يا نصارى: خذوا حقوقنا وأعطونا حقوقكم!

 

تخذها يا رب شهيدة
يا نصارى: خذوا حقوقنا وأعطونا حقوقكم!
بـــاهلــونــا أو بــــادلونــا!!

بقلم: ( د. محمد عباس )]

بسم الله الرحمن الرحيم


تخذها يا رب شهيدة
يا نصارى: خذوا حقوقنا وأعطونا حقوقكم!
بـــاهلــونــا أو بــــادلونــا!!

شق الخبر قلبي..
انفطرت .. وانشطرت..
انفتق جرح لما يلتئم.. حتى وإن بدا من الظاهر أنه التأم لكنه في أعمق الأغوار مفغور لا يكف عن النزيف..
كرامتي أيضا راحت تنزف..
كان طول جرحي لا يقاس بالبوصة أو بالسنتيمتر بل بالزمن..
وكان طول الجرح ألف عام.. كان كل عام منها ينقض من الإسلام عروة ويهدّ لبنة ويشرخ جدارا وينكأ جرحي ..
هكذا انتكأ الجرح في عام 67 ويوم زيارة السادات لإسرائيل ويوم حصار بيروت ويوم غزو أفغانستان.. ويوم اقتحام الشيشان ويوم انفصال تيمور ويوم عجز كشمير عن الاستقلال.. ويوم نشر وزارة الثقافة وليمة لأعشاب البحر ويوم سحق العراق ويوم سقوط بغداد وأيام انسحاقنا ويوم صرح ولاة أمورنا أننا على الحياد بين فلسطين و إسرائيل.. ويوم تمنيت أن نكون فعلا على الحياد بين فلسطين و إسرائيل!!.. ويوم استشهاد كمال السنانيري.. ويوم استشهاد الشيخ أحمد ياسين.. ويوم قصف غزة.. ويوم محمد الدرة.. ويوم إيمان حجو .. ويوم الجدار الفولاذي .. ويوم توغلي في التاريخ لأكتشف يوما بعد يوم في التاريخ والجغرافيا شواهد قبور كانت يوما بلادا للمسلمين استولى عليها النصارى ( 93% من مساحة الاتحاد السوفيتي السابق كان في الأصل بلادا إسلامية) .. وكذلك جل شرق أوروبا.. ويوم اكتشفت أن باقي البلاد الإسلامية لم تعد تحتفظ من الإسلام إلا كما يحتفظ طائر زينة بريشه وجلده المحنط.. بعد أن فقد القلب النابض والعقل والحياة.. ويوم اكتشفت أن الدولة العثمانية حين تشظّت تفتّتت إلى خمس وثلاثين دولة.. وأنهم الآن يريدون إعادة الكرة على الشظايا.. ويوم اكتشفت.. ويوم .. ويوم.. ويوم.. بل كل يوم.. كل يوم.. كل يوم.. وتواصلت الأيام واتصل الجرح ليصبح طوله ألف عام.. وظل ذلك يحدث حتى انتهى بنا الأمر إلى تلك المذلة والمهانة.. وتلك الأسرة المصرية المسلمة يحاط بها ويحاصرها القهر فلا تجد ملاذا إلا كنيسة تعتصم بها لتنشد عدلا لم تجده لدينا كأمة ودولة وشيوخ وعسكر .. ولا حتى ككتاب ومثقفين.
ليس مهما السبب.. ولا التفاصيل أيضا مهمة.. ولا حتى كون الأسرة على حق أم على باطل مهما.. لكن المهم.. أن هذه الأسرة حين حوصرت..حين ظلموها ولم تجد لها من دون الله ناصرا.. حين قهرت.. حين لم تجد في كل من حولها ملاذا.. حين قنطت.. حين استبد بها اليأس.. لم تجد هذه الأسرة المسلمة إلا الكنيسة تعتصم بها وإلا القسيس تلوذ به.
***
تفاصيل الخبر نقلته بعض الصحف والمواقع الإليكترونية على الشبكة العنكبوتية وسط تعتيم ملحوظ.
قال موقع دبي- العربية.نت:
قرر أب مصري مسلم اللجوء إلى إحدى كنائس مدينة العريش للفت الأنظار إلى مطلبه بالإفراج عن ابنه الموقوف منذ أشهر، إلا أن محاولته باءت بالفشل.
