سوريا بين ماليزيا و أفغانستان !!!

 

بسم الله الرحمن الرحيم
عندما نتحدث عن بلدنا فإننا نتحدث عن أغلى ما نملك نتحدث عن مستقبلنا ومستقبل أولادنا نتحدث عن استقرارنا و تطورنا العلمي و الزراعي و الصناعي و التجاري نتحدث عن دولة المؤسسات و تكافؤ الفرص و العدالة الاجتماعية ألا يحق لنا كسوريين أن نعيش بدولة قوية و سيدة ألا يحق لنا أن ننعم بالاستقرار ببلدنا ألا يحق لنا أن ننعم بالعيش الكريم مع آبائنا و أولادنا و أقربائنا و أصدقائنا و أحبائنا ببلدنا ألا يحق لنا أن نتخلص من الغربة و السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل نحن نسير في طريق التطور و الاستقرار أم في طريق التدهور و الخراب !! نحن اليوم كسوريين و عرب و مسلمين أمام تحدٍ حقيقي اسمه سوريا بين ماليزيا و أفغانستان سوريا بين التطور و الخراب بين الازدهار و الدمار بين الدولة و لا دولة سوريا بين الحياة و الموت عندما بدأنا بثورتنا على آل الأسد بدأنها ضد الفساد و الظلم و الدمار و القتل بدأنها لنحافظ على حياة و كرامة و إنسانية المواطن السوري التي حرمنا منها آل الأسد لعقود بدأناها لنعيد بلدنا و أمتنا إلى مكانها الطبيعي على خارطة العالم بين الأقوياء و كلنا يتذكر عندما زارنا رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد عند بداية حكمه لماليزيا و عند بداية حكم آل الأسد لبلدنا كان يحلم أن تصبح ماليزيا كسوريا و نحن اليوم نحلم أن تصبح بلدنا كماليزيا و لكن آل الأسد يسعون بكل ما أتوا من قوة لتحويل بلدنا إلى أفغانستان الشرق لم يكتفوا بكل ما خربوه خلال حياتهم و لم يكتفوا بكل ما قدموه من خدمات لأسيادهم بالشرق و الغرب إلى آخر دقيقة بحياتهم سيخدموهم و ياليتهم يخدمون شعبهم لمرة واحدة و يرحلوا و لكن للأسف هذه العائلة وفية لأسيادها و كارهة لسوريا و شعبها و نحن اليوم أمام تحدٍ حقيقي لإفشال مخططاتهم في تدمير و تخريب سوريا و المتابع يلاحظ أن الغرب متمثل بالولايات المتحدة الأمريكية و الشرق متمثل بروسيا الاتحادية أعلنا أنهما متفقين بشأن موقفيهما من سوريا بعد لقاء رئيسيهما مؤخراً علماً أن أمريكا مع الشعب و روسيا مع النظام إذاً أين الاتفاق ؟؟ الاتفاق يظهر على الأرض فأمريكا تدعم الشعب القوي كلامياً و روسيا تدعم النظام الضعيف عسكرياً و بالتالي يطول الصراع بسوريا و يتفاقم و تتحول سوريا إلى دولة فاشلة تنتشر فيها الفوضى من شمالها إلى جنوبها و من شرقها لغربها و هنا يكمن السر فسوريا الفوضى تكون عامل ضغط على تركيا و توقف تقدم الأتراك باتجاه الجنوب العربي و تكون كالخنجر بالخاصرة التركية يحركه الغرب متى شاء و كيفما شاء يوم أكراد و يوم متشددين و يوم شيعة هذا على الصعيد التركي أما على الصعيد الإيراني فسوريا الفوضى تعني نهاية إيران بالشرق العربي لأن الجماعات المختلفة و المجهولة الهوية و التمويل و التي ستنتشر على الأراضي السورية بعد سقوط النظام ستكون إيران عدوها الأول و ستدخل بحرب استنزاف مع إيران و توابعها في سوريا و العراق و لبنان و هذا واضح من خلال خلق الأرضية له قبل سقوط النظام و التي استندت