هل يوجد أغبى من النظام السوري؟!

 

ونقول النظام مجازا وما هو إلا عصابة إرهابية متحكمة في بلدنا الغالي، لن يجد الباحث ولا المتأمل أغبى منه وكيف يجد وهذا النظام قد ابتعد عن العقل والأخلاق وغادر الحكمة والدين وهذه الدلائل:
1- فهو يستخدم الخيار القمعي في إسكات الجماهير الغاضبة منذ أكثر من خمسة أشهر وما يزال ولو كان له عقل لترك هذا الخيار الفاسد بعد أيام قلائل من تجربته فما فرق مظاهرة إلا وازداد عدادها في اليوم التالي وما هاجم مدينة إلا وتوسعت رقعة الاحتجاجات فيها وما قتل شهيدا إلا ونبت من أرض سوريا المباركة عشرات وطنوا أنفسهم ليكونوا مشاريع شهداء كل هذا وغيره وما يزال على نفس الطريقة الفاشلة في إسكات الغاضبين والقضاء على الثوريين!
2- وهو يفكر بعقلية مؤسس مافياته حافظ الهالك الذي دمر مدنا وأباد أحياء وقتل واعتقل ولا إعلام حر يفضحه ولا إمتداد شعبي ينهكه بل تواطؤ من الأنظمة من حوله كتواطئ أنظمة أخرى الآن ولكن فات الغبي علما أن الشعب السوري غدا كله مراسلا إعلاميا ومصورا موثقا ومحررا إخباريا وناقلا أمينا فلم تجد الفضائيات لها من عمل مع هذا الشعب الحر اليقظ إلى أن تعرض وتعلق وحسب! فوصلت جرائمه إلى الشاشات في العالم أجمع حتى قبل أن تصل التقارير إلى بشار وهو في مكتبه بل إن بشار يفهم التقارير بسرعة! لأنه يكون قد شاهد الصور والفديوهات أمامه قبل قليل.
3- وهو ما زال يعول على سكوت الأمم والهيئات على الرغم من أنها قد نطقت ويتعامل معها وكأنها ما تزال صامتة كما كانت قبل شهر وما زال يعول على قادة الغرب الذين يرون نظامه من خلال مصالحهم ومصلحة الكيان الصهيوني في بقاءه ولم يعلم الغبي أنهم يتخلون عمن انفضح أمره وانكشف ستره من عملاءهم مهما كانوا على ولاء مطلق أو مقيد إلا إيران فلن تتخلى عنه لأنه رأتها الفاسدة الذي تنفخ من خلاله السموم ومنه يخرج لسانها المشقوق حزب الله في لبنان وعليه يتكئ النظام الطائفي في العراق ولكن ماذا ستقدم له إيران وقد تخلى عنه من كان وراءه من الغرب والشرق لن تستطيع أن تنفعه بشيء إلا بمزيد من إيقاعه في المستنقع لتتنفس وهي على ظهره هو يغرق!
4- وما يزال يكابر ويدعي الصمود والوقوف على رجليه واقتصاده ينهار وهذا أمر لا تفيد فيه التصريحات ولا الإيحاءات وإنما الحسابات وهي تدل على تدهوره وقرب نهايته!
5- وما يزال يعامل الناس وهو يظن أنهم كما كانوا قبل حين! ولم ير لفرط غباءه أنهم أدمنوا الحرية وتعلقوا بالشعارات ولم يعودوا يجدون راحة في حياة بلا مظاهرات لقد شبوا عن الطوق وبصقوا البحصة التي كانت تلثغ ألسنتهم وتخفي بيانهم فهو أمام شعب آخر غير الذي ورثه عن أباه!
6- ولم يفكر الغبي بتقديم بعض التنازلات كما اقترح عليه أصدقاءه المخلصين ليخرج من ورطته وينجو من قديم جرائمه فلم يرض اللص أن يعيد بعض ما سرق ولا القاتل أن يدي بعض من قتل بل أخرج سلاحه ليهدد بالمزيد فكان الطوفان الذي يريد أن يستعيد كل ما سرق من مال وكرامة ويحاسب كل من قتل وجنى وأجرم من خائن أو قاتل أو جان!
7- واعتمد على أغبى إعلام في العالم وكان علامة غباء إعلامه الشديد استغباء الآخرين من الشعب والمحللين والسياسيين وزاد الطين بلة حين أراد أن يقوي شوكة إعلامه بمن لفظهم الشعب وقد عرف حقيقتهم وازدرى أفعالهم وقرف من أقولهم بدءا من حسن نصر الله ومرورا بالبوطي وحسون وانتهاءا بحثالة من المعلقين والمحللين كالمدعو طالب إبراهيم وبسام أبو عبد الله والحاج علي وشريف شحادة والشعيبي وهو أقذرهم إذ ادعى العلم والفهم ونطق على فضائية نظامه بما يستحيى من ذكره من ألفاظ نابية تناسب مقامه وتدل على سفالته.
8- وفرح بالساكتين الذين ما يزالوا منه خائفين وعدهم لغباءه قوة تقف وراء ظهره العاري ولم يتعظ النظام الغبي بالصامتين الذين كانوا في مصر وتونس وانقضوا في لحظة على حكامهم الظلمة الفجرة فعلى هؤلاء يعول!
9- واعتمد على الجيش ليقمع الشعب وما علم أنه وإن اشترى كثيرا من الضباط وصف الضباط ورتب أمرهم واختارهم عبر عقود فإن المجندين الشباب الذي هم القوة الضاربة في الجيش هم من الشعب وولاءهم إلى الشعب وفي يوم واحد سينقلبون على من أمرهم من قادتهم بقتل أهاليهم وإذلال بلادهم ويوجهون إليهم فوهات البنادق ويخلصون الشعب منهم وهذا يوم ليس ببعيد!
10- وأخطر ما يقوم به: إيقاظ الطائفية في أذهان الأكثرية وهم الذين تناسوها كرامة لبلدهم ورأفة بمواطنيهم لقد وصل النظام للحكم بالمؤامرات الطائفية مستغلا غباء بعض ضباط الأكثرية المغفلين ولم يصل بها وحسب بل عمل بها واستمر وجوده بها ولا يخفى على أي سوري ما يتمعتع به صف الضابط من طائفة الرئيس من مكانة ومكتسبات لهم ولأولاده - عدا عن إطلاق يدهم في السرقة والنهب - بما لا يجد منه الضابط الكبير من الأكثرية قدر أنملة! فجاء النظام الغبي ليتحدث عن الطائفية وهي من المحرمات في عرف الحياة السياسية السورية فكان كدبور ون عن عشه! ولعل بها هلاكه.
11- ومحاولته إلجاء الناس إلى حمل السلاح في وجهه وإخراج الثورة عن كونها سلمية ليستبيح - كما يخطط - البلد بكافة أسلحته التي يملكها وليكون ذلك مستند له قانوني! ليقتل شعبه ونسي الغبي أنه قد فعل فقد استخدم الرصاص الحي والغاز السام وقصف بالمروحيات وبالبوارج وبالدبابات لقد استخدم كل ما يملك من حقارة في حربه فلو نجح في إلجاء الشعب إلى السلاح وحاربه الشعب ببنادق على الأكتاف بدل الصدور العارية فهل سيظن نفسه في منأن عن مصير القذافي!
هذه أسباب إحدى عشر تجعل هذا النظام الأغبى فهل تجدون أغبى منه!!
منذر السيد 27/رمضان/1432


الكاتب: منذر السيد
التاريخ: 27/08/2011