توازن الرعب بالساحل السوري !!

 

قبل معركة حطين بخمسة سنوات و تحديداً 1182(م) 578 (ه) سيطر صلاح الدين الأيوبي على الساحل السوري و تحديداً على اللاذقية و لقد كان أمامه خيارين إما ترك كتيبة كبيرة من جنده باللاذقية لحمايتها و هذا الخيار غير مضمون لسببين بسبب طبيعة اللاذقية الجغرافية على البحر مما سيمكن الصليبيين من إنزال قواتهم شمال أو جنوب المدينة و الالتفاف على الحامية و قتل جندها هذا سبب و السبب الثاني هو حاجة صلاح الدين لجيشه من أجل المعركة الكبرى معركة بيت المقدس و كان لبقاء اللاذقية بيد المسلمين أهمية كبرى لأن سيطرة الصليبيين عليها ستمكنهم من الالتفاف على المسلمين و ضرب جيوشهم في حمص و حلب و حماة لذلك قرر صلاح الدين ترك مجموعة من خيرة رجاله و أقربائه بالجبال المحيطة باللاذقية و كانت خطته أن يشكل هؤلاء الرجال فرق خيالة خفيفة الوزن و سريعة الحركة تتمركز بجبل مطل على اللاذقية سمي فيما بعد بجبل الأكراد مهمة هؤلاء الرجال هي منع العدو من الاستقرار باللاذقية و حماية الطرقات التي تربط اللاذقية بالداخل السوري (حلب و إدلب و حماة) و لقد نجحت خطة صلاح الدين فمنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا مرت السنون و القادة من بيبرس إلى السلطان سليم اللذين ساروا على نهج خطة صلاح الدين و دعموا الأكراد بالتركمان شمالاً و بالصهاونة جنوباً و كان الأكراد طرف صعب بمعادلة الساحل السوري حتى الفرنسيون ركعوا في جبلهم و كذلك كان لهم الفضل في إفشال أول خطة لإقامة الدولة العلوية الأولى عام 1920 على يد المقدم على بدور و لقد دفع الأكراد أثمان باهظة زمن حكم آل الأسد و اليوم التاريخ يعيد نفسه آل الأسد يريدون أن يعيدوا تجربة على بدور و مجازره ضد أهل السنة و الجماعة عام 1920 و الأكراد هم حجر عثرة أمام قيام دولتهم المزعومة لأن طبيعة قراهم الجغرافية الوعرة جداً و امتداد جبلهم على الحدود التركية و طبيعة السكان أصاحب مراس صعب جداً فهم إلى يومنا هذا يشعرون بالاستقرار أثناء الحرب كل هذه الأسباب تجعل من الأكراد طرف صعب جداً بمعادلة الساحل السوري و لقد بات هذا واضحاً خاصة بعد معركة يوم الأربعاء 11/4/2012 حيث كبد الأكراد العلويين خسائر فادحة رغم فارق العدة و العتاد بين الطرفين و هنا لابد لنا من تسليط الضوء على هذه المنطقة لأهميتها لأن النظام تغلغل بها و هو حاول و مازال يحاول كسب ود و ولاء بعض عائلاتها فنحن اليوم إن أردنا أن نحمي أهل السنة و الجماعة بالساحل السوري بكافة مدنه من طرطوس و بانياس و جبلة و اللاذقية من القتل و التهجير و من إقامة دولة علوية تسيطر على مرافئ الساحل و على نفطه و تأتي بالفرس إلى البحر المتوسط يجب علينا أن نسلح جبل الأكراد لأن في تسليحهم نشكل توازن الرعب الذي سيمنع قيام أي دولة مستقلة بالساحل و سيحمي أهل السنة و الجماعة من المجازر في حال تجرأ العلويون على أهل السنة سيهجم الأكراد على قراهم و القرداحة نفسها لا تبعد عن جبل الأكراد سوى 30 كيلو متر و هنا سيفكر ملياً أي متهور من مخاطر هجومه على سنة الساحل اللهم قد بلغت اللهم فشهد أتمنى أن تصل رسالتي لجميع المهتمين بالشأن السوري و خاصة من أبناء سورية و أتمنى أن يأتي اليوم الذي نرى به قادة مسلمون يضعون استراتيجيات تحمي أمتهم لمئات السنين كما فعل صلاح الدين


الكاتب: لاذقاني
التاريخ: 18/04/2012