مؤامرة الثورة الخضراء . . . و المد الشيعي يصل أفريقيا . . .

 

مؤامرة الثورة الخضراء . . . و المد الشيعي يصل أفريقيا . . .
إنها دولة إسلامية و عربية منسية ، لا يكاد يذكرها العرب رغم أن شعبها من العرب العاربة ، من قبائل اليمن . . و في الضمير الإسلامي و العربي ، تستقر ( . . . ) كدولة تشهد على انسياب المسلمين في آفاق الدنيا في سالف الأزمان ينشرون دين الله سبحانه بخلق تعذر أن يوجد على وجه البسيطة له نظير . في هذا البلد كانت الجزر عنواناًَ لتلك الدعوة المبثوثة بالقدوة بين الناس حين كان التجار المسلمون يجوبون الأرض فينتشرون بمساحته شعائر الدين و أخلاقه ، إنها دولة ( جزر القمر الإسلامية . . .).
تعتبر دولة جزر القمر دولة عربية صغيرة قرب قارة أفريقيا في المحيط الهندي و عاصمتها ( موروني ) وهي اتحاد ثلاث جزر مستقلة ، و هناك جزيرة رابعة لا تزال تحت الاحتلال الفرنسي ، وقد كانت تسمى في السابق ( جمهورية القمر الاتحادية الإسلامية ) و في أوائل القرن الثامن الميلادي هبط على ساحل هذه الجزر بعض الرحالة العرب العائدة أوصلهم إلى عدن و حضرموت و مسقط ، و لأن الفجر كان بدراً يوم اكتشفوا هذه الجزيرة سموها ( جزر القمر ) ، و قد نالت هذه الجزر الاستقلال من فرنسا في يونيو 1975 م ، و انضمت إلى الأمم المتحدة بعد استقلالها ، و يبلغ عدد سكانها حولي ثمانمائة ألف نسمة ، و يتحدث شعبها ثلاث لغات هي : اللغة العربية ، و القمرية ، والفرنسية ، و يعتبر الإسلام هو الديانة الرسمية للبلاد حيث تشكل نسبة المسلمين ( 99%) من السكان و يشكل الكاثوليك ( 1% ) و هي من الدول الإفريقية القليلة ذات النسبة المسلمة العلية مقارنة ببقية الدول الإفريقية .
كانت تلك معلومات بسيطة عن هذه الدولة الإسلامية ذات المذهب السُني الشافعي ، و لكن محور مقالنا هنا و الذي عنونا له بـ( مؤامرة الثورة الخضراء . . . و المد الشيعي يصل أفريقيا . . . ) هو عن ما بدأ يطفو على السطح وهو انتشار المذهب الشيعي في هذه الدولة ، لقد ظهر في الآونة الأخيرة أن هناك أمور تدبر في الخفاء ضد الشعب ( القمري ) السني ، حيث بدأ انتشار المذهب الشيعي بين أوساط ذلك الشعب ، حيث كان البداية الأولى لظهور ذلك المد في يومي التاسع و العاشر من شهر محرم من هذا العام عندما قامت ثلة من الشباب بالاحتفال بذكرى عاشور وفق الطقوس الشيعية في بعض الحسينيات و المركز الثقافية المخصصة لذلك في العاصمة ( موروني ) .
إن هذه المؤامرة منذرة بكارثة دينية في هذا المجتمع الإسلامي الفقير ــــ و قد تتساءل أخي القارئ الكريم بوجود كلمة المؤامرة ــــ فأقول نعم إنها مؤامرة و سيتضح لك ذلك من خلال الأسطر القادمة إنشاء الله .
من خلال بحثي في هذا الموضوع و قرائي للكثير عنها ظهر لي أنها مؤامرة تحاك ضد الأبرياء للزج بهم في ظلمات التشيع استغلالً لحالة الفقر الذي يمرون به ، و قد وجدة أحد أهم الأسباب لهذ ه المؤامرة و هذا المد الجعفري ، فكان السبب الأول و الأهم و الأكثر تأثيراً هو انطباق ذلك المثل القديم الذي يقول ( الناس على دين ملوكهم ) .
يتولى رئاسة هذه الجزر أو بمعنى أصح هذه الجمهورية بحكم خضوعها لرئيس واحد و هو ( أحمد عبد الله محمد سامبي ) و الذي تم انتخابه رئيساً للجمهورية في مايو 2006 م ، و عند البحث في سيرة هذا الرئيس اتضحت أمور تثبت أنها مؤامرة ضد الأبرياء فقد ظهر أن ( سامبي ) كان أحد تلاميذ المرجع الشيعي ( محمد تقي المدرسي ) ، وقد أعلن ( سامبي ) ما أطلق عليه ( الثورة الخضراء ) و ذلك في أثناء حملته الانتخابية و التي كانت بدايات بعدها النظري عام 1985 م عندنا عاد من إيران بعد تلقيه و تشربه للعلوم و المذهب الشيعي هناك و مكث في إيران مدة أربع سنوات .

