دولة عظمى تهمش دولة عظمى

 

لماذا لا تكون الصين دول لها سلطتها وقراراتها المؤثرة في الساحة الدولية ولها تأثيرها الواضح في العالم ، فأن لصين ثروة بشرية هائلة ولها مقومات التي تجعل منها دولة عظمى مثل الولايات المتحدة ، فأن فلصين ثروات طبيعية هائلة ،

ولكن لماذا الصين منعزلة عن المجتمع الدولي ولماذا لا يكون لها وزنها في الساحة الدولية، ربما بسبب عزل الولايات المتحدة الأمريكية الغير مباشر لها عن الحياة الدولية عن طريق عزلها عن الاقتصاد الدولي وتحريض الدول الأخرى لقطع العلاقات الاقتصادية مع الصين،

مع أن الصين من مؤسسي هيئة الأمم المتحدة ولها الحق (الفيتو) كما للمؤسسين الباقيين ،ولكن السبب ربما هو نظامها الشيوعي الداعم لدول الشيوعية في العالم مثال على ذلك دعمها لدولة (كوبا) وكان هذا السبب الثاني لأن كوبا العدو الأول في تلك السنوات وكان الدعم لكوبا كأنه تحدى صريح للولايات المتحدة الأمريكية وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بعزلها عن الاقتصاد العالمي وكأن أمريكا تجمدها وتوقف التطوير عنها ،

وكما فعلت أمريكا لكوبا في حضرها الاقتصادي ولكن كوبا لم تغير سياساتها المعادية لأمريكا ولكن الصين حاولت بعد موت زعيمها الشيوعي(ماو تسي) ولو بالقليل في تغيير سياستها المعادية لأمريكا و سياستها في العالم ،وشهدت تطور بطيء مما جعلها متخلف عن العالم المتقدم في زماننا هذا ، وهي الآن تحاول بشتى الطرق لتحسين العلاقات مع أمريكا ،وبعد أن كانت عدوه لأمريكا بنظامها الشيوعي وبدعم من الشيوعية الأم الاتحاد السوفييتي ، وبعد دعمها لكوبا وأيضا كما دعم الاتحاد السوفييتي لكوبا بعد أزمة الصواريخ النووية التي قامت بإرسالها إلى كوبا، فكانت جزيرة كوبا في أمريكا الوسطي مما شكل تهديدا خطير على أمن أمريكا لقرب المسافة منها،

ولكن روسيا في ذلك الوقت كانت تلعب على حساب كوبا تحقيق هدفها في إظهار قدرتها في تهديد الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت في حرب باردة معها فاستغلت الوضع الكوبي المهدد من قبل أمريكا بعد انتصار الثورة الشيوعية الكوبية مما شكل خطرا على السياسة الأمريكية ومطامعها في أمريكا الجنوبية ، وبعد خيانة السوفييت لكوبا واتفاق موسكو وواشنطن على سحب الصواريخ السوفييتية من الجزيرة دون أعلام السلطة الكوبية بذلك ،

تأثرت العلاقات بين هافانا وموسكو بعد ذلك اتجهت كوبا إلى كسب علاقات أكثر مع الدول الشيوعية في العالم ، فاتجهت إلى الصين وعقد علاقات مشتركة بينهم حتى تكون السلطة الكوبية على مأمن إذا ما حاولت موسكو خيانتها مرة أخرى ستجد البديل الذي يغنيها من السوفييت ،

وبذلك أصبحت الصين من دول الضد في ذلك الوقت فطمست في وحل المتجمد بسبب نظامها الشيوعي الاشتراكي الذي تكون السلطة هي المسيطر الأول على الثروات وأيضا لها الحق في امتلاك كل الأراضي دون أن يكون الشعب له الحق في امتلاك الأرض ، فجميع الناس يعملون في أراضي مشتركة دون أن يمتلكونها، ثم يأخذون أجرتا على عملهم في أرض السلطة ،

فلا يوجد أملاك خاصة ولا شركات أمريكية بسبب عدائها لنظام أمريكا الرأسمالي الذي يستغل الطبقة الفقيرة ،فكانت ترى الأمبرياليه عدو يجب أن تواجهه وتمحيه من وجه الأرض ، مع العلم أن الشركات الأمريكية هي الشركات الكبرى في العالم في ذلك الوقت ومقاطعتها يعني توقفها من التطوير والتقدم ، ولكن الأشتراكيه أتت لإنقاذ الفقراء من طمع الأغنياء ولكن ذلك كان مزيف لا أساس له ،

فالصين في حكمها الاشتراكي الشيوعي قد أفقرت الشعب بكامله وأصبحت الحكومة هي الغنية مستغله بذلك شعاراتها المزيفة الداعية لإنقاذ الفقراء في بلادهم فقادة الثورة الشيوعية في الصين قد أخضعت الناس في خدمتهم وليس العكس وبذلك سيطرة على الأراضي وصادرة الأملاك ،فالحاكم له الحق في امتلاك الأراضي وكل شي بحجة أنها أملاك الدولة وهي سوف توزعها على الشعب بتساوي وبشراكه مع السلطة ، ولكن بعملها هذا قد انتشرت المجاعات والأوبئة ،وبذلك قد تجمدت ولم تواكب التطور الملحوظ في العالم ،

وبعد تلك السنين الطوال بدأ يذوب الجليد ببطيء حتى تعود هي وحضارتها وصناعتها وتجارتها إلى العالم وبذلك التغيير أجبرت على تغيير الكثير من القوانين في بلادها حتى تساير التقدم ،وبذلك قد تغيرت مفاهيم كثيرة في الصين وها هي الآن تسعى لأن تكون القوى العظمى ومأثرة في الساحة الدولية ولكن أنصحها بأن تتجنب الخلاف مع أمريكا هذا يعني أنها سوف تكون مهدد بالتجمد مرة أخرى ، وذلك ليس مدحا لنظام الأمريكي الرأسمالي، فالرأسمالية والاشتراكية كلاهما مدمران والاثنان وجهان لعمله واحده . قد ينام الحق أحيانا ولكنه لا يموت


الكاتب: دلال عبدالله القحطاني
التاريخ: 07/03/2009