السعادة في التوبة

 

سعادة لا أستطيع وصفها من كان غارقا بالخطايا يتغير بغتة بطرفة عين و يتوجه إلى الله الرحمن يتوب من خطايا و يتبع طريق الهدى و يبتعد بتاتا عن طريق الضلال ,

حقا هذه هي السعادة حين يندم الإنسان من ذنوبه , راحة كبيرة في الصدر و انشراح , كم من ضال أستمر في العصيان و آتاه الموت بغتة دون سابق إنذار و مات و هو بعصيانه , هذه هي الغفلة حين يغفل الإنسان عن ذنوبه و يصبح أسير لشهواته في سبات عميق لا يشعر بشيء ,

أما من قد ملأ قلبه بالإيمان و ندم عن كل خطيئة و أستسلم لأوامر الله , فيغفر الله له و يتوب عليه إنه هو التواب الرحيم , هذه السعادة الحقيقة التي غفل عنها البعض بل تناساها تماما و لم يعرف طريقها , فيضل و يشقى , إن الاستسلام لأوامر الله و نواهيه تجلب الرضا على القدر خيره و شره و الصبر عند المصيبة و الدعاء في الشدة و الرخاء لا يغفل عن ذكر الله لحضه و يخشى من عصيانه و يستغفره في كل حين فييسر الله طريقه و يفتح له كل الأبواب بفضل التقى و طاعة الرحمن , فليس من عاش و مات على الخطايا بسعيد بل شقي في الدنيا و الآخرة تصبح الأيام سوداء بعينه تائه و غارق في بحر عميق لا يجيد السباحة فيه , فيصبح صدره ضيقا حرجا يعيش في حزن دائم لا يزول و يشقى في الآخرة و يكون مصيره النار التي لا يخرج منها إلا برحمة من الله فكيف كل إنسان لا يتدارك نفسه قبل فوات الأوان قبل ما يمضي العمر و يكون وحيدا في القبر لا عمل صالح قد عمله و ينقذه من العذاب , فيندم ندم لا فائدة منه و يتمنى لو يرجع يوما واحدا للحياة ليطيع الله و رسوله , نسأل الله الرحيم أن يتوب علينا و يغفر لنا إنه هو التواب الرحيم


الكاتب: لطيفة المطوع
التاريخ: 10/03/2008