الشرعية

 


إعداد/محمد المصري
الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
لقد أصبحت الشرعية في واقعنا المعاصر هي الاجتماع على الانتساب إلى غير شرع الله والتولي بولاية غير ولاية الإسلام ،وأصبح للقائمين على النظم العلمانية شرعية الحكم والوضع وكل من خرج ورفض القوانين العلمانية الوضعية الوضيعة ،وطالب بالحكم بما أنزل الله أصبح لا شرعية له واعتبر في النظم العلمانية "كيان غير شرعي" ويتسع الأمر أكثر من ذلك فتصبح هناك" الشرعية الدولية" وكل دولة أو نظام يرفض أو يحاول رفض ذل الشرعية الدولية تصبح دولة أو نظام خارج عن الشرعية الدولية وتستحق هذه الدولة أو هذا النظام الحصار المفروض عليها والدمار والحرب من قبل المجتمع الدولي صاحب الشرعية الدولية!،ونجد أن البعض يرفض التحاور مع الاتجاهات الإسلامية بحجة أنها كيان غير شرعي،ومن هنا وجب علينا رفع الالتباس عن مفهوم (الشرعية)حتى لا يكون هناك مزيد من خلط الأوراق أوالى مزيد من بعثرة الجهود نتيجة عدم تصحيح المفاهيم.
ما هى الشرعية؟ -
1-شرعية الوضع. 2-شرعية الحكم.
أولاً:- شرعية الوضع:-وهى الاجتماع على الكتاب والسنة فماكان خارجاً عنهما فلا يتحقق باجتماعه معني الشرعية، كما إن التزام الكتاب والسنة بدون الاجتماع عليهما خارج عن معني الشرعية، فالشرعية كما قال صلى الله عليه وسلم " ما أنا عليه وأصحابي" فلابد من الاجتماع على ذلك وهو الإسلام المحض والطريق المستقيم،والشرعية هي الجماعة وهى الاجتماع على الإمام الموافق للكتاب والسنة يقول تعالي"واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم" آل عمران103).
-فلابد من الالتزام بالكتاب والسنة والاجتماع عليهما وهذا هو مفهوم الجماعة التي لها الشرعية الحقيقية شرعية الاجتماع على الكتاب والسنة ويدل على ذلك حديث ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم أوخذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" رواه مسلم.
فهذا الحديث خبري تكليفي ففيه تكليف شرعي:-
1-بالالتزام بالسنة. 2-والاجتماع عليها. 3-والقتال من ورائهما.
فإذا اجتمعت هذه الأوصاف الثبوتية في جماعة ما مع خلوها من أوصاف أهل البدع وهى:-
1-الوقوع في عين البدعة. 2-إتباع الهوى. 3-إتباع المتشابه. 4-الوقوع في العداوة والبغضاء.
وكل جماعة اتصفت بهذه الصفات السبع اثباتاُونفياً فهي من أهل السنة ولها شرعية جماعة العلماء.
والجماعة جماعتان:-
1-جماعة التمكين:-وهى الدور والخلافة والسلطان وهى :-*
ا-ممكنة الانقطاع. ب-يدخل عليها دخن. ج-لايجوز فيه التعدد.
2-جماعة العلماء:-وهى ا- مكفولة البقاء لحديث ثوبان السابق( لا تزال طائفة.....
ب-لايصح أن يدخل عليه دخن.
ج-يمكن أن يدخل فيها التعدد.
وعمل جماعة العلماءالتى لها الشرعية هو:-
1-تحقيق التمكين. 2-دفع الأعداء. 3-حسم الافتراق.
4-جمع كلمة الأمة. 5-رفع راية الإسلام والتوحيد.
6-لتكون كلمة الله هي العليا.
ثانياً:-شرعية الحكم:-.
فيراعى في الحاكم لكي يضم إلى شرعية الوضع شرعية الحكم ويدخل في وصف الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ويبعد عن وصف الجبابرة والملك العضوض مايلى :-
الإسلام-الذكورة-العقل –أهلية التكليف كاملة بما فيها بلوغ الحلم والعدالة والسن الذي يبعد به عن حداثة الأسنان .-العلم الذي يصل به إلى القدرة على النظر والاجتهاد.
-القدرة على القيام على مصالح المسلمين سلماً وحرباً.
-أن يقوم نظامه على أساس الشورى وحفظ حقوق المسلمين وتحقيق مشاركة الأمة وأن تتم بيعة صحيحة باجتماع أهل الحل والعقدأوغالبيتهم.
-إذا تساوت الصفات يرّجح القرشي.
والجماعةالتى يتحقق لها شرعية الوضع والحكم يكون الخروج عليها مروقاً من الدين، هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
يراجع كتاب الاعتصام للشاطبى رحمه الله حول معنى الجماعة فهو مبحث رائع.


الكاتب: محمد المصري
التاريخ: 06/07/2007