مقترح لتشكيل مجلس للثورة الشعبية بين مصر وتونس يتخذ من مبنى الجامعة العربية مقرا له

 

عبد الله الفقير

تُعلمنا "تكنلوجيا السلوك الانساني" وفي فقرتها الخاصة بـ"التقييم البشري للسلوكيات الانسانية" ,تعلمنا بان الثورة من اجل الحاجات المادية مهما كانت ضرورية كالخبز والعمل تبقى ثورة في ادنى مستويات التقييم البشري عندما تقارن بثورات خرجت من اجل القيم المعنوية كالمعتقد والكرامة والتحرر وباقي المفردات اللامادية ,ولهذا فليس من اللائق ان تكون اهداف الثورة التونسية هو اسقاط زين العابدين لان بعض الشباب لم يحظ بفرصة عمل في الوقت الذي لا يثور عليه احد لاعتقاله الاف الشباب وتعذيبهم حتى الموت بسبب معتقدهم ورايهم الحر,وليس من المشرف ان يكون اسقاط حسني مبارك فقط لان بعض (او حتى ملايين الشباب) لا يجدون كسرة خبز في الوقت الذي لا يثور الشعب المصري ضد حسني مبارك عندما سمح لاساطيل المحتل الامريكي تعبر قناة السويس مجانا او انه ساهم في حصار الشعب الفلسطيني ومنع عنهم السلاح والغذاء !!,فالثورة لا يجب ان تكون ثورة جياع,لان هذا الوصف رغم شهرته فانه يقدح بالثورة اكثر مما يمدحها,فيمكنك ان تجد ملايين الحيوات التي تثور بوجهك اذا منعت عنها الخبز واللحم,لكنك لن تجد ابدا حيوانا واحدا يثور عليك لانك منعته من حرية الفكر او لانك سلبته حق المعتقد!!.

وفي هذا السياق,ولكي لا تسقط القيمة الاعتبارية للثورة التونسية والثورة المصرية,ولكي لا يكون الانطلاق بهذه المظاهرات مجرد "تقليعة" او "صرعة" تنتاب الشارع العربي تنتهي بالعبث والتخريب,ولكي لا تكون ارواح من سالت دماءهم في مثل هذه المظاهرات سلعة رخيصة يستبدل بها فرعون بفرعون اخر,وطاغية بطاغية اخر,ولكي ترتقي الجماهير بطموحاتها فتتعدى الفم والبطن الى ما هو فوق العين وخلف الدماغ(اقصد الفكر والعقل),ولكي لا يقال ان هذه الثورات مجرد "غوغاء" او "رفسة جائع",لذلك فاننا ندعوا ثوار شعبنا العظيم في تونس الخير ومصر الابية وباقي شعوب امتنا,ندعوهم بان يرتقوا باهداف ثوراتهم بما يفوق مجرد المطالبة بالخبز والعمل,بل وبما يفوق مجرد المطالبة باسقاط طاغية او تغيير نظام,(وان كان هذا يصلح كخطوة تكتيكية لتحشيد الجماهير), هذا من جانب, ومن جانب اخر حتى لا تجير مكاسب الثورة لغير اهلها,وحتى لا يمتطي صهوتها الامريكان والصهاينة والمجوس ومن انخرط بثوبهم, فاننا نطالب بان يكون للثورة اهداف مساوية لزخم بركانها الثائر ومقاربة لقوة موجها الهادر,ولهذا فانني انصح الاخوة الثوار في كل من مصر وتونس وباقي شعوب المنطقة بما يلي:

تشكيل مجلس (او تجمع او رابطة او منتدى او تكتل) للثوار في الامة العربية والاسلامية يتخذ من مقر الجامعة العربية مقرا له ويقوده في هذه الفترة نخبة الثوار من تونس ومصر,على ان ينضم اليهم لاحقا باقي ثوار الدول العربية والاسلامية(لا اعتقد ان عمرو موسى سيرفض تسليم مفاتيح الجامعة العربية في هذا الوقت تحديدا!!). اما اهداف هذا هذا المجلس فتكون ما يلي:

أ‌- تنسيق العمل بين شعوب وجماهير الامة وامداد الثورات العربية والاسلامية و"العالمية" بما يتيح لها تحقيق اهدافها وكسر الطواغيت في كل مكان,بالاضافة الى ان.