لقد جاء وصف ( سامبي ) و تزكيته و الإشادة بمكانته الدينية ودوره العظيم في تبليغ هذا المذهب في بلاده في أحد المواقع الشيعية بالقول : ( ويعتبر "" سامبي "" أبرز رجال الدين من القارة الإفريقية ممن تتلمذ على يد سماحة المرجع "" الدرسي "" طوال سنوات في حوزة الإمام القائم "" عج "" وذلك بعد أن استبصر على يد سماحته و انتقل من المذهب السُني إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام "" زعموا "" و تحول إلى مبلّغ كبير للتشيع في جزر القمر ). نقلاً عن : http:imshiaa.com
لقد قام ( سامبي ) بوضع بذرة ( الثورة الخضراء ) في بلاده و ذلك بإنشاء جمعية دعوية سماها ( أنصار الإسلام )و كان من أبرز أهدافها كما جاء في نظامها الأساسي : ( التحكيم بشريعة الله ، و تحرير الأرض ، و تحرير الإنسان ) ، و تلك أهداف ثلاثة كانت نظاماً أساسياً لحزب ( سامبي ) لكنه لم يحقق أياً من تلك الأهداف إلاّ الهدف الثالث ،الذي بدأ مؤامرة بتطبيقه حيث أن الذي يظهر من معنى هدف ( تحرير الإنسان ) هو تحرير الإنسان القمري من معتقده السُني ، أما الهدف الثاني ( تحرير الأرض ) فكان يقصد تحرير الجزيرة الرابعة و هي جزيرة ( مايوت ) القمرية تحريرها من الاحتلال الفرنسي ، فطالما وعد ( سامبي ) شعبه قبل الانتخابات و بعدها بأنه سعيد القضية إلى أروقة الأمم المتحدة بغية قيام المجتمع الدولي بالضغط على فرنسا لاحترام الشرعية الدولية و القرارات ذات الصلة بهذه القضية ، إلاّ أنه برر عدم إدراج الموضوع في جدول أعما ل المنظمة الأممية في العام الماضي لضيق الوقت ، و تم إدراجها في الدورة الأخير لعام 2007م إلا أنه سحبها قبل بداية الدورة بعد استقبال نظيره الفرنسي ( نيكولا ساركوزي ) في قصر الإليزيه ! ، أما الهدف الأول و هو ( التحكيم بشريعة الله ) فكان بعيداً كل البعد عن تطبيق ( سامبي ) له بإسقاطه عمداً و ليس سهواً ، فقد كان ( سامبي ) قد أجاب أثناء حملته الانتخابية رداً على سؤال لإذاعة فرنسية ـــ بأنه لن يطبق الشريعة ولن يأمر بحجاب المرأة القمرية في حال فوزه لأن جزر القمر فقيرة ــــ، و هذا إسقاط فعلي للهدف الأول الرئيس من أهداف جمعية ( أنصار الإسلام ).
لقد ظهر من ذلك كله أكاذيب الرئيس بعد انتخابه رئيساً للبلاد ، و لم يفي لشعبه بوعوده التي قطعها لهم أثناء فترة الانتخابات بل سعى في مؤامرة لتشيعهم و الزج بهم في غياهب المذهب الشيعي الجعفري الصفوي ، و ترسيخ ذلك المذهب في البلاد و توسيع نطاق انتشاره من خلال افتتاح ثلاث مراكز ( أوكار ) ثقافية ( زعموا ) في العاصمة ( موروني ) و هذه المراكز ( الأوكار ) لا يفصل أحدها عن الآخر إلاّ ثلاثة كيلو مترات و هذه المراكز الثقافية ( التشيعية ) هي : مؤسسة الإمام الخميني لمساعدة فقراء جزر القمر ، و مركز التبيان الثقافي و البحث العلمي ، و مركز الثقلين . و هذا ( الوكر) الأخير قام ( سامبي ) بافتتاحه رسمياً بعد فوزه في الانتخابات بحضور أعضاء حكومته و السفير الإيراني في مدغشقر ، كما تم في ذلك المركز و لأول مرة في تاريخ ( الجزر ) الاحتفال بذكرى عاشوراء على الطريقة الشيعية .
ولكن رغم كيده و مؤامرته الدنيئة فقد وقف الرجل القوي و العقيد / محمد بكر ، في وجه ( سامبي ) و منعه من دخول جزيرة ( أنجوان ) معتبراً إيها رجل غير مرغوب فيه ، و قام العقيد بإغلاق جميع مكاتب و مراكز التشيع في هذه الجزيرة و حظر أنشطتها و لم يبق فيها إلا مستوصف الهلال الأحمر الإيراني .
و أمام هذه الخيانات و المؤامرات و الدسائس من هذا الرئيس الخائن لدينه (أولاً) بالعدول عن النهج الصحيح منهج من غلى في حبهم ( آل البيت عليهم رضوان الله ) و انحرف عما كانوا عليه من الطريق المستقيم ، و الخائن لشعبه (ثانياً) بمحاولة القذف بهم الظلال بعد الهداية ، و أمام هذا الوضع المتأزم ،و الغليان الاجتماعي الذي ينذر في أي لحظة بالانفجار كالبارود ، يعيش القمريون خيبة أمل و كأنهم استجاروا من الرمضاء بالنار .