على مواقف إيران و حلفائها الخاطئة و القصيرة النظر الداعمة للنظام و بالتالي أصبح الشعب السوري حاقد و كاره لإيران و لمشاريعها بالمنطقة و من السهل جداً توريطه بحروب ضد المصالح الإيرانية بالمنطقة و بسوريا الفوضى مستقبلاً ستكون إيران أكبر الخاسرين أما العرب فسوريا الفوضى سيستغلها الغرب ضدهم ليستنزف أموال الحكام و سيستغلها الحكام ليستنزفوا إمكانات شعوبهم من خلال فتح الأبواب لشبابهم المتحمس للجهاد بسوريا ليتخلصوا منهم في بلدانهم و بالتالي تصبح سوريا مقبرة لشباب الخليج العربي و شمال أفريقيا و هذا ما لا نريده و لن نسمح به و نحن جميعاً كسوريين و كمسلمين و كعرب أمام تحدٍ حقيقي لإفشال مخططات آل الأسد و أسيادهم بالشرق و الغرب نحن السوريين لا نريد أن ندمر بلدنا و لا نريد أن ندمر جيراننا و لا نريد أن تكون بلدنا مقبرة لأموال و أبناء الخليج الغالين على قلوبنا و قد يقول البعض إن إسرائيل لن تسمح بالفوضى على حدودها الشمالية لأن المجاهدين سيكونون على أبواب فلسطين هذا الكلام غير دقيق لأن المجاهدين لن يشكلوا أي خطر على إسرائيل لأن حربهم ستكون ضد أخوتهم بالداخل و لنا بأفغانستان أكبر دليل المجاهدين جاهدوا ضد بعضهم البعض بعد ما دحروا الروس و لم يجاهدوا ضد الهند أو إيران و بفلسطين نفس الأمر المجاهدين جاهدوا ضد من اختلفوا معه بالرأي بالداخل و نسوا العدو الحقيقي و أريد أن أقولها بصراحة قد تنطلق بعض الصواريخ من سوريا على إسرائيل و لكن ماذا ستضر إسرائيل ؟؟ ستنتهي تمثيلية جنوب لبنان و تبدأ تمثيلية جنوب سوريا و سينتهي مسلسل المقاومة و الممانعة الأسدي و يبدأ آخر علينا أن نضع النقاط على الحروف يجب أن تنتهي المزاودات بموضع فلسطين المحتلة إسرائيل لا تهزمها عصابة أو جماعة أو حزب يجب أن تنتهي مرحلة الصيد بالماء العكر يأتي حزب من هنا و جماعة من هناك و عائلة لا نعرف قرعة أبوها من وين من يمولهم و لمن ولائهم و الكل يريد أن يحرر فلسطين و الحقيقة غير ذلك لكي نهزم إسرائيل نحتاج لدولة قوية اقتصادياً و علمياً و ثقافياً و عسكرياً و متماسكة اجتماعياً نقطة انتهى أما الشعب السوري فعليه أن يعلم أن السلاح حرر أفغانستان من الروس و لكنه لم يقيم دولة أفغانستان لم يعيد الأمان للشعب الأفغاني و لم يطور الاقتصاد و لم يبني الجامعات السلاح دمر الأفغان و حولهم إلى قاتل و مقتول خرج الروس منذ ما يزيد عن عشرون عاماً و لم يخرج السلاح من أفغانستان إلى يومنا هذا و كل دول العالم دعمت أفغانستان بالسلاح لتحافظ على الفوضى بذلك البلد الشقيق و عندما نجحت حركة طالبان ببسط سيطرتها على أفغانستان و بدأت ببناء نواة دولة دمروها هذه هي الحقيقة و هذا ما يريده الغرب لنا بأفغانستان لم تقم حرب أهلية بين السنة و الشيعة الهازارة بل قامت حروب عبثية بين المجاهدين أنفسهم شوهت سمعتهم و قضت عليهم و أنتجت غيرهم ووو إلخ لنحمي مجاهدينا و لنحمي سمعتهم و لنحمي بلدنا و لنقضي على مخططات أعدائنا علينا أن ننشر الوعي لخطورة ما يحاك لنا و علينا أن نلتزم بكلام الله و بسنة رسوله نريد بناء دولة و الدولة لم يبنيها خالد بن الوليد