وترجل الفارس العنيد..والمجاهد الصنديد

 

بسم الله الرحمن الرحيم
لست والله أدري كيف سأشرع في الكتابة عن هذا البطل العظيم الذي أكدّ حياته وأقضّ مضجعه مجاهدا في سبيل الله تعالى..وإن كان لا يتمنطق ببندقية أو رشاش


وإنما يحمل قلما سيّالا بالغيرة على دين الله قوّالا للحق..وآلة تصوير أحيانا..لتكون شاهد عدل على ما يحكي من مآس
لقد نذر حياته من أجل صيانة المشروع الجهادي في العراق من التخلخل أو الاهتراء بحيث لا تضيع ثمرات الدماء النازفة على مدى سنوات الاحتلال العجاف بالتنازع سنة الله فيه "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"..
لقد أدرك ببصيرته وهو الفتى المحنّك والتلميذ الألمعي للشيخ الألباني قديما..
أن مصير الأمة مرهون بنجاح مشروع الجهاد في العراق
فكان هذا مشروعه..أعني صيانة الثغر من النخر المخوف

وكنت حين أرى بعض الأدباء يصفون عجز أقلامهم عن التعبي رإنما يتكلّفون المبالغة الممجوجة لمناسبة المقام الأدبي لا غير..فإذا بقلمي اليوم يرتجف..وهو يشرف بتسطير حروف يسيرة عن هذا المجاهد العنيد..الذي أّرق حكومة المالكي والمخابرات الإيرانية..

وألفيتني أبكي عليه كمدًا حتى كاد كبدي أن يتفتق حين علمت بأنهم اقتحموا منزله في سوريا..ولا إخالني باكيا على أحد من أصدقائي أو أقربائي..كما بكيت عليه!

لقد ذبحه الملاحين ذبح الشياه في الحمّام..وقتلوا زوجه المسكينة وتركوها في غرفة النوم! مضرجة بدمائها الزكية..وقد فاضت روحاهما شاهدتين على مأساة أمة..
وهما تلعنان المجرم..وتصدحان في السماوات بما هو أشد عند الله من هدم الكعبة..

إنه مؤيد الحمداني الكاتب الصحفي المرموق والكاتب المفوه الهمام..
والمقاتل الذي يموت يوم يموت واقفا كالنخلة..


لقد تشرفت بأني كنت كاتبا في موقعه الإلكتروني الذي سكّره القتلة أنفسهم..
لعنهم الله في الدنيا والآخرة..وحينما كنت أوصيه بالاحتياط ..وألا يكتب باسمه
كان يجيب بأنه مشروع شهادة في سبيل الله تعالى..
هذا مع كون الله نجاه من أنيابهم القذرة غير مرة..

وحتى يقف القاريء على سبب تجشم الملاعين قتله وبهذه الطريقة البشعة برغم كونه خارج حدود الولاية الأمريكية "العراق"..


فيمكن تلخيص ذلك في نقاط:-


• أنه كان على الرصَد فيكشف فضائحهم على نحو لا يصبرون معه على الكفر بالله تعالى فضلا عن قتل مسلم وسنورد مثالا من أحد مقالاته


• وأن مشروعه كما تقدم..كان شوكة ما تزال في تضخم مستمر حتى غدت جذعا في حلوقهم..فهو لم يكن يؤيد طريقة القاعدة..بل ينكرها أشد النكير وقد يكون قتله أحد غلاتهم إذ الاختراق فيهم واضح..غير أنه لا يكل أبدا ولم يمل قط..من جهوده البالغة في جمع كلمة المجاهدين والتقريب بين اجتهاداتهم..فصحّ أن يسمى سفير توحيد الكلمة على كلمة التوحيد


• وقد وضع الله له قبولا عند الجميع على اختلاف مشاربهم..


فأمثال هذه "الشخصية" هي ما يقلق أعداء الله على تنوع نحلهم ومللهم..


وقديما قال الصهيوني توماس فريدمان : نحن لا يخيفنا المتطرفون..ولكن يخيفنا أمثال سفر الحوالي!
ذلك أن عمل هؤلاء الأفذاذ أشبه بالطبخ على نار هادئة..آثارها.. نعم بطيئة لكنها نافذة ومؤثرة وناجزة وقاصمة..والسر موافقتها للهدي النبوي التوفيقي فيما يصح فيه التوفيق..والعناية بفقه سنن الله في الكون..

وختاما آمل أن يهييء الله من يصمم له موقعا..أو مدونة محتسبا في ذلك الأجر
على أن تجمع مقالاته الكثيرة جدا..لتكون صدقة جارية..وليغتاظ أعداء الله..ويتحسر المبطلون..

ومن عجيب لطف قدر الله وعنايته بأوليائه
أن يسر له قبل أيام من استشهاده وزوجه..عُمرة في المسجد الحرام..
ولم يكن قد حج أو اعتمر من قبل

نسأل الله تعالى أن يجعل مثواه في الفردوس الأعلى..وأن يلحق به زوجه العفيفة الصابرة..
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل
فإنا لله وإنا إليه راجعون
والله المستعان
وعليه التكلان


الكاتب: أبو القاسم المقدسي
التاريخ: 20/07/2008