إني من عكرمة حبيبي

 

باسم الله ..


أتعجبون من عكرمة كما أعجب أنا منه ؟
أتعجبون به كما أعجب أنا به ؟...

و ما لكم ألا تعجبوا و تعجبوا ..؟؟ّ!!!

و هو الذي يضع المصحف على وجهه و يقول رضي الله عنه :

" كتااااب ربي .. كتااااب ربي "

هل ملكتم ذا الحس ؟ أم هل وعيتم ذا الدرس؟ ...

إن لي في عكرمة أسوة حسنة ...
و في عكرمة أسوة حسنة لمن كان يرجو الله ..
و إني أرجو الله ...


تلك الآيات .. لا أدري و الله .. هل أضعها في عيوني و في يميني ؟
أم هل أغرسها في عروقي و أحملها بجبيني ؟
أم هل أطلبها فلا تفارقني لحظة من سنيني !!


.. نعم ...

انظروا إليّ.. فآيات ربي قد تخللت حسي و دمائي ..
حتى صارت مائي و هوائي ...
و لا و الله لا يذهب عني حزني إلا بالآيات و لا يذهب إلا بالآيات عسري و عنائي .


إن لقيتم حاضن الآيات في جوف الليال...
ماضيا بالآيات ساعات طوال ...
بلغوه الحب و الشوق الجزال ...
إنني منه و إنني أبغي الكمال ...


إن رأيتم من يضم الآيات في كل الساعات ..
و يناجي ربه أن مناي هو الثبات ...
همه مولاه يسرا و في الكربات ...
قربوني منه حتى في الممات ..

إن سمعتم صوته يبكي بلين ..
و هو يتلو القرآن بالصوت الحزين ...
و يذوب شوقا و يئنّ من الحنين ...
أبتغي أني بقربه لو تظنوني سجين ...


لا تظنوني أحب الشخص يا خير الصحاب ..
إنني و الله أهوى قرب أخبار الرسول مع الصحاب ..
لست أدري هل أروم البعد عن هذا الكتاب ؟...
إنه قربي نجاتي .. قربوني للصواب ..


احرموني من دمائي و اكتبوني في سحيق ..
و خذوا ما لقيتم و اطعنوني بالصديق ..
و خذوا عيني و منارات الطريق ...
و اتركوا هذا الرفيق... إنه نعم الرفيق ...

اقطعوا الناس جميعا عن طريقي ..
و خذوا يسري و اتركوا همي و ضيقي ..
و خذوا الدمع و حسي و خذوا مني بريقي ...
و خذوا أبتي و أمي و خذوا مني صديقي ..
و اتركوا لي ذا الكتاب ..


إن قدمتم تحرموني من حروف الله ...
فخذوا مني الأماني و خذوا مني الحياة ...لا تكونوا شاغلا عن هذي المياه ..
سأموت بلا شك و تروا مني العتاب ..
إن حرمتوني الكتاب ...


هل عرفتم طعم لذات القران ..
أو بكيتم كلما نادى الأذان ..
أو سلكتم درب من ولى و بان ..
كيف لا يحلو كلام من حبيبي يا بشر ؟؟
هل تطيقون الهجر ؟

فلنعانق ذا الكتاب .. فلنعانق ذا الكتاب ..


جمانة ( 13 )


الكاتب: أم عبدالله آل الشيخ
التاريخ: 11/12/2007