مع نهاية العام ... دعوة للمحاسبة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على من لا بني بعده


مع نهاية العام 1429 هـ

ومع كل أسف فإن الذي يُقطع قلب كل مؤمن حيّ غيور على أمته، إن العالم الإسلامي يعيش اليوم مرحلة من عمره، يعد من أسوأ المراحل التي مرت عليه.

لقد مرت الأمة في تاريخها الطويل من قبل بأزمات كثيرة، بل نكبات كثيرة، كان المسلمون يفقدون فيها تمكنهم في الأرض أحياناً، وأحايين كثيرة، كانوا يفقدون أمنهم وطمأنينتهم وأحياناً كانوا يفقدون ديارهم وأموالهم، وهكذا الفتن والمصائب والنكبات إذا نزلت بالأمم.

لكن الأمة الإسلامية أيها الأحبة مع ما سبق ذكره، لم تمر بتجربة أقسى ولا وضع مؤلم، ولا واقع مشين، من تجربتها ووضعها وواقعها الحالي، فإنا لله وإنا إليها راجعون

إن واقع المسلمين في أزمتهم الحالية ونكباتهم المعاصرة كما قلنا أشد من كل سابقاتها؛ لأن الدين نفسه قد تزعزع في نفوسهم، هذا هو السبب، تخلخلت العقيدة في القلوب فأصبح الشك في صلاحية الإسلام، وحصل الانبهار بحضارة الغرب، وصار الإعجاب بإنجازات الكافر، وفتح باب الاستيراد من الغرب على مصراعيه، يستورد السيارات والأجهزة والأدوات والأثاث، ويستورد معه الأخلاق والسلوك والأفكار بل والعقائد، ونظم الحكم والتشريع، فأصبح هناك مسافات بعيدة جداً بين الإسلام الصحيح وبين واقع المسلمين، عبادات الناس تغيرت، أخلاقهم تغيرت، سلوكهم تغيرت، بل دينهم تغير والعياذ بالله، خلت حياة الناس من الروح، وأصبحت الحياة كلها تقاليد موروثة يحافظ عليها من أجل أنها تقاليد، لا من أجل أنه دين، فالعبادة تقاليد، والسلوك تقاليد، وحجاب المرأة الذي صار كل يوم يتقلص تقاليد، وقضية العرض في بعض المجتمعات أيضاً صار تقاليد. فإنا لله وإنا إليها راجعون


فهذه دعوة للمحاسبة


ليحاسب كل منا نفسه ماذا قدم لأمته خلال عامه المنصرم

ماذا قدم لإخوانه الأسرى ؟

ماذا قدم لإخوانه المجاهدين ؟

ماذا قدم للمستضعفين بمشارق الأرض و مغاربها ؟

ماذا قدم لنفسه ؟

هل زاد رصيده الإيماني و الأخلاقي ؟؟

هل زاد رصيده العلمي و العملي ؟؟

استفهامات كثيرة أدعك أخي العزيز تجيب عنها بينك و بين نفسك

لا بد من وقفة بطولية ومحاسبة شديدة حازمة حاسمة لهذه الأنفس لكي نردعها عن الزيغ والفساد، قبل أن تجرنا إلى الهاوية، فإذا لم نربِّها على الفضيلة جرفتنا إلى الرذيلة، وإذا لم نرفعها وضعتنا، وإذا لم نجرها إلى الحسنات سحبتنا إلى السيئات، إذن فلا بد من معالجة هذه الأنفس قبل أن يستفحل المرض، وقبل أن ينتشر ويكون راناً على القلوب وغلافاً على الصدور، وعلينا أن نطهرها وننظفها لتكون بيضاء نقية لاستقبال العام الجديد، وكما قيل: المحسن هو من كان يومه خير من أمسه، وغده خير من يومه، والمسيء من كان أمسه خير من يومه، ويومه خير من غده. فالمؤمن يبقى على عبادة الله تعالى حتى يأتيه الموت.

أزمراي

20/12/1429هـ


الكاتب: أزمراي
التاريخ: 18/12/2008