اللهم هل بلغت .. الحركات التنصيرية اتخذت الجزائر مرتعا

 

اللهم قد بلّغت .. اللهم فاشهد

من يصدق أن بلد المليون شهيد ,والتي ضحّى فيها أبناؤها بأرواحهم من أجل أن يكون نور الإسلام هو النور الوحيد على أرضها منذ أن عرفته في بداية الفتوحات الإسلامية للمغرب العربي , هي نفسها التي ترتع فيها الحركات التنصيرية اليوم أمام نظر الحكومة الجزائرية وأمام نظر رئيسها , ومسئوليها , بل وربما بدعم منهم.

ومن يصدق أن الدولة التي كافح الأجداد فيها على مدى أكثر من مائة وخمسين عامًا متواصلة من أجل أن ينالوا حريتهم , وان يحصلوا على استقلالهم أسوة ببقية خلق الله,هي نفسها اليوم التي تفتح فيها اليوم الأبواب مشرعة بالكامل أمام جحافل المستعمرين السابقين وغيرهم , ويسمح لهم بالعمل والتحرك كيفما شاؤوا وأحبّوا , دون حسيب أو رقيب , بل أن المعلومات المؤكدة تشير إلى تمتّعهم بحماية كاملة من مسئولين حكوميين وعلى أعلى المستويات .

ومن يصدق أن الدولة التي كافح شعبها على مدى عشرات السنين أيام الكفاح المسلح ضد المستعمر الفرنسي , قوافل الحركات التنصيرية بدءًا ممن أطلقوا عليهم ـ الآباء البيض ـ وما أعقبهم ممن دعين ـ الأمهات البيض ـ وما لحق بهم من حركات تنصيرية تعد بالعشرات , وافشلوا كافة خططهم ومؤامراتهم ضد الشعب الجزائري البطل , تصبح اليوم وفي عهد الخنوع
والاستسلام مرتعًا لكل تلك الحركات التنصيرية الاستعمارية .

ومن يصدق أن الحكومة الجزائرية التي تشن حربًا لا هوادة فيها ضد كل ما يمت للإسلام بصلة , متخذة ذريعتها حسب منطق المستعمرين المتحكمين فيها ( الحرب ضد الإرهاب ) حسب زعمهم , هي نفسها التي تفتح كافة أراضي الجزائر أمام الحركات التنصيرية الاستعمارية لتنشر
المسيحية بين أبناء الجزائر العرب المسلمين, بينما تقلب دنياهم رأسًا على عقب فيما يتعلق بأي تحرك إسلامي في تلك الدولة .

حقيقة .. إن ما يحدث في الجزائر اليوم هو منطق تخطّى كل التوقعات , وتجاوز كل الاحتمالات , وتعدّى كافة الخطوط الحمراء , وبالتالي فإن استمرار الصمت تجاهه سيعد خيانة كبرى بالنسبة لمن سمع , وعلم , ورأى , ولم يحاول ان يغيّر , ولو بالنصيحة إن فشلت بقية الوسائل الأخرى المعروفة .

فالتنصيريون الذين يرتعون أمام سمع ونظر الحكومة الجزائرية ورئيسها , ويعلمون ليلاً ونهارًا من أجل تمسيح الشعب الجزائري , مستخدمين كافة الإمكانيات الهائلة التي تتيحها لهم الكنائس المسيحية في أوروبا , من الواجب , والفرض الذي أقرّه الإسلام للمسلمين في أي مكان , وأي زمن ضرورة العمل به , أن يتم العمل على وقفه بكل الطرق والإمكانيات , ذلك
أن الهدف الذي تعمل من اجل تحقيقه تلك الحركات التنصيرية لا يستهدف شعب الجزائر وحده , ولا شعوب المغرب العربي وحدهم , بل كافة شعوب القارة الإفريقية الذين منّ الله جلّت قدرته عليهم بنور الإسلام منذ أن شعّ نوره في شبه جزيرة العرب .

ولان هدف أولئك المستعمرين الصليبيين المتخفين خلف رداء المسيحية يستهدفوننا جميعًا , فإن الواجب ـ الفرض ـ علينا جميعًا هو أن تتكاثف كافة جهود المسلمين في كل مكان وخاصة في منطقة المغرب العربي وقارة أفريقيا من اجل سرعة التحرك لإفشال المخطط التنصيري في الجزائر فورًا ودون إبطاء , وأن أي تخاذل في هذا الأمر إضافة إلى كونه انه سيشكل خطرًا كبيرًا على كافة المناطق المستهدفة , فهو خيانة عظمى لأمر الحق سبحانه وتعالى , ورسوله الكريم . اللهم قد بلّغت .. اللهم فاشهد


سعيد الوهراني ـ وهران ـ

الكاتب: سعيد الوهراني
التاريخ: 01/01/2007