ب‌- وضع الاهداف الكبرى للثورات العربية والاسلامية ورسم خطوات القيام بها ونشرها.

ت‌- وضع الاليات الكفيلة بضمان استقلال تلك الثورات عن اهداف وغايات وطموحات الشعوب الثائرة ومنع انحراف الثورة عن مسارها او تجيير مكاسبها لصالح دول مجرمة كامريكا والكيان الصهيوني والمجوس.

ث‌- مد خطوط الاتصال بين الثوار والثوار المسلحين(المجاهدين والمقاومة المسلحة) من اجل امداد الثورة بالقوة الكفيلة بحمايتها اولا,ولزيادة صلة الترابط بين الجانبين باعتبار ان كل منهما جزء مكمل للاخر,ولكي لا تكون الثورة ضعيفة يمكن القضاء عليها بسهولة .

ج‌- تكوين مركز اعلامي عالمي يتعدى الحدود الوطنية والاقليمية ولا يخضع لسلطة الدولة وحكوماتها وانما يكون ملكا للشعوب على ان يتضمن محطة فضائية واذاعة ومواقع انترنيت ,ويعمل فيه مراسلون تابعون لكل دول المنطقة والعالم.

ح‌- التخطيط لمرحلة ما بعد اتمام الثورة ورسم الخطط الستراتيجية والتكتيكية لكل مرحلة.

اما اهم الاعلانات التي يمكن ان تصدر عن ذلك المجلس والتي سوف تجعل قلوب مليار ونصف مليار مسلم (بالاضافة الى ملايين من الشعوب الكارهة فطريا للظلم) ترنوا اليهم,فهي اعلانهم صراحة وبلا لبس او مداراة ما يلي:

1-اعلان قيام الوحدة الشعبية بين تونس ومصر واتخاذ السبل الواقعية والكفيلة بانجاح هذه الوحدة .



2-الاعلان عن فتح باب الجهاد لتحرير جميع الدول المحتلة بداء بالعراق وافغانستان وليس انتهاءا بكشمير والشيشان, ولتكن فلسطين هي قبلة الثوار ومبتغى كل ما سبق(او على الاقل الاعلان عن دعم جهاد تلك الشعوب وتهيئة كل ما يحتاجونه من دعم وماوى واعلام).

3-الاعلان عن ان الثورة لن تقود لكنها ستراقب وتناصر وتحمي الشعوب,وبهذا سنمنع الثورة والثوار من ان تنحرف مسيرتها او تعتليها اطماع الكرسي وشهوة التسلط .

هذا كل ما لدينا حتى الساعة,ورغم اني اعتقد ان كثير ممن سيسمع ما كتب هنا سيضحك على ما كتب فيه لانه سيظنه فوق الخيال,او سيتهجم عليه لانه يخالف هواه,او سيرفضه بحجة انه يؤلب الغرب ضد الثورة !!,الا اني اقول لكم جازما سواء رضيتم ام كرهتم, ان ثورة لن تكون اهدافها اكثر او على الاقل مقاربة لمثل هذه الاهداف لن تكون افضل من ثورة نظام خميني التي ازالت الشاه وطغمته فجائت بمن هو شر منه واكثر طغيانا,وان "ثورة" تكون كل اهدافها مجرد زيادة عدد "المتكرشين" وتوزيعهم بالتساوي بين طبقات الشعب لبقاء الطاغية و فرعونيته افضل للبشرية منها !!!.

والسلام على من استمع القول فاتبع احسنه.


الكاتب: ابومحمد العراقي
التاريخ: 14/02/2011