رسائل من رحم الثورة السورية (2) نحن جهاديون، فماذا عن باقي الأمة الإسلامية؟

 

رسائل من رحم الثورة السورية (2)
نحن جهاديون، فماذا عن باقي الأمة الإسلامية؟
نحن نؤمن بقول الله تعالى: (أُذن للذين يقاتَلون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير) ، فصرفنا نياتنا في الدفاع عن أنفسنا وأعراضنا وأموالنا إلى التعبد لله تعالى بجهاد الدفع في سبيل الله، لأن في أنفسنا وأعراضنا وأموالنا حقاً لله تعالى هو عندنا فوق حقنا فيها، ولهذا أعلنا الجهاد في سبيل الله، ونحن بهذا المعنى جهاديون، فماذا عن باقي الأمة الإسلامية؟
ونحن نؤمن بقول الله تعالى: (يأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارةٍ تنجيكم من عذابٍ أليمٍ. تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) ، وبقوله تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتِلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومَن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) ؛ ولهذا دخلنا سوق الآخرة بسلعة الدنيا نتاجر بها، فأرخصنا دماءنا وأموالنا في سبيل الله تعالى مرخصين ما يفنى وطالبين لما يبقى، مؤمنين بصدق وعد الله حيث لا أحد أوفى بعهده من الله،ونحن بهذا المعنى جهاديون، فماذا عن باقي الأمة الإسلامية؟
ونحن نؤمن بقوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحييكم) ، وقوله تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنةٌ ويكون الدين كله لله) ، وقوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تُفلحون. وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) ؛ وعليه نؤمن أن ما دعانا إليه الله تعالى من الجهاد في سبيله هو طريق الحياة العزيزة الكريمة في الدنيا والآخرة، لا يثنينا عن طريق الجهاد والاسشهاد فوات الأنفس والأموال، فإنما هي سلع مستردة، وبضاعة فانية، وإنما الحياة الطيبة هي تلك التي توأد فيها نار الفتن، ويُحكم فيها بشرع الله، ويكون الحكم فيها لله وحده اختياراً كما أن الحكم والملك له وحده سبحانه اضطراراً، ولا يمكن لهذا الجهاد أن يؤتي ثماره إلا إذا كان على منهج الطاعة لله ورسوله مع اجتماع الكلمة على الحق، والتوفيق بين موارد المدارة والتألف مع عامة المسلمين في وقت الفتن والمحن، وموارد تصفية العقيدة والدين من شوائب الشبهات ومهاوي الشهوات في وقت الأمن، فلا مداهنة في أصول العقيدة، ولا انشغال بموارد الخلاف في وقت دهم العدو، ونؤمن أن وقود هذه المرحلة إنما هو الصبر، وسلوانا معية الله تعالى للصابرين، فنحن صابرون إذاً على طريق الجهاد والاستشهاد مستأنسين بمعية الله تعالى، ونحن بهذا المعنى جهاديون، فماذا عن باقي الأمة الإسلامية؟
كما نؤمن بقوله تعالى: (ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم وهمُّوا بإخراج الرسول وهم بدأوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين. قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويُخزهم وينصركم عليهم ويشفِ صدور قومٍ مؤمنين. ويُذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليمٌ حكيم) ؛ وبقوله تعالى: (واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم) ، وبقوله تعالى: (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) ، وعليه آمنا بأنه لا شفاء لصدورنا من النصيرية الكافرة وأشياعهم من الروافض الزنادقة ومن ساندهم وأيدهم من المرتدين المارقة إلا بالقتل والقتال في سبيل الله، عسى الله تعالى أن يكتب عليهم على أيدينا ما شاء من العذاب الأدنى والخزي والثبور ما يطفئ به غيظ الصدور، وليعلم أهل الإلحاد الشيوعي وأهل الكفر الصهيوصليبي أن الحساب معهم مؤجلٌ إلى حين تطهير أرض الشام من رجس اللئام، فلقد أماطت ثورة الفرقان هذه اللثام عن حقيقة ما تنوء به صدورهم من قيح وبغض لأهل الحق، وإننا بهذا المعنى جهاديون استشهاديون حتى آخر قطرة دم في عروقنا، فماذا عن باقي الأمة الإسلامية؟