و لا أبو عبيدة بن الجراح (رضي الله عنهم) و لكن بناها أبو بكر و عمر رضي الله عنهما المسلمون كالجسد الواحد يد للحمل و للضرب و عقل للتفكير و رجل للمشي و عين للنظر و من غير الممكن أن تصبح اليد للتفكير و العقل للحمل و الضرب لكل منا دوره المهم على صغره أو كبره و المخلص من يلتزم بكلام الله و بسنة رسوله و يعمل مخلص لوجه الله عز و جل كما كان سيدنا خالد عندما عزله عمر قال كنت أجاهد في سبيل الله قائد و اليوم أجاهد جندي بهكذا قادة انتصرنا و بنينا أول دولة و ليس بالتهجم و بالتجريح و بالتشكيك أما على الأخوة العرب بارك الله بهم و حماهم عليهم أن يعلموا أن أموالهم التي ذهبت لأفغانستان لم تبني مدرسة و لم تبني جامعة و لم تزوج عازب و لم تبني بيت و لم توجد فرصة عمل لشباب أفغانستان بل ذهبت لتقوية جماعة ضد أخرى و لتقوية مشروع ضد آخر و بالتالي سفكت الدماء بدل حمايتها و الحقيقة أن المال الخليجي ذهب ليحمي دماء المسلمين و لكنه استغل لسفك دمائهم علينا أن نستفيد من أخطائنا بأفغانستان المؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين و شباب الخليج و العرب نريدهم بسوريا ليستثمروا أموالهم و ليصاهرونا و ليتعلموا منا و ليعلمونا و لا نريدهم أن يأتوا لبلداننا ليدفنوهم و هم أحياء بمعارك وهمية لكل دولة عربية جيش و عليها مسؤولية تحريك جيوشها لحماية السوريين و ليس إرسال شبابها لدفنهم أحياء بسوريا أما المال الخليجي فنحن بحاجة له جداً و لكن في مكانه المناسب للبناء و ليس للهدم مدننا دمرت و قرانا هدمت و نساؤنا ترملت و أبناؤنا يتمت المال الخليجي يجب أن يوجه لبناء المدن و القرى و للتكفل باليتامى و لإيجاد فرص عمل للشباب و لتزويجهم و هذا يتم عن طريق بناء جمعيات و تنظيمها بدول الخليج و بسوريا و من ثم إرسال الخليجيين أنفسهم إلى سوريا للأشراف المباشر على سير أعمالهم الخيرية و كل هذا يبدأ فور سقوط النظام أما المعارضة السورية بالخارج أتمنى من كل قلبي أن تنقل ما شاهدته من تطور و تقدم بدول الغرب لبلدنا و أتمنى أن تكون قد استفادت من أخطاء الماضي التي أنتجت لنا هذا الحكم الظالم و عليهم أن يعلموا أنهم سيكونوا أكبر المتضررين من أفغنة سوريا لأنهم اعتادوا هم و أولادهم على حياة الاستقرار و سيكونوا من ضحايا الفوضى و التي لن ترحم أحد و بالنهاية علينا أن نعمل جميعاً لمنع أفغنة سوريا بنشر الوعي لخطورة ما يحاك لنا و بإعداد المشاريع لما بعد الأسد و بالإسراع بإسقاطه لأن استمراره بالحكم هو أكبر عامل بمشروع الأفغنة و على الشعب السوري أن يتذكر كيفما تكونوا يولى عليكم و علينا أن نعلم أن كل الأسباب الأرضية تهيئة لسقوط بشار و لكن الله يؤخر سقوطه و قد تكون أنت أو أنا أو أنتِ من يؤخر سقوط بشار و ستسألون كيف نساهم بتأخر سقوط بشار ؟؟ بذنوبنا بقطعنا لأرحامنا بأكلنا لحقوق أخواننا بغيبتنا و بنميمتنا بظلمنا لبعضنا البعض اليوم يوم التوبة و نحن بشهر رمضان علينا أن نتوب لله عزا و جل من أخطائنا و أن نصل أرحامنا و أن نعيد الحقوق لأهلها لكي نسرع بسقوط هذا الطاغية .


الكاتب: لاذقاني
التاريخ: 23/07/2012