(...)
يشار إلى أن مئات من أبناء سيناء رهن التوقيف من قبل السلطات لأسباب جنائية وسياسية، ويقوم ذووهم وناشطون بالتظاهر للمطالبة بالإفراج عنهم أو إحالتهم للمحاكمة، وتقع اشتباكات بين هؤلاء المواطنين وقوات الأمن بين حين وآخر، كان آخرها يوم الجمعة الماضي، أمام مسجد الرفاعي بالعريش.
***
حينما قيل لأحد أكبر المسئولين على سبيل الشكوى أن التنكيل بأهل سيناء وخاصة العريش قد جاوز كل حد يمكن احتماله و أن عدد المعتقلين في العريش وحدها 2500 معتقلا علّق ساخرا وغير مصدق-ومتجاهلا الجزء الأول من الملحوظة- أن سكان العريش لا يتجاوزون هذا الرقم!. أما أحد الوزراء فقد اختزل الرقم 2500 إلى خمسة معتقلين فقط!.
***
نعود إلى الأسرة المسلمة.. الأسرة الحزينة المسلمة.. الأسرة المقهورة المسلمة.. الأسرة الذليلة المسلمة.. الأسرة التي شاركنا في قهرها وإذلالها جميعا.. جميعا.. جميعا.. جميعا.. جميعا.. جميعا.. جميعا..
فتحت عنوان:"الأقلية المسلمة في مصر!" كتب محمود سلطان في عدد "المصريون" في 03-04-2010:
في مدينة العريش يوجد شارع اسمه "شارع الأزهر" توجد به "كنيسة قبطية"!.. هذه المفارقة من ألطف ما عرفت، لأنها تحمل في دلالتها ورمزيتها مخزون التسامح الذي احتضن المصريين جميعا مسلميهم ومسيحييهم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا.. لكن المفارقة المدهشة حقا.. أن أسرة مسلمة من العريش اعتصمت يوم أمس الأول الجمعة (2/4/2010) داخل هذه الكنيسة، خوفا من بطش الأمن بها من جهة، ولحمله على الإفراج عن ابنها المعتقل من جهة أخرى!
الأسرة المسلمة لم تلجأ لإمام مسجد أو للمسجد ذاته، ولم تلجأ إلى أعلى سلطة أمنية في محافظة شمال سيناء "مدير الأمن" ولم تشك للنيابة العامة ولم تحرك دعوى قضائية مباشرة أمام المحاكم.. ولا احتمت بشيوخ القبائل ممن يتمتعون بهيبة ووجاهة عائلية واجتماعية كبيرة في سيناء.. ولم تتظاهر أمام مجلس الشعب ولا على سلالم نقابة الصحفيين.. وإنما اعتصمت في "كنيسة" طلبا لـ"الرحمة" وإنقاذا لها من حفلات تعذيب متوقعة!.
راعي الكنيسة تدخل ـ فعلا لدى مباحث أمن الدولة، والتي أرسلت بدورها "تشريفة" اصطحبت الأسرة إلى مقرها لـ"التفاهم" معها بشأن ترتيبات الإفراج عن نجلها المعتقل!
المعلومات الواردة من العريش قالت إن ضابط امن الدولة المسئول استقبل الأسرة وكاهن الكنيسة بحفاوة غير معهودة وقدم لهم ما لذ وطاب من "مشاريب" متعهدا لـ"الكاهن" بأن المسألة "بسيطة" وستحل.. لم تكن تحتاج إلى أن "يكلف خاطره" ويحضر بنفسه جلسة التفاهم "المخملية"!
التقارير الصحفية التي نشرت ظهر أمس نقلت عن شقيق المعتقل "إنهم لجئوا إلى هذا الأسلوب بعد أن ضاقت بهم السبل"!
هذه الأسرة ـ على بساطتها ـ كانت شديدة الذكاء.. واستقر في وعيها مدى "الدلال" الذي يحظى به المسيحيون المصريون.. وأنه باتت لهم "حصانة " خاصة ولا يجرؤ أي مسئول في البلد مهما علا قدره أن "يتجهم" في وجوههم أو أن يرفض لهم طلبا.. بل إن كنائسهم باتت من العصمة على النحو الذي يجعلها بمنأى عن أي "مغامرة" أمنية شرعت في أن تعيدها إلى سلطة الدولة.
