سلسلة ربط الثوار بأسمآء الجبار (اسم الله الرفيق)

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
اسم الله الرفيق
الرفيق:في لسان العرب : الرفق ضد العنف، رفق بالأمر وله وعليه يرفق رفقًا،ورفق يرفق، ورفق: لطف 
قال الليث: الرفق لين الجانب ولطافة الفعل وصاحبه رفيق
ولكي يفسر هذا الاسم بالطريقة العملية انظر معي هذا الحديث في طريقة تعليم الرسول صل الله عليه وسلم لعائشة،روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت : استأذن رهط من اليهود على النبي صل الله عليه وسلم فقالوا: السامُّ عليك، فقلتُ: بل عليكم السَّام واللعنةُ، فقال:((يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله)) قلت: أو لم تسمعَ ما قالوا؟ قال (( قلت وعليكم))
قال ابن القيم :
وهو الرفيق يحب أهل الرفق بل      يعطيهم بالرفق فوق أمان

قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: ومن أسمآئه الرفيق في أفعاله وشرعه، وهذا أخذ من قول النبي صل الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :(( إن الله رفيق يحب أهل الرفق وإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف))


فالله تعالى رفيق في أفعاله، خلق المخلوقات كلها بالتدرج شيئا فشيئاً بحسب حكمته)
وقال ايضا، ومن تدبر المخلوقات وتدبر الشرائع كيف يأتي بها شيئا بعد شيئ شاهد من ذلك العجب العجيب، فالمتأني يأتي بالأمور برفق وسكينة ووقار،اتباعًا لسنن الله في الكون  واتباعًا للنبي صل الله عليه وسلم فإن هذا كان هديه وطريقة تيسير الأمور، وبالأخص الذي يحتاج إلى أمر الناس ونهيهم وإرشادهم ، فإنه مضطر الى الرفق واللين

فأقول وبالله التوفيق ينبغي علينا أن نراعي أحوال المسلمين ونرفق بهم فقد كانوا قابعين في الظلم عقود طويلة،جثم على الحكم هؤلاء الطغاة وأغلقوا منافذ الإصلاح وكبر الصغير على مفاهيم غير اسلامية وهرم الكبير عليها،
فلابد أن ترفق بهم وتتدرج بهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم:((إن الرفق لا يكون في شيئ الا زانه ولا ينزع من شيئ إلا شانه، فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم:((من يحرم الرفق يحرم الخير كله))
فلابد أن ترفق بعوام الناس ونرفق أيضاً بالمسؤولين كي لا نحرم الخير الذي أتت به هذه الثورات المباركة، ولا تستعجل عليهم فيما نريد منهم بتطبيق بعض الأمور، ولنا في عمر بن عبد العزيز أسوة ، (( دخل عبد الملك على أبيه عمر بن عبد العزيز وقال يا أبي مالي أراك متأخر في الحكم في بعض الأمور، والله إني لا أبالي لو تغلي بنا القدور في سبيل الحق، فرد عليه ابوه  قال:(( يا بني إن الله ذم الخمر مرتين في القرآن قبل أن يحرمه واني أخشى أن أحمل الناس الحق جملة واحده فيتركون جملة واحده.انتهى
فلا بد من التدرج والرفق بالناس والرفق بمن نراه أهل لذلك، والرفق لا يعني التفريط والكسل وتفويت فرص الخير، بل الرفق الممدوح وسط بين العجلة والطيش ؟ وبين الكسل وتفويت الفرص ، وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله (( والفرق بين المبادرة والعجلة: أن المبادرة انتهاز الفرص في وقتها ولا يتركها حتى اذا فاتت طلبها، فهو لا يطلب الأمور في إدبارها ولا قبل وقتها، بل اذا حضر وقتها بادر إليها، ووثب عليها وثوب الأسد على فريسته،فهو في منزلة من يبادر إلى أخذ الثمرة وقت كمال نضجها وادراكها.
والعجلة طلب أخذ الشي قبل وقته، فهو لشدة حرصه عليه بمنزلة من يأخذ الثمرة قبل أوان إدراكها، فالمبادرة وسط بين حلفين مذموميين
أحدهما: التفريط والاضاعة
والثاني: الاستعجال في الوقت
ولهذا كانت العجلة من الشيطان ، فإنها خفة وطيش وحدة في العبد تمنعه من التبيين والوقار والحلم، وتوجب له وضع الاشيآء في غير موضعها ، وتجلب عليه انواعاً من الشرور وتمنعه من الخير، وهي قرين الندامة ، فقل من استعجل إلا ندم، كما أن الكسل قرين الفوت والاضاعة).انتهى
فالأعدآء يتربصون بنا الدوائر ، وينتظرون منا الزلة، لكي يشهروا ويعظموا من أخطائنا فلا بد أن نفقه هذا ونقدم مشروعنا للناس بحكمة ورفق لكي لا ننفر الناس ونكسب هذه المرحلة والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه وآله وصحبه أجمعين.


الكاتب: ابو هاجر
التاريخ: 16/12/2011