قصيدة .. نعم أنــــــا إرهابــــــــي لشاعر بودابست يوسف أبو شهادة. .

 

الغربُ يبكي خيفـةً
إذا صَنعتُ لُعبـةً
مِـن عُلبـةِ الثُقاب.ِ
وَهْـوَ الّذي يصنـعُ لي
مِـن جَسَـدي مِشنَقَـة
حِبالُها أعصابـي!

*****

والغَـربُ يرتاعُ إذا
إذعتُ ، يومـاً ، أَنّـهُ
مَـزّقَ لي جلبابـي.

****

وهـوَ الّذي يهيبُ بي
أنْ أستَحي مِنْ أدبـي
وأنْ أُذيـعَ فرحـتي
ومُنتهى إعجابـي..
إنْ مارسَ اغتصـابي!

****

والغربُ يلتـاعُ إذا
عَبـدتُ ربّـاً واحِـداً
في هـدأةِ المِحـراب.ِ

****

وَهْـوَ الذي يعجِـنُ لي
مِـنْ شَعَـراتِ ذيلِـهِ
ومِـنْ تُرابِ نَعلِـهِ
ألفـاً مِـنَ الأربابِ

****

ينصُبُهـمْ فـوقَ ذُرا
مَزابِـلِ الألقابِ
لِكي أكـونَ عَبـدَهُـمْ
وَكَـيْ أؤدّي عِنـدَهُـمْ
شعائرَ الذُباب!ِ

****

وَهْـوَ .. وَهُـمْ
سيَضرِبونني إذا
أعلنتُ عن إضـرابي.

****

وإنْ ذَكَـرتُ عِنـدَهُـمْ
رائِحـةَ الأزهـارِ والأعشـابِ
سيصلبونني علـى
لائحـةِ الإرهـاب!ِ

****

رائعـةٌ كُلُّ فعـالِ الغربِ والأذنابِ
أمّـا أنا، فإنّني
مادامَ للحُريّـةِ انتسابي
فكُلُّ ما أفعَلُـهُ
نـوعٌ مِـنَ الإرهـاب!ِ

**
هُـمْ خَرّبـوا لي عالَمـي
فليحصـدوا ما زَرَعـوا
إنْ أثمَـرَتْ فـوقَ فَمـي
وفي كُريّـاتِ دمـي
عَـولَمـةُ الخَـرابِ

***

هـا أنَـذا أقولُهـا .
أكتُبُهـا .. أرسُمُهـا..
أَطبعُهـا على جبينِ الغـرْبِ
بالقُبقـاب:ِ

نَعَـمْ .. أنا إرهابـي!

****

زلزَلـةُ الأرضِ لهـا أسبابُها
إنْ تُدرِكوهـا تُدرِكـوا أسبابي!

***

لـنْ أحمِـلَ الأقـلامَ
بلْ مخالِبـي!

لَنْ أشحَـذَ الأفكـارَ
بـلْ أنيابـي!

وَلـنْ أعـودَ طيّباً
حـتّى أرى

شـريعـةَ الغابِ بِكُلِّ أهلِها
عائـدةً للغاب.ِ

**

نَعَـمْ .. أنا إرهابـي.

أنصَـحُ كُلّ مُخْبـرٍ

ينبـحُ، بعـدَ اليـومِ، في أعقابـي

أن يرتـدي دَبّـابـةً

لأنّني .. سـوفَ أدقُّ رأسَـهُ

إنْ دَقَّ ، يومـاً، بابـي

الكاتب: هشام العطار
التاريخ: 01/01/2007