لقد خرجت ثورتنا أول ما خرجت طلباً للدنيا، وكان من توفيق الله لنا وإرادته الخير بنا أن حرمنا بادي الرأي ما خرجنا نطلبه، فإذا بنار الفتنة تتأجج على أيدي عصابات الكفر وسفاحيه، فأورثنا الله تعالى بذلك علماً صححنا به نياتنا بعد أن لم تكن لنا في الخروج نية، وأصبح للحياة والموت والقتل مع هذه النية معانٍ كنا عنها غافلين، فلله الحمد من قبل ومن بعد، فوالله إن ما أورثنا الله تعالى من عز الجهاد وثمراته لهو خيرٌ مما خرجنا نطلب، وإن ما تحرر لدينا من عقيدة الحق وانجلى لنا من عقائد الباطل والكفر والزندقة لحريٌ بأن تُرخص فيه الأموال والأنفس...
إذا تبين ما تقدم، فلتعلم الدنيا بأسرها أن شعلة الجهاد في أرض الشام قد أوقدت، وأنها ماضيةٌ بإذن الله، شاء من شاء وأبى من أبى، وليعلم دعاة الهوان من المنسوبين زوراً إلى العلم الشرعي أن آثار المخدرات الفكرية التي حقنوا بها جسد الأمة طيلة عقودٍ مرت قد زال مفعولها تحت وقع مجازر الكفر والطغيان وانتهاك الحرمات والأعراض، فبين الله تعالى بدمائنا المسكوبة زيف علمكم وبطلان مقولاتكم، وإن لنا معكم حساباً آخر يا من كنتم توقعون زوراً وبهتناً عن رب العالمين...
وليعلم الذي ينتظر إذن ولي الأمر للدفاع عن نفسه وعرضه وماله أنه مغبون في دينه وعقله، فإننا لو انتظرنا إذن هؤلاء الماجنين من ولاة العهر الأخلاقي المتحاكمين إلى طاغوت الشرعية الدولية الماجنة لما أذنوا لنا أن نرفع صوتاً في وجه من يذبحنا ناهيك عن أن نرفع في وجههم سلاحاً، فتباً لهم ولمن بايعهم ولمن روج لهم، فالله تعالى يقول: (وأولي الأمر منكم) ولكن هؤلاء الساكتين على هذا كله ليسوا منا، بل هم من أعدائنا، بل هم أعداؤنا، وليعلم المسلمون أن في كل أرض مسلمة اليوم بوطيون وحسونيون يعملون في بلاط سلاطينهم ليخدروا الناس بزبالات عقولهم، فلا تكن صحوتكم من هؤلاء على وقع القنابل وهتك الأعراض ولات حين ندم، بل ثوروا من الآن على منظومة الكفر والطغيان العالمية التي تجعل الحق باطلاً والباطل حقاً، والمعروف منكراً، والمنكر معروفاً، فها هي مذابح البوسنة والهرسك تتكرر بنفس البرود والسقوط الأخلاقي ونحن ننتظر الأمم المتحدة، وها هو العراق قد ضاع بعد أن دمره الغرب الصليبي وتركه لفارس المجوسية ليكون منصة انطلاق لمشروعها الفارسي الجديد، وها هي أفغانستان المدمرة مع صمود طالبان الأسطوري تنتظر صحوة ضمير إسلامي تكف يد المنتسبين إلى الإسلام عن التعاون مع رؤوس الكفر الصليبية فيها، وليعلم هذا الجيل المسلم أنه لا خروج عن واقع الذل والهوان هذا إلى صراط الله المستقيم ووصف الربانية والشهود الأممي إلا بجهادٍ في سبيل الله ينفض به غبار الذل عن نفسه، ويتنصر به لحرمات دينه، ويعلي به كلمة الحق، ويُسفل به كلمة الباطل، ويمزق به خارطة سايكس بيكو، ويرسم به خريطة الفتح الإسلامي الجديد، ونحن بهذا المعنى جهاديون، فماذا عن باقي الأمة الإسلامية؟
وكتب/
وسيم فتح الله


الكاتب: د.وسيم فتح الله
التاريخ: 13/06/2012