لا تقتلوا الطاعات بالآفات !!

 

لا تقتلوا الطاعات بالآفات

من نعم الله علينا أنه منّ علينا بالخير الكثير والدرب اليسير لكل نفس نذرت نفسها لله في الطاعات والقربات .

وها نحن نعيش أيام مباركة لقوله جل وعلا ( والفجر وليال عشر ) فالقسم الرباني إن دل يدل على عظيم هذه الآية المباركة لمكانتها وعظمها وكما فسرها المفسرون فالفجر ليلة عرفة والليالي المباركة هي عشر ذو الحجة .. ولأن شأنها عظيم جليل يعتكف قلب المؤمن في محراب الطاعات يرجو رحمة ربه تشرق في نفسه إشراقات الصدق مع الله ، يحذو إلى مراتب العبادات نعمة تلو الأخرى ، ليجد قلبه قد ارتقى إلى كمال العبودية جاهدا في أمهات العبادة يأتي مهللا ملبيا قسم ربه ونداءه لقوله جل وعلا واذكروا الله في ايام معدودات .


* الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج . نستشعر بأهمية الصدق في الفرض والتزام الأدب مع الله في فريضة الحج لقوله صلى الله عليه وسلم من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه رواه البخاري . فمن عظيم هذه الفريضة أنها قورنت بالجهاد لقول سيدنا عمر بن الخطاب سمي الحج أحد الجهادين فقال رضي الله عنه : شدوا الرحال في الحج فإنه أحد الجهادين .


*الصيام : .عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، يَعْدِلُ صِيَامُ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا بِقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ. أخرجه الترمذي وابن ماجة


* الصدقة : على المسلم أن يغتنم هذه النعمة الجليلة ويسارع بالتصدق لما فيها من فضل وأجر لقوله جل وعلا وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وانتم لا تظلمون .


* القيام : دقائق الليل غاليه ينادي رب العالمين لعباده إن يقبلوا إلى مائدة المغفرة والأجر العظيم

حيث يتنزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبثا الثلث الأخير من الليل :يقول مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ (أخرجه الشيخان


يا رجال الليل جدوا ربُ داع لا يرد ** لا يقوم الليل إلا من له عزم وجد


* الذكر : عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ .


وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عليها بكثرة التحميد والتهليل والتكبير . أما أفضل صيغ التكبير فهي أن يردد الإنسان عبارة: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.


الدعاء :كثرة الدعاء في الأيام الجليلة لقول النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت إنا والنبيين من قبلي لا اله إلا الله وحده لا شريك له .وعن سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: أكثر ما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في الموقف: اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرًا مما نقول, اللهم لك صلاتي ونسك ومحياي ومماتي, وإليك مآبي ولق ربي تراثي. اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر. اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح. (رواه الترمذي).


فعليك أخي المسلم أن تعقد عهد بينك وبين نفسك على المبادرة إلى تلك الطاعات بنية صادقة وعزم وتوكل على الله عسى أن يرفعك مكانا محمودا .


وتأمل معي هذا الحديث العظيم عن ابن عباس رضي الله عنه عن رسول الله قال (كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكرت له الأعمال فقال: ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشر قالوا: يا رسول الله الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره. فقال: ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه) رواه أحمد وحسن إسناده الألباني


لذا حرّي لكل مسلم منا إن يغتنم هذه الأيام المباركات فهي مواسم نعمة وفضل عظيم من الله على عباده وغنيمة لا يتداركها إلى من استشعر بعظيم الشأن وقيمة الطاعة


ولقد قيل لبعض المجتهدين في الطاعات لما تعذّب هذا الجسد ؟! فقيل كرامته أريد !!!


وأي عذاب من أجل من تحب ؟ وأرى كرامة وعزة نفس وهبت نفسها لله في أيام مباركات


لجم النفس


أنها فرصة ربانية لمن أدرك العشر من رمضان وما زالت شهوات نفسه تجول وترتع في حضيض الدنيا إلى من تدنست إعماله فليلبي مسرعا انه نداء الرحمن إلى من أرهقتهم الذنوب ومشوا في سراديب الألم والحسرة على ما فاتهم من خير كثير انه باب العرش مفتوح لمن أرادوا إن يعودوا تائبين انه حديث عظيم لقوله صلى الله عليه سلم ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعنى أيام العشر..


أنها فرصة عظيمة وتعويض رباني رحيم لعباده الذين أسرفوا على أنفسهم بالليالي العشر .



مواسم مباركة سريعة الانقضاء عظيمة الحسنات فالزاد قليل والعمر قصير وانها لنفحات مباركة لقوله صلى الله عليه وسلم إلا إن في ايام دهركم لنفحات إلا فتعرضوا لها علها نفحات تلفح عمق القلوب وخبايا النفوس ، وتذكر قوله الكريم فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرًّا يره.


فالفجر وليال عشر أية مباركة فأوقظ منها شموع تستنير فيها من ظلمات الوحشة يوم الحشر وابني داخلك منها مدرسة إيمانية تتعلم فيها شتى أنواع العلوم التي تعينك على النجاح بامتياز في شتى الفصول والأوقات


فمن دمع عينيك ورفع كفيك وسجود ك ستجد طعم الطاعة بنكهة التقرب والتقدم إلى منازل المقربين الصادقين .


وتأمل معي بحسرة :


ستندم إن رحلت بغير زاد وتشقى إذ يناديك المنادي

فما لك ليس يعمل فيك وعظ ولا زجر كأنك من جماد

فتب عما جنيت وأنت حي وكن متيقظًا قبل الرقاد

أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد



سائلة لكم ولأمة الإسلام نصر وقرب إلى الله وقبول .

الكاتب: ام الخير
التاريخ: 01/01/2007