أمّن يجيب المضطــــــر ..

 

قــالوا:
أنتِ كالعجوز .. أنتِ
حرام ...هذا الذي بنفسك تفعلين
لماذا كل هذا؟ يا فتاة؟
قالــوا :
ربنا ربٌ رحيم

الله غفور
وهمس بداخلها ...
و أين الله
و هل ما جاء به محمد حق
من أمـــــر الله ؟؟؟؟؟

( أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين وأعوذ بك ربي ان يحضرون..اللهم أني أعوذ بك من شياطين الإنس و الجن ... )

تبكي و تبكي و تبكي ..
و دموع تتهاوى و تترى,,

و أهات من قلب لا يدرى أعلى الحق هو فيمضي ..
أم أنه في الجهل يا ويلتي قد تردى

آه .. ثم آه .. ثم آه
أصوات من حوله ..
أهله و صحبه و ناسه ..
و بين خواطر نفس و همزات ابليس

سأل دمعها هل أنا على الحق ؟ يا رب فأمضي
أم أن من حولي على الحق ؟ يا رب فأرعوي ؟

ايعقل ان تكون كل تلك الفئة مخطئة و انا من بينهم على صواب ؟
ايعقل ان يكون الكبير و الصغير هذا و ذاك باطل وانا حق؟

رحماك يا من خلقتني .. رحماك
ضاق صدري و انهال دمعي

رباه عندما أكون معك .. في أحضان سجادتي أي و ربي تنهال العبرات لكنني سعيدة بها
لست كما يظنون بي ؟

لا أعيش الضنك و لا أحمل الهم إلا هما واحد و ألما واحد و هو تخاذل المسلمين و تراجع
دين الله ..
رباه هل أنا مجنونة كما يصفون ؟
هل أحبس نفسي في قالبٍ متخلف قديم كما يرددون
هل احرم نفسي حريتها و إنطلاقها كما زعموا ؟
هل حقا كما يقولون مر العمر سريعا و قد أضعت السنوات الجميلة
تحت حجابي ونقابي فلم اتمتع بها
هل صحيح أن هذا شبابي يتبعه ولا يحسبوني أدرك السعادة فيه؟

كانت تلك خواطر و دموع و أهات قلب يقف على سجادته يناجي ربه الذي لا إله إلا هو
كانت تلك همزات الإنس و الجن لتلك الفتاة .. و كانت الحيرة ..

حاولت أن تتماسك أن تصمد
فكلما علت المهزات عادت أكثر إلى ربها

رددت اسم الله ..
حضرت موائد الرحمن وأعتكفت في بيت الله ترجو رحمته
فلما طغى الهمس و صار صواتا يصدح في أركانها
خافت و خافت .. فلم تجد إلا شيخها لترسل له بما يدور بخاطرها عله يساعدها
عله يرشدها؟

يا شيخ أأنا على حق فأثبت أم على باطل فأرجع ؟
ساعدني أكاد أموت فرقا و خوفا ؟
ومر اليوم و اليومين و الثالث و هي كمن في البحر يغرق
في دموع و هم
و قلق و حيره
لا تحدث أحدا و لا تجالس أحدا
كلما تذكرت أن هناك نارا بكت
وان هناك جنة تاقت
و كلما تاقت روحها لشربة من يد نبيها زفرة أنات ألم
أأسقى شربة من يده ولم افعل ما يدخلني جنة ربي ؟
فيبدأ الوسواس و تبدأ الهمزات :
وما محمد إلا
أسم في قرطاس ؟ فكيف تؤمنين به ؟
ما الدليل ؟ و ما هذا الدين ؟
ولما له تنصتين ؟
بل كيف به تؤمنين ؟

رحماك ربي لا إله إلا أنت يا ربي ساعدني
قد جافاني النوم .. و أضطرب القلب ولا أعرف من عيناي إلا الدموع
يا رب اعرف انك موجود فأنت من خلقني فأعني يا رب و لا تعن علي
قامت من سريرها و دموعها تسيل على خدها
أفترشت سجادتها و سجدت لمن

