اسألوا السادة العلماء

 

اسألوا السادة العلماء
أين حقوق العظيم ، ربّ الأرض والسماء
من ربوبية ، وألوهية ، وصفاته والأسماء
هل جازَ أو يجوز التنقّص فيهنّ أو الإستغناء
أمْ هل يجوز أن نجعل له شُركاء

اسألوا السادة العلماء
يا مَن على شرعه أمناء
اَفي دين الله مُداهنة ، أم هي الأهواء
أم هو الركون الى دنيا الأشقياء
الموتُ ، موتة ، والكلّ في فناء

اسألوا السادة العلماء
هل اتّخذ الإله من المضلّين ، أعواناً ونُصراء
وأوثق عرى التوحيد ، ولاء وبراء
فلمَ التطبيع ، والترقيع ، والتلميع مع الأعداء
ديننا يُحارَب ، والأمّة في عناء

اسألوا السادة العلماء
الذنوب ثلاث ، حسد ، وحرص ، وكبرياء
أم لم تسمعوا ببلعام ابن باعوراء
أكفروا بكلّ طاغوت ، من الحكّام والرؤساء
فهُم من خان الدّين والدّيان ، وأسّ البلاء

اسألوا السادة العلماء
أين نحن من التاريخ ، وقتلة الخلفاء
أم لم تقرأوا قبلها ، عن قتلة الأنبياء
ويد الرافضيّ مع كلّ محتلّ ، علينا في خفاء
هُمُ العدو ، والأجدر بهم الإبتداء

اسألوا السادة العلماء
بلد مُجزّء ، من غرناطة الى تركستان أجزاء
والمصاب كبير، بين قتل وتشتيت وتعذيب وجلاء
والمشركين في الجزيرة ، والأقصى في بكاء
أين وصية سيد المرسلين ، وأسوة الأتقياء

اسألوا السادة العلماء
من لدين الله والعرض ، الاّ الغرباء
أناس هجروا الملذّات ، والأهل والأبناء
وسكنوا البواري والقفار، والجبال والصحراء
هُمُ الأهل ، هُمُ الأحباب ، هُمُ الأخلاّء

اسألوا السادة العلماء
أيُطعن بمن هذا حاله ، ويكن في جفاء
الذي ضحّى بالنفس والمال ، والروح فداء
لتكن كلمة مليكهم ، في علياء
فكونوا لهم خير عون ، وخير نصحاء

اسألوا السادة العلماء
الم تسمعوا بالإساءة لنبينا ، وعرضه خير النساء
وطعناً من أولاد علقمي ، بحق صحبه الأصفياء
دمّروا مساجدنا ، وجعلونا أذلاّء
أبعد هذا الذلّ ، من ذلّ وشقاء

اسألوا السادة العلماء
أين الحل ، غير موتة ، أو عيش السعداء
رفع رايات الجهاد ، وتحكيم الشريعة الغرّاء
خلافة يستظلّ بظلّها ، المُستضعفين والفقراء
والعدلُ يسمو ، والحق يعلو ، وإسلامنا في هناء
اسألوا السادة العلماء
ما هي أحوال العرض ، يوم اللقاء
وجوه تراها مسودّة ، و وجوه بيضاء
ومن يأمن الفزع الأكبر ، غير الشهداء
ويناديهم ربّهم من فوقهم ، بأحلى نداء

اسألوا السادة العلماء
الم تروا حقدهم علينا ، والكراهية ، والإزدراء
بلادنا منهوبة ، خيراتنا مسلوبة ، أطماعهم بلا إنتهاء
بعون حكّامنا لهم ، خير من رخّص الدماء
وكثير من دعاتنا وشيوخنا ، على أبوابهم فقهاء

اسألوا السادة العلماء
من المسؤول ، ومن الأولى بالإتّقاء
بكم تقوم الدنيا ، فلا تكونوا من أهل الإرجاء
ولا تخذلونا ، فالأمرُ منوط بكم يا أعزّاء ويا أجلاّء
فلا حلّ الاّ بالحديد ، وتناثر الدماء والأشلاء


الكاتب: أبو عبدالله الكندي
التاريخ: 02/06/2010