مقامة المظلومة

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملاحظة: كتبت هذه الكلمات تعليقا على بعض المنتديات المغربية التي كانت تتعامل باللغة الفرنسية وان كان جل روادها عربا ، وكانوا يكتبون العربية بالحرف اللاتيني فجاءت هذه السطور تنبيها علىهذه الظاهرة التى مع الاسف ما تزال مستمرة .

حدثنا غريب بن مسلم المغربي قال:

لما اعتدت زيارة النوادي مررت بمنتديات بلادي فسلمت على الحاضر والبادي
ولما هممت بالانصراف بدا لي شخص يطلب الاسعاف لنيل الكفاف ويشكو الاجحاف فلما اقتربت لاكرمه بالاتحاف اذا هي امراة بلحاف قد طرز بالضاد ولطخ بالمداد
فقلت من انت وما تفعلين في هذا الناد من غير زوج ولا اولاد
قالت انا التي اخترت لخاتمة الرسالات ، نظرا لما لي من الميزات، لا توجد في اخواتي اللغات
فقلت فما الذي اوصلك الى طلب الفتات وانت سيدة السيدات وغنية بالكلمات
قالت هٌجرت لضعف اهلي وسعي العدو الى قتلي ورمي بالجهل، وزعموا اني لا اصلح للعلم ،

أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِـدِ مَزْلَقــاً ~~ مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة ِ
وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصـرَ ضَجّـة ً ~~ فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي
أَيهجُرنِي قومِي-عفا الله عنهــمُ ~~ إلى لغة ٍ لمْ تتّصلِ برواة ِ
سَرَتْ لُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى ~~ لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعـة ً ~~ مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ
إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِــلٌ ~~ بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي
فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ في البِلـى ~~ وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي
وإمّا مَماتٌ لا قيامَــة َ بَعــدَهُ ~~ مماتٌ لَعَمْــرِي لـمْ يُقَـسْ بممـاتِ

وانهالت على الخد باللطم ،فدعوتها الى الصبر والحلم.

وقلت لها ولما كل هذا الحقد عليك والضد قال اوحقا تجهل، لقد ظننتك تعقل

او لا تعلم ان القران بدوني لا يفهم، والدين بفقدي صدره يكلم (اي يجرح) ومما يزيدني في الالم ان الرجل لا يكرم الا اذا تكلم برطانة العجم وبعد هذا افلا اصاب بالسقم ؟
فقلت لها لا يشغلك هذا الهم فيكفيك فخرا ان الله جعل لك ذخرا فانزل بك كتابه العزيز بلفظ وجيز ومعنى عزيز ومن حسن حظك ان حفظه بحفظك << انا نحن نزلنا الذكر وان له لحافظون>>

عندها تهلل وجهها سرورا وقالت جعل الله عملك مبرورا وسعيك مشكورا ولا زال فضلك مذكورا



فقلت لها : لقد سحرتني بألحاظك واسرتي قلبي بالفاظك فكيف السبل الى حفاظك قالت : فقالت عليك بالقران حتى يفصح اللسان وتعرف البيان ثم اشعار العرب من امرئ القيس الى كعب او من زهير الى جرير ولا تنسى كتب الادب وخذ من كل فن بطرب.


الكاتب: أبو دجانة السوسي
التاريخ: 07/12/2009