بيان جبهة عماء الازهر{واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد }

 

واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد
صدق الله العظيم.
إلى الأئمة والدعاة وخطباء المساجد والوعاظ وهداة الأمة وقادتها:
الآن رجع السهم إلى النزعة وجاءت الأمة إليكم

على رجاء أن تسمع منكم اليوم الكلمة الهادية الهادفة النافعة ، تلقون بها في نحر كل جبار عنيد إبراء للذمة ونصيحة للأمة فإن الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم على ما أخبر به صلى الله عليه وسلم ، الكل الآن مستشرف إليكم ، فاقرأو على مسامع الجميع : " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" ."بشروا ولا تنفروا" وأرسلوها إلى كل جبار عنيد ، ممن أمهلهم القدر حتى ظنوا أنه أهملهم ..!
أنتم اليوم قادة الأمة وهداتها ، فأروا الله من أنفسكم خيرا ، اليوم يوم فاصل فلتكن أعيننا جميعا على الآخرة ، إننا إلى الآن لم نسمع تصريحات تعالج الفتنة إلا من وزارة الداخلية والحزب المالك ، فهم لا يزالون على انحرافهم فينا يداون بالتي كانت هي الداء ، فلا تكونوا عونا لهم في صمتكم عليهم ، واحذروا أن تستجيبوا لطلباتهم إليكم فالصلاة صلاة ، فليس في دين الله صلاة هادئة وصلاة غير هادئة على ما جاء في التوجيهات الرسمية التي صدرت إليكم ..!
وليس بخاف عنكم أن مهمتنا التي أقامنا الله تعالى فيها على ما جاء من ربعي بن عامر رضي الله عنه : " إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ". فيكفي أمتنا ما حل بها من جور الأديان ومن جور الأحزاب ، خذوا بأيديها إلى عدل الإسلام بعيدا عن توظيف ديننا لأغراض الساسة الذين أحلوا قومهم دار البوار ..
فالصلاة هادية كما تعلمون ، تنهى عن الفحشاء والمنكر ، ولا منكر أنكر من العمل على إفساد الإنسان إصرارا وعمدا ، فاستباحوا لذلك كل منكر وقبيح من تفزيع الآمنين ، ونهب للثروات وتجويع للجياع ، وتزوير إرادات الناخبين ، وسحل الكرام وإهانتهم على قارعة كل طريق "لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة" ، حتى إنهم صادروا فينا حق الحياة الكريمة التي عرفنا بها .
أيها الأئمة والهداة هذا يومكم فأعيدوا للمسجد وظيفته ورسالته ، وللعلماء هيبتهم ووقارهم ، وللعلم مكانه وقدره ، فاطلبوا اليوم باسم الله من على منبر رسول الله صلى الله وسلم من الحزب المالك –الذي اختار لسيرته فينا أن يحل قومه دار البوار ، فليصحح سيرته بأن يأخذ طريقه سريعا لرفع المقت والغضب عليه من الله تعالى ومن الأمة – كمحاولة أخيرة له للنجاة- وذلك بما يلي:
1- فتح معبر رفح فورا فتحا دائما.
2- وقف تصدير الغاز إلى اليهود.
3- وقف العمل في الجدار الفولاذي تمهيدا لمحاسبة المجرم الذي أشار بها وورط فيها.
4- حل المجلس المزور والالتزام بكل ما يترتب على هذا الإجراء. و تشكيل جمعية وطنية من جميع أطياف مصر لوضع دستور جديد تمهيدا لإجراء انتخابات مشرفة نزيهة.
5- إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسين.
6- الإعلان عن الإلغاء الفوري لقانون الطوارئ وكذا إلغاء الأحكام العسكرية الجائرة الصادرة عن القضاء العسكري بحق المدنيين.
7- رد الحقوق إلى النقابات والجمعيات المظلومة.
8- تمكين المصريين من الانتفاع بثرواتهم.
9- إنزال القصاص العادل من الذين باشروا جرائم القتل في حق المتظاهرين.
10- المساواة بين جميع الأحزاب في المزايا والتبعات مع ضرورة فصل الحزب عن الدولة.
11- قطع جميع العلاقات السياسية والاقتصادية مع إسرائيل.
12- تنفيذ جميع أحكام القضاء المهدرة والمعلقة.
13- تحرير القضاء من سلطان السياسة وألاعيبها.
14- استقلال الجامعات والقضاء استقلالا حقيقيا مع الالتزام بتعويض المضارين من جراء عدم الالتزام بتلك المطالب.
15- سرعة إطلاق سراح المواقع الإلكترونية المعتدى عليها من قبل الدولة.

ثم اطلبوا إلى الجيش وقائده أن يسلك سبيل رشيد بن عمار قائد الجيش في تونس الذي صدق الله فصدقه الله .
ثم اطلبوا من الأمة أن ترعى في غضبتها ثرواتها وأملاكها ، وأن تقوم بالحفاظ عليها ، فحرمة مال المسلم من حرمة دمه ، وكذلك حرمة من لاذ بهم من أهل الكتاب والذمة.

وكلمتنا معكم إلى كل ذي شأن : لا طاعة في المعصية ، إنما الطاعة في المعروف فلا عذر لمعتذر اليوم في طاعته للظالم ، فكل إنسان مسئول مسئولية فردية في الدنيا والآخرة عما يقوم به تجاه نفسه وأمته ورعيته "ولقد جئتمونا فرادى كما خلقانكم أول مرة" ، "فكلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته " ،"وسيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه ، فقتله" .
كونوا مع الأمة كما قال صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الأوقات : " كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل". مع ضرورة الثبات على المواقف فليس هناك من وسيلة أنجع في إزالة المناكر خاصة إذا استفحلت من الخروج إلى الشوارع ، ولو اقتضى الأمر ارتداء الأكفان ، وإن دعوتم إلى الاعتصام في المساجد بعد هذه الوقفة حتى تزول أسباب الفتنة فلا بأس .
"يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون".
اطلبوا من على منابركم باسم الله من هؤلاء المتجبرين أن ينصفوا الأمة من أنفسهم وأن ينزلوا على مطالب الحق ، ذكروهم بحقيقة أمرهم أنهم خدام للأمة وليسوا ملاكا لها ، وأن رجال الشرطة ينبغي أن يكونوا من الأمة التي تدفع لهم رواتبهم ، ومن الخير لهم أن ينضموا إليها لأنهم من أوائل المنتفعين بدماء الشهداء وأرواحهم وأيام الثائرين وأعمارهم ، وأن مقتضى وظيفتهم أن يحموا الأمة لا أن يحاربوها ، وأن يوفوا لها لا أن يغدروا بها ، وأنهم ما لم يستجيبوا لهذا فإن حكم القدر جار فيهم على وفق ما قال النبي صلى الله عليهم " من أعان ظالما سُلط عليه" .
هذا غير ما ينتظره من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ، "فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد". غافر: 44
صادر عن جبهة الأزهر 23 صفر 1432 الوافق 27 يناير 2011


الكاتب: مسلمة
التاريخ: 28/01/2011