الكنيسة "الآمنة" اليوم باتت ملاذا للمضطهدين المسلمين.. والموقف الذي حدث في العريش ربما يصحح الصورة.. وربما أيضا يعطي معنى جديدا ومستحدثا لمفهوم "الأقلية" مناقض تماما لفحواه ومعناه الدارج.. فالأقلية ـ في النموذج المصري ـ ليست هي الفئة أو الطائفة الأقل عددا وإنما الجماعة الأعلى صوتا ومشاغبة وابتزازا للدولة والأكثر قدرة على إخافة النظام من "الخارج"!.
ويواصل الأستاذ محمود سلطان:
شكرا للكنيسة القبطية في شارع الأزهر بالعريش وشكرا للأسرة العريشية التي أعادت ـ وبلا سفسطة ولا فلسفة ـ تصحيح صورة البلد أمام العالم.. وتطالبه بحماية "الأقلية" المسلمة في مصر.
***
ما الذي أوصلنا إلى هذه المهانة؟..
وما الذي أوصل هذه الأسرة إلى هذا الحال؟!..
كم من الملوك وكم من الرؤساء ساهموا في هذا الانهيار..
كم مائة وزير شارك في هذا الانحدار..
كم مائة ألف ضابط سيسألهم الله يوم القيامة ويعاقبهم عقاب من صد عن سبيل الله.. وكم مليون جندي..
كم من هؤلاء وأولئك كانوا أشد تأثيرا في التنصير من عتاة المبشرين..
كم.. وكم.. وكم..
يصيبني الذهول..
كيف هان على كل هؤلاء دينهم..
كيف استطاعوا الاحتفاظ بكيانات متماسكة لا تنهار..
ذلك أنهم احتفظوا بأمرين في نفس الوقت.. بالشيء وضده..
قالوا بأنهم ما يزالون مسلمين في الوقت الذي دأبوا فيه بكل همة ونشاط على هدم الإسلام والمسلمين..
والأمران لا يجتمعان..
تماما كالداعرة التي تصلي خمس مرات كل يوم وتزني خمس مرات كل يوم.. فإما أن تنهها الصلاة عن الزنا أو أن يكفها الزنا عن الصلاة..
كذلك..
إما أن ينهاهم الإسلام عن محاربة الله ورسوله والمسلمين أو أن يدفعهم حربهم وطواغيتهم إلى الردة.
في هذه النقطة بالذات يجب أن يبحث الباحثون..
كيف جعلوها تزني وتصلى..
وكيف جعلوه يصلي وينكل بمن يصلى!.
كيف اجتمع هذا وذاك.. أي عقار رهيب مثبط لمناعة القلب والروح أعطوه لهم كي يجمعوا بين الشيء وضده.. دون عذاب للضمير.. ودون انهيار.
كان يمكن أن أفهم لو أنهم فعلوا كعسكر أتاتورك ووزرائه.. لو أنهم أعلنوا الكفر وجهروا به.. وارتدوا عن الإسلام وسخروا منه..
أما أن يجمعوا بين هذا وذاك فأمر محير..
وفي بحر الحيرة المتلاطم سقطت البديهيات وتعارضت المسلّمات.. والتجأت الأسرة المسلمة للكنيسة لا للمسجد.. للقسيس لا للشيخ.
***
ذكر أبو الفرج بن الجوزي – عن سير أعلام النبلاء لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي- أن العزيز قد ولى عيسى بن نسطورس النصراني أمر مصر ، واستناب منشا اليهودي بالشام ، فكتبت إليه امرأة : بالذي أعز اليهود والنصارى بمنشا وابن نسطورس ، وأذل المسلمين بك.
أما أنا فأقول أن النصارى عزوا بشنودة وعز اليهود بذلّكم وذل المسلمون بكم يا ولاة أمورنا.