و ما زال ( سامبي ) بين الفينة و الأخرى يطلع على شاشات الفضائيات نافياً عن نفسه مذهب التشيّع ، و معرباًَ في الوقت ذاته حبه فقط لآل البيت و إعجابه بالمذهب الشيعة و طريقتهم في التفكير و التحليل و الاستنباط .
و هاهي البلاد تمر بأزمات اقتصادية في ارتفاع في أسعار المواد التنموية الأساسية و مواد البناء و أزداد معدل الجريمة و أصحت الحكومة لــ( سامبي ) و أقربائه فقط ، و أضح واضحاً التدخل السافر في القضاء لدرجة فصل بعض القضاة الذين لا يحكمون بما أوصى به ( سامبي ) .
هذا _ غيضٌ من فيض _ من بعض ملامح ( الثورة الخضراء . . . و المدى الشيعي في دولة من دول القارة السمراء . . . ) في بعدها التطبيقي و هي بطبيعة الحال مؤشرات كافية للخروج بنتيجة واحدة هي أن ( الثورة الخضراء ) التي بشر بها ( سامبي ) و التي سقطت أوراقها قبل الخريف ، ما هي إلاّ لتمرير و تكريس الأجندة الشيعية في هذا الأرخبيل ( السُني ) الواقع في هذه المنطقة الاسترتيجية الحيوية من العالم رغم فقرها . . . فهل يستيقظ النائمون ؟!


الكاتب: همتي نُصرة أمتي
التاريخ: 24/02/2008