله تعالى غير محصورة , وأنه لايعلمها إلا الله عز وجل , وأما ماجاء في الصحيحين ( عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لله تسع وتسعون اسماً من حفظها وتعبد الله بها دخل الجنه ) ولايدل ذلك على الحصر , وبدليل ماجاء في مسند أحمد( عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم / ما أصاب أحداً قط هم ولاحزن فقال اللهم .......... أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحد من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ...... الحديث ) وهذا يدل على أن الله عز وجل استأثر ببعض الأسماء عنده , وأيضاً ماورد في الصحيحين في حديث الشفاعة الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويلهمني محامد أحمده بها لاتحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجد ) ومحامد : أسماء وصفات لله عز وجل لم يكن يعرفها في الدنيا , والله أعلم .
-صفات الله عز وجل نوعان : صفات ذاتيه وصفات فعليه :

الصفات الذاتيه : التي لاتنفك عن الله تعالى بحال مثل الغنى والقدرة وغيرها .
الصفات الفعليه : هي كل صفة تعلقت بمشيئته تعالى وإرادته التي تسمى الاختياريه التي يفعلها متى شاء , إذا شاء , وكيف شاء كالمجيء والكلام والغضب وغيرها ؟

-الصفات ليس فيها نفي محض , بل فيها إثبات كمال الضد , فإذا نفى الله عز وجل عن نفسه الظلم فإنه يستلزم إثبات كمال ضده وهو العدل .

-أسماء الله عز وجل صفاته حقيقة ليست مجازاً .

-إذا جاءت الصفة عن الله عز وجل مقيدة فمن الخطأ أن تطلق له الصفة , مثل قول الله تعالى : ( يخادعون الله وهو خادعهم ) فلا يصح أن يطلق على الله سبحانه وتعالى ( الخادع ) لأنها ذكرت بمقابلة شيء ومقيدة به .

-صفات الخالق جل جلاله حقيقية وصفات المخلوق حقيقية أيضاً , وكل موصوف له صفات تليق به , فـ يد ابن آدم تختلف عن يد الفيل تختلف عن يد النملة , فإذا كان هذا التفاوت بين المخلوقات فالتفاوت بين الخالق والمخلوق من باب أولى .

-أسماء الله تعالى وصفاته من المحكم لامن المتشابه .

-لايلزم من اتحاد الاسمين تماثل المسمى , فالله عز وجل عليم والإنسان عليم ولكن لايماثل علم الإنسان علم الله عز وجل : ( ليس كمثله شيء ).

-القول في الصفات كالقول في الذات , فكما أن الله عز وجل ذات تليق بجلاله وعظمته لاتشبه ذوات المخلوقين , فكذلك صفاته تلق بعظمته وجلاله لاتشبه صفات المخلوقين.

-من أثبت صفة لله تعالى فإنه يلزمه إثبات الصفات الأخرى , خلافاً للأشاعرة الذين أثبتوا سبع صفات فقط التي يثبتها العقل – بزعمهم –
:::::::::::

من شرح الشيخ عبد السلام بن صالح العييري للاميّة شيخ الإسلام ابن تيمية ..


الكاتب: أم الليوث الكويتية
التاريخ: 05/03/2007