***
إن ما ذكرته بروتوكولات حكماء صهيون يتحقق الآن بكل سرعة وبراعة وإتقان في الشر، إن هذه البروتوكولات تعلن صراحة عن هدفها النهائى، وهو أن تدفع كل الشعوب إلى اليأس من حكامها وحكوماتها كى تلجأ إلى اليهود مطالبة بحكومة عالمية واحدة، يقول البروتوكول العاشر: " إن حكمنا سيبدأ في اللحظة التي يصرخ فيها الناس الذين مزقتهم الخلافات وتعذبوا تحت إفلاس حكامهم - وهذا ما سيكون مدبرا على أيدينا - فيصرخون هاتفين : اخلعوهم وأعطونا حكما يستطع أن يمنحنا السلام والراحة، لكن لكي يصرخ الجمهور بمثل هذا الرجاء لابد أن يستمر في كل البلاد اضطراب العلاقات القائمة بين الشعوب والحكام، اضطراب يستثمر العداوات والحروب والكراهية والموت استشهادا أيضا، هذا مع الجوع والفقر، وسيستمر كل ذلك إلى الحد الذي لا ترى شعوبهم الأمل في أي مخرج من المتاعب غير أن يلجئوا إلى الاحتماء بأموالنا وسلطتنا الكاملة ….
ربما..
ربما..
ربما لو كان في العريش معبد يهودي لفضلته الأسرة المستضعفة المستذلة عن المسجد وعن الكنيسة.
***
لم يأت التجاء الأسرة المسلمة إلى الكنيسة من فراغ..
ثمة ممارسات تمارس.. إن كانت مقصودة فهي الخيانة العظمى وإن كانت خبط عشواء فبعض أنواع الخطأ أشد سوءا من الخيانة.
في تقرير يرصد هذه الممارسات عبر زيارة تقصي حقائق قام بها كل من: (د. ليلى سويف، د. عايدة سيف الدولة) و أ.أحمد سيف الإسلام حمد و د. ماجدة عدلي) هؤلاء شكلوا لجنة تقصي الحقائق .. يذكر تقرير اللجنة كيف يعامل الأمن أهل سيناء.. بل وكيف حاول منع الناس من لقاء اللجنة والحديث إليها وكيف عاقب بقسوة من تحدث إلى تلك اللجنة.. قسوة أوصلت الشاهد إلى شلل نصفي في جانبه الأيمن وفقدان البصر والقدرة على الكلام. يبدأ التقرير بتلك الملحوظة :
.... ملحوظة: ليلة أمس، الثلاثاء الموافق 23 نوفمبر، وأثناء تحضير هذا التقرير في صيغته النهائية نما إلى علمنا أن شابا آخر ممن قابلناهم في تلك الزيارة تم اعتقاله من قبل مباحث أمن الدولة.. حيث أمضى يومين معصوب العينين، تعرض خلالهما لصنوف بشعة من التعذيب.. وهو يرقد الآن في أحد مستشفيات الجمهورية حيث يعاني من شلل نصفي في جانبه الأيمن وفقدان البصر والقدرة على الكلام.
ويستطرد التقرير:
140 سيدة تم القبض عليهن كرهائن.. تصريح على لسان مسئول أمن سيناء (شمال وجنوب) يقدر عدد المعتقلين بـ 2500 معتقل ومحتجز (دون حساب الرهائن).. جاء هذا في حديث مع المشايخ وأعضاء المجلس المحلي ومجلس الشعب.. تم الإفراج عن 320 من الرهائن ليلة عيد الفطر، أغلبهم ممن وردت أسماءهم في بيان اللجنة الشعبية لحقوق المواطن بسيناء. كل من تم الإفراج عنهم تم تخويفهم وأمرهم بعدم الاتصال بمنظمات حقوق الإنسان.. النقاب ينزع من على وجوه النساء في الشوارع.. لم تعد هناك نساء يسرن في الشارع وحدهن.. الرجال حلقوا لحاهم خوفا من الاشتباه.. قصص التعذيب تتراوح ما بين التعليق من خلف وشد الرجلين بالحبال، وكهرباء توصل عن طريق مشابك تربط في أصابع الرجل.. عصي لها طرفين في نهايتها تشبه ولاعة البوتاجاز لها ثلاث مفاتيح.. توضع على المناطق الحساسة وتتسبب في سيحان الجلد ويخرج منها رائحة الجلد المشوي.. لم يتركوا أحدا.. اعتقلوا حتى المعاقين عقليا.. الأسئلة التي وجهت للناس: بتحب أمريكا؟ بتحب إسرائيل.. أيه رأيك في عملية طابا؟ بتصلي فين؟ بتعرف مين؟ إيه رأيك في عمرو خالد؟ في الشيخ كشك؟ يقول المفرج عنهم أن بعضا ممن حضروا التحقيق كانوا حمر الوجوه حليقي الرأس يرتدون نظارات سوداء ولا يتكلمون.. كانوا يهجمون على المساجد.. يضعون أكياسا سوداء على رؤوس المصلين ويأخذوهم في البوكسات.