لله
لله الواحد القهار و بكت بين يديه
فيا من يسمع صوت البكاء
و أنين العينين
و دموع القلب
و زفرات الفؤاد
يا من خلقتني بين يدك اقف
بضعفي و فقري و حاجتي
يا واحد يا أحد .. يا من هو أقرب إلى من حبل الوريد

سألتك بعزتك و نور وجهك الكريم
فلقد تخلى عبادك عني و ليس لي من ألجأ إليه إلا أنت
يا واحد يا أحد برحمتك استغيث فأغثني
يا واحد يا أحد برحمتك استغيث فأغثني
يا واحد يا أحد برحمتك استغيث فأغثني ..

اللهم آمين
و إذا بأذان الفجر يرفع
صلت و جلست تذكر ربها ما شاء الله لها ان تذكره ..
شعرت بالتعب غفت إغفاءه
فماذا رأت ؟

فكأنما هي في بيت قديم محبوسة فيه و هو ( صوت دون شكل) يراودها عن نفسها .. لا تعلم من هو

و لكنها كانت خائفة و لا تفكر إلا بالهرب و تعلم ان الكلاب حول البيت لمنعها و أن الحراس حولها ..

رددت في قلبها من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه .. فإذا بنفسها تقول لها و الطرق
مخيفة .. فردت من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه .

و هربت فإذا بالطرق خضراء ..آمنه
و إذا بهاتف يقول لها أذهبي هناك إلى بيت أبو جهل ...
طرقت الباب و فتح لها و إذا بها تدخل البيت الذي تعرفه و ترى حلقة فيها رجال بيض الثياب سود اللحي و هم في حلقة يتوسطها الرسول صلى الله عليه و سلم و الرجال من حوله كلا
يناديه يا رسول الله ..
يا رسول الله
يا رسول الله
يا رسول الله

فكانت كالملهوف وقفت و من خلف ذاك الستار قالت .. يا رسول الله أسقني .. فأمسك صلى الله عليه و سلم بالكأس و سكب فيه فملئه و أفاض فشربت و إذا بالرجال من حوله صلى الله عليه و سلم كلا منهم يقول يا رسول الله أسقني

فما تدرى أسقى الجميع أم .. لا
كان شرابا لذيذا كالعسل في لونه كالماء في هيئته و هو و الله ألذ منهما ..
ثم قام صلى الله عليه و سلم
ففتح بابا موصدا و أشار لها أن ادخليه .. فإذا بالليل قد أسدل ستره و لكن الطريق كان
مستنيرا

استيقظت من نومها و هى تذكر الله
قامت توضأت و صلت الضحى و جلست تذكر ربها
اللهم لك الحمد
اللهم لك الحمد
هل رأيت رسولك صلى الله عليه و سلم
اللهم لك الحمد
هل سقاني
اللهم لك الحمد
نعم قد فعل و والله لازلت اشعر بذاك الشراب و بطعمه و و ببرده في صدري
بكت و بكت
فما زادها بكاءها إلا راحة

قامت و اتصلت بمن يعبر لها تلك الرؤيا
قال خيرا رأيتي و شرا كفيتي ..
هو عمل صالح مترددة انت فيه و لكنك ستتابعين فيه و رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم حق


سجدت لله شكرا
سبحانك يا من انت أقرب إلى من حبل الوريد
سبحانك

نعم تلك لم تكن حكاية من خيال
ولم تكن حروف من وهم بل حالة فتاة تعيش في هذا الزمن..
تعيش الفتن ..
ترى و تسمع و تقرأ
تعيش كالغريبة في وسط أهلها و اصحابها ..
فلقد أختارت قدوتها من زمن غير هذا الزمان و سارت تريد رحمة الرحمان
فسبحان الله

نعم أنا على الحق و سأمضي .. يا رب لك الحمد
رددتها مرارا و مرارا
و سجدت لله

الكاتب: ومضــــــة
التاريخ: 01/01/2007