دستور إبليس

 

       دستور إبليس 
 
ها هو إبليس قد اعتلا منبر الإغواء .. وأمامه جموع العلمانيين وقد احتشدوا لتلقي دستور العلمنة ( المعربة) .. جاؤوا من كل صحيفة تافهة وقناة مفسدة وإذاعة مضلة .. جاؤوا يحملون في قلوبهم ظلمة الغل على الدين وأهله ..وعلى وجوههم المسودة ملامح الفسق والفجور .. جلسوا أمام سيدهم وشهيتهم الفكرية منفتحة على حيله وأساليبه ..وهم منصتون لخطابه .. وهذا نص خطابه : 
باسمي أطلب منكم ما يلي : 
أولا : ضرب الحق في كل الاتجاهات .. لا تحقروا شيئا ولا تتردوا في أي مسألة يتاح لكم التشكيك بها أو التزهيد فيها أو الصد عنها .. فإن كانت من الفروع العملية فبابكم المشرع هو التصغير والاحتقار .. وإن كانت من القضايا العقدية الكبرى فاعتصموا بخدعة التقليل من شأنها العملي وقيمتها التطبيقية .. وهكذا لا يبقى شيء في الدين جدير بالتوقف عنده أو الخلاف عليه ..
ثانيا : بعثرة جهود المصلحين بتكثير جبهات النزاع .. لا تتركوا شيئا يستقر في الدين .. نازعوا في القضايا الخلافية تحت ستار الاجتهاد .. ونازعوا في القطعيات تحت ستار البحث العلمي المجرد .. تناولوا الاعجاز القرآني بشيء من التورية .. وتكلموا على تاريخ الرسول بشئ من الإيماء .. ونازعوا في شرعية كل شيء .. وما عجزتم عن المنازعة في شرعيته فنازعوا في جدوى طرحه وأهمية إثارته .. المهم أن لا يبقى شيء غير قابل للجدل على أي وجه كان .. ومالا تستطيعون التصريح به فاذكروه منسوبا لغيركم من كفار أحياء أو أموات .. ولا بأس بلباس النفاق متى احتجتم لذلك . 
ثالثا : لا حرج عليكم لضرب الدين أن تختبؤوا تحت أي تخصص علمي .. ولا حرج أن تنشروا رسالتي تحت أي ذريعة كانت سياسية أو اقتصادية أو حتى في ثنايا النظريات الهندسية الخالصة .. وكونوا على أتم استعداد لاستغلال كل موضوع شعبوي يطرحه  ابني البار ( الإعلام ) ! 
رابعا : حطموا وقار الشريعة بإطلاق عبارات السخرية الصريحة .. فإن أعياكم الأمر فالتزموا بالسخرية التلميحية .. وحبذا لو كانت بعبارات موجزة ومصطلحات جاهزة يسهل تداولها وتعميمها .. من عجز عن هتك وقارها فلا عتب عليه أن يكتفي بالسخرية بحملتها فمثل هذا الجرم له دور عظيم في تاريخنا المظلم القبيح .. 
خامسا : ارتبطوا عضويا بثقافة الكفار          ( أتباعي المخلصين ) لكن غطوا سوءتكم بأزياء خادعة كاذبة ..تدثروا بالمدنية والعلم التجريبي واللحاق بركب التقدم .. واخلطوا بضاعتكم بشيء من اللغات الأجنبية فلها إبهار لا يعادله إبهار ..
سادسا : لا ضير أن تستخدموا من يوافقكم من المتدينين فكل من وافقكم على شيء ولو كان فرعيا أبرزوا موافقته ثم ارموه في بحر النسيان .. فمن المفيد أن تتخلل كفرياتكم الصريحة لمسات دينية تبعث الطمأنينة في نفوس السذج الغافلين .. 
 سابعا : تناصروا فيما بينكم وتعاونوا على كل ما فيه هدم للإسلام .. ففي معركتنا الكبرى لا مكان لخلافاتكم الفكرية المتشعبة في كل اتجاه .. ولا مكان لتعصبكم الأعمى لرموزي الصغيرة من أساتذة ومتبوعين .. تعالوا بكل طاقاتكم لميدان المعركة واستحضروا أن الإسلام عدو لكم جميعا لا يقيم شأنا لأحد منكم ولا يفرق بين كفر وكفر . 
ثامنا : التصقوا بالسلطات المهيمنة على الدول واستعينوا بالقوى الخارجية ان احتجتم .. وتواصلوا مع كل المنظمات المصنوعة للترويج للكفر تحت أي قناع كان .. وتسللوا إلى كل منصب يتيح لكم الترويج للكفر طوعا أو فرضه على الناس قسرا .. وأكثر ما يخدمكم في هذا : الأدب وما ألحق به من علوم غامضة وفنون مبهمة ففيها المرتع لكل زنديق .. ولكم في أدونيس أسوة .. 
.. وبعد هراء طويل نزل إبليس من منبره وسط تصفيق حار من محبيه ومريديه .
 


الكاتب: حسين الخالدي
التاريخ: 30/11/2010