***
هل تذكرون قصة أحمد العريشي الذي حكيت لكم قصته في المقالة السابقة؟..
ها هي ذي الأمور تتجاوز حتى ما تصوره..
عزّ النصارى بشنودة وعز اليهود بذلِّكم وذل المسلمون بكم يا ولاة أمورنا.
***
استمعت اللجنة لأحد الرجال المفرج عنهم.. قال:
(...)
جم وش الصبح.. بالرشاشات والمسدسات.. فتشوا البيت والدواليب.. سألوا عن (م) ومراته.. قلنا لهم ما شفناهمش من يوم ما فطروا معانا في أول يوم رمضان.. أخدوا الولد الصغير لحد ما (م) يسلم نفسه.. وأخدوا أخوه.. الناس خايفه.. البنت راحت سلمت نفسها عشان يسيبوا أخوها الصغير.. خلوهم خمس أيام عندهم وبعدين خرجوهم.. كانت حامل في أربع شهور أو تلات شهور.. بعد ما خرجت رمت حملها.. حتة لحمة صغيرة عمرها ييجي أربع شهور.. العيال بقت بتصرخ والنسوان خايفه.. حتى الرجالة حلقوا دقونهم.. كانوا يمسكوا الراجل من دقنه يشدوها يطلع الشعر في أيديهم ومعاه الدم عليه.. حسبي الله ونعم الوكيل.
(...) يضيف الأب الشيخ:
زمن الاحتلال خبيت عندي سبع عساكر مصريين و2 ضباط.. خبيتهم لمدة 20 يوم وساعدتهم يهربوا ولحد النهارده بيتصلوا بي.. احنا نتحمل كل ده ليه من الحكومة؟ .. ده الاحتلال ما عملش فينا كده.. هو فيه إيه؟
***
عزّ النصارى بشنودة وعز اليهود بذلِّكم وذل المسلمون بكم يا ولاة أمورنا.
في تقرير زيارة تقصي حقائق استمعوا لأحد الأبناء المفرج عنهم.. قال:
يوم 7/11 الساعة 2 الصبح سألوا عليّ ما كنتش موجود في البيت.. أخدوا أخويا.. رحت الأمن الصبح.. قلت لهم أنا جاي مكان أخويا.. أخدوني وما طلعوهوش لحد دلوقتي.. من 9بالليل يبدأ التحقيق والتعذيب.. نطلع فوق.. الضرب والسب.. مش هتتكلم؟ تعرف مين؟ ٍالني كان سؤال، سألني عن أخويا. طب أخويا عندهم هأعرف إزاي.. مش هتتكلم؟ طيب خدوه! كنا متغميين.. جردوني من ملابسي تماما وربطوا ايديا ورجليا علقوني من ايديا وانا واقف على الترابيزة بعدين رفسوا الترابيزه بعيد وسابوني متعلق وهم بيشدوني من رجليا.. ست ساعات.. وهم يعلقوني وكهربوني.. وأنا متعلق ثبتوا مشابك في صوابع رجليا وكهربوني.. كنت مربوط.. جسمي بيرجف ومش عارف اتحرك.. بعد شويه ما كنتش حاسس بالكهربا من كتر الألم في دراعاتي.. كان جسمي بيترج يمين وشمال من الكهربا وأنا متعلق.. بعدين رموني على الأرض.. كان عليها ميه وكانت بتكهرب.. بعدين علقوني تاني.. وطول الوقت ضرب في بطني ورجلي.. علامات التعذيب لسه باينه على ضهري وايديا زي ما تكون محروقة (شاهدنا على المعصمين شريطين من الجلد المحروق، بعضه لازال محتقنا، بعرض 4-5 سم).
(...)
هاني أبو شتيته خلعوا ضوافره وكسروا رجليه.. لما سألنا عليه قالوا نقلناه مستشفى العريش.. بس ما حدش هناك راضي يقول حاجة.. الناس خايفه.. أنا ايديا زي ما أنتم شايفين.. مش عارف أعمل حاجة لنفسي.. ولا حاجة". الأخ الرهينة
أخدوني فجر الجمعة.. سألوني أخوك بيروح فين؟ مين بييجي له؟ قال لي هتقول الصراحة ولا تتعلق.. طول الليل صراخ من الساعة 9 مساء للساعة أربعة الصبح.. قعدنا يومين.. أخويا جه سلم نفسه.. ربطوه.. وعلقوه وكهربوه من الساعة 9 لحد الصبح.. أخويا التاني لسه عندهم وما نعرفش وين.
(...)
الأم (حوالي 70 سنة)
هو اللي كان مخللي باله من أبوه العاجز.. كان هو اللي بيأكله وبيحميه .. دلوقتي مفيش حد.. الأولاد الاتنين ايديهم باظت ومفيش حد معايا.. حسبي الله ونعم الوكيل.. الواد هو اللي كان بيراعي أبوه.. أبوه مشلول بيعمل على روحه.. كان بيحميه كل مرة يوسخ نفسه.. أنا عجوزة ما أقدرش.. أعمل إيه.. وإخواته طلعوا من السجن إيديهم عاجزة.. مين يراعينا ومين يصرف علينا.. حرام عليهم.. خليهم يرجعوا الولد (الأب نائم في الفراش، عمره يتجاوز الثمانين عاما.. مشلول.. تقريبا لا يسمع.. في حجرته حاجز وراءه حمام).
(...)
الأم:
أول ما جم أخدوا حسام 16 سنة، طالب في دبلوم تجارة.. ده كان قبل رمضان بـ 9 أيام مع آذان الفجر.. سألوني مين عندك، قلت حسام، أخدوه وجريوا.. يوم 10 رمضان أخدوا الأربعة الباقيين..
كانوا عاوزين ياخدوا البنت (12 سنة).. هربت من البيت.. العريش كلها قعدت بره بيوتها حوالي 13 يوم..الحكومة قعدت هنا في البيت لما مشيت تلات أيام.. خمسة من الأمن.. أي ضيف ييجي يطلبوا من بنتي إنها تفتح الباب ويا إما ياخدوهم يا إما يسألوهم بس.. الناس بقت تخاف تزورنا أو تسأل علينا.. أخدوا مرات حماده كانت حامل، لفوا بيها في العربية عشان تدل على أصحاب جوزها.. نزفت من كتر اللف في العربيات.. .. مرات اسماعيل كهربوها في صوابعها.. لما راحت البنت تسأل عن أخوها قال لها عدي جوه لحسن أطلع ميتين أمك.. وشتم سمر وقال لها يا بنت المرة الوسخة.. ومرات إسماعيل شد النقاب من على وشها.. وقت ما حجزوا مرات (ح) كان فيه 45 ست فوق بعض ولما يدخلوا الحمام يفوتوا على الرجالة وكانت بتسمع صوت رجاله بيصرخوا.. وشافت اسماعيل متعلق عريان قدامها..
(...)
فيه واحدة زميلتي في الشغل كانت في السوق.. قالوا لها اخلعي النقاب.. رفضت، ضربوها رصاصة في كتفها.. بقوا يقلعوا النسوان النقاب بالعافية ويضربوهم بالشلاليت.. أنا شفت ده بعيني.. إن شغلي قريب من السوق وبأشوف الستات لما ده حصل لهم.. وأخدوا ابني يسألوه عن مكان الحاجة لما سابت البيت..
***
هل علمتم الآن لماذا التجأت الأسرة المسلمة للكنيسة؟.
لأن النصارى قد عزّوا بشنودة وعز اليهود بذلِّكم وذل المسلمون بكم يا ولاة أمورنا.
يا وزراءنا ويا ضباط أمننا ويا نخبتنا المثقفة الخائنة ..
***
هل لاحظتم رقة ضابط الأمن مع كاهن الكنيسة؟..
هل هي الرقة أم الجبن أم النفاق أم الخسة ؟!
مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف يجيب بطريقته الخاصة فيرصد الجانب الآخر.. يرصد كيف يعامل ضابط الأمن المهذب الرقيق في تعامله مع الكهان والقساوسة وكيف ينقلب على عقبيه في التعامل مع الشيوخ.. يسرد المركز وقائع تعذيب أحد شيوخ المساجد.. ويروي حكاية علقة ساخنة لإمام مسجد داخل أمن الدولة بالعريش بعد خطبة عن رعاية اليتيم . وقد نشرت صحيفة "المصريون بعض التفاصيل ": فقد قام ضابط برتبة مقدم بمباحث أمن الدولة بالعريش باستدعاء إمام وخطيب مسجد أم القرى الشيخ محمد عبد الحميد ـ وذلك بعد إلقائه خطبة الجمعة عن رعاية اليتيم ، إلى مقر امن الدولة بالعريش وانهال عليه بالسب والشتم وسب الأم والأب ثم قام الضابط محمد رضا بضرب الشيخ على وجهه وعلى صدره ضربا مبرحا وهدده بالاعتقال إذا رآه مرة ثانية في مكتبه .
وكان نفس الضابط قد قام باستدعاء الشيخ المثالي بالمحافظة وإمام وخطيب مسجد أبو هريرة بالعريش الشيخ عبد الله القطب وقام بسبه وشتمه بأفظع الألفاظ الجارحة وشتم الأب والأم ، وقام بتهديده بتلفيق قضية أموال عامة واعتقاله وصعقه بالكهرباء وتعذيبه ، وتتطاول على أئمة المساجد بأفظع الألفاظ.
وقام الشيخ محمد عبد الحميد والشيخ عبد الله القطب بتقديم بلاغ إلى المحامي العام بنيابة شمال سيناء وتم تحويل البلاغ إلى النيابة التي قامت بإجراء تحقيق مع الضابط المذكور .
(...)
وتعجب قطب من موقف مدير عام أوقاف شمال سيناء والذي يقف موقفاً متخاذلاً أمام ما يتعرض له الأئمة من انتهاكات وإهانات من الأمن وقال إننا أرسلنا فاكسات عاجلة لكل من وزير الداخلية ووزير الأوقاف وشيخ الأزهر ومحافظ شمال سيناء لإطلاعهم على ما نتعرض له.
***
كم شيخا حرموه من العلاج حتى مات فوضعوا العلاج في جيبه بعد موته كي يداروا جريمتهم.. بالمناسبة أحدهم اسمه محمد عبد الهادي..! وآخر اسمه فهد محمد نور الدين.. فقط على سبيل المثال..
هل جن أحدهم كما جن حمدان من التعذيب.. لم يكن متهما بشيء.. أخذوه رهينة حتى يسلم أخوه نفسه.. وسلم الأخ نفسه.. وأصابه ما أصابه.. ثم أفرج عنه.. لكن أخاه الرهينة لم –ولن – يفرج عنه أبدا.. لأنه قد جن من التعذيب!. ليس حمدان وحده.. بل هناك مئات وربما ألوف مثله ولكن ضاق عنهم الحصر. خمسة أعوام من التعذيب المستمر وسحق الكرامة سبب كاف للجنون.
سعد عبد الحميد كان واحدا ممن جنوا. كان يطالب بنقل الكعبة إلى سيناء توفيرا للمشقة والإنفاق ، وألا يكون لرمضان ميعاد محدد وإنما يختار له أكثر الشهور اعتدالا (هل أدركتم الآن سر الوحي الذي هبط على أم رأس القمني؟!).
هل حدث لأحد من النصارى ما حدث لأحمد صبح وأشرف الطرابيلي –على سبيل المثال فقط- عندما كان الضابط يطالبهما بمضاجعة الجدار طالبا منهما-ومنهم- مولودا جديدا.. وبسرعة.
وكانا يضاجعانه في الحفل الموسيقى الوحشي حيث مصدر الموسيقى صوت السياط..
كم نصرانيا أمر الضابط أمين الشرطة أن يبول في فمه.. فيموت المسكين قهرا..
هل تعرض النصارى لتعذيب دفعهم لطلب التنازل عن جنسيتهم وطالبوا الأمم المتحدة أن تبحث لهم عن جنسية بديلة هربا من التعذيب.
هل تعرض النصارى لتعذيب دفعهم لطلب ترحيلهم لسجون إسرائيل ومنهم الشيخ محمد الشرقاوي وآخرون.
هل تعرض النصارى لتعذيب دفعهم لطلب إعادة تسليمهم إلى المخابرات الأمريكية التي كانت تعذبهم لكن عذابها كان أخف.. من هؤلاء كان أحمد محمد العجمي..
لقد طالب رضا عسكر بطل الجمهورية في الكاراتيه اللجوء إلى إسرائيل. أما أشرف الشرقاوي وأيضا الحاج محمود مصطفى إبراهيم وآخرون فقد طلبوا تغيير ديانتهم إلى النصرانية كي يفرجوا عنهم!.
هل تعرض النصارى لما تعرض له المسلمون من هجوم الآلة الإعلامية الجبارة للسلطة مدعومة بميديا الغرب والتي قدمت الضحايا على أنهم مجرمون إرهابيون يستحقون الاعتقال والسجن والمحاكم العسكرية والقتل بأحكام المحكمة أو خارج نطاق القانون.
يقول الدكتور محمد الدريني في كتابه "عاصمة جهنم"-وهو مصدر لبعض المعلومات في هذا المقال خاصة ما يتعلق بأسماء المعتقلين وعناوين الصحف- من أنه تأكد خلال وجوده في المعتقل وتعذيبه أنه هو وغيره من المعذبين ضحية عصابة دولية وليس نظام حكم.. عصابة دولية تستفيد من الدكتاتوريات الباطشة التي تحكمنا وتواجه العالم ببجاحة شديدة وهي آمنة من أي محاسبة محلية أو دولية كالما كان الضحايا مسلمين.
وعاصمة جهنم –طبقا لوصف محمد الدريني -الذي كان أحد ضحاياه – هو معتقل مصري يتوارى إلى جواره أبو غريب وجوانتانامو خجلا من هول ما يحدث فيه وفق منهج مدروس لتحطيم الضحايا.
ولو كان منطق الشيطان يقتضى اعتقال من يسمونهم بالإرهابيين فما هو السبب في اعتقال بعض الطوائف التي تحرم حتى قتل الحشرات كالصراصير والحيوانات ومنها الثعابين والحيات.
هل تعرض النصارى لما تعرض له المسلمون؟..
لنترك الدكتور محمد الدريني يصف بعض ما حدث- ومن يتابع مقالاتي سيتذكر على الفور مئات المراجع والمذكرات التي تؤكد كلام الدريني وتزيد عليه- يقول الدريني:
"كان يتم ترحيلهم إلى المعتقلات وهناك تكون في انتظارهم القوة الضاربة المدججة بالعصي الكهربائية والهراوات والسيوف تصاحبهم الكلاب البوليسية الضخمة وحال وصول سيارة الترحيلات يأمرون المعتقلين بأن يتركوا متعلقاتهم وكراماتهم وأن يختار كل منهم اسم امرأة ويسير بين صفين من الجنود ينهالون ضربا عليه حتى يصل إلى الزنزانة فيأمرونه تحت السياط أن يسجد أمام عتبة الزنزانة قائلا:"جيتلك يا شريفة يا طاهرة" ثم يتم تجريده من ملابسه مع باقي زملائه في الزنزانة ويأمرونهم أن ينبطح كل منهم فوق الآخر.. وأن يمارسوا الفحشاء..
فهل تعرض النصارى لذلك.
لقد استنجد بعض النصارى ظلما وفجورا بشارون ضد مصر..
وكذلك استنجد بعض المسلمين بشارون..
ولو أنهم استعانوا بالبابا كيرلس أو بنصارى آخرين من الأخيار لما كانت فجيعتنا..
كنت أريد أن أقول أنه أفضل من شارون على أية حال.. لكنني أخشى أن يكونا فصلين في ذات القصة وحلقتين في نفس السلسلