عنــــــــد الصبـــــــــاح يـ ح ـمد القوم الســرى ..!

 

في زمنٍ غابرٍ مضى ...

أراد جيش المسلمين أن ينتقلوا من أرض العراق إلى بلاد الشام ..

وكان قائدهم -خالد بن الوليد- يريد الوصول بأسرع وقت ممكن إلى الشام ..

فاختار أن يسلك طريقاً ما سلكه جيش قبله !!

فذلك الطريق ..صحراء قاحلة .. ..

يمشي الراكب فيها ..خمسة أيام بلا ماء ..!!!

..

فسار الجيش متوكلين على الله ..

وقطعوا تلك المفازة ..

ولك أن تتخيل المشقة التي عانوها ..


يسيرون في صحراء حارة !!!!
خمسة أيام متواصلة ..!!!


أما في اليوم الرابع والخامس ..

فلم يبق ماء في أحمالهم ...!!

فما كان حالهم إلا التسبيح والاستغفار ..

وقرروا أن يسيروا ليلا ..اتقاءاً من حرارة الشمس المحرقة


..


وفي الليلة الخامسة ..

رأوا أثراً لشجرة ..

فعرفوا أن الماء تحتها ..

فحفروا ..


وإذا به ينبع من تحت تلك الشجرة

فشربوا وارتووا ..

حينها ..

قال قائدهم خالد بن الوليد :


عند الصبــــاح يحمد القوم الســـرى ..
و تنجلـــــــــــي عنهم غيابات الكــرى ..

أي :

حينما نصبح ..سنستمتع بالحديث عن ليالينا الماضية ..التي تعبنا فيها وجالدنا ..

ستكون هذه الحادثة ..من أروع الأحداث التي عشناها في حياتنا

وستبقى في ذاكرتنا دائماً .. وسنسعد كلما تذكرناها ..


..


نعم ..

من يسر في طريق الدعوة ..

ويتحمل ما فيه من متاعب ..

سيأتي يوم .. يقول فيه :

عند الصبــــاح يحمد القوم الســـرى

..

....


من يقُم بعمل يحتاج إلى سنين ليجد نتائجه ..

فليتذكر ...

أنه سيهتف يوماً من الأيام قائلاً :

عند الصبــــاح يحمد القوم الســـرى

..

.....


واعمل أخي المسلم في دنياك ..

واجتهد ..

واصبر ..

وسر مع قافلة المؤمنين المتقين ..


وتذكـــــــــــــر

أنك حينما ترى أبواب الجنان فتحت والملائكة يسلمون

سيكون لسان حالك :


عند الصبــــاح يحمد القوم الســـرى ..



( إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ..
فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم ..إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم )


الكاتب: أم الخطـــاب
التاريخ: 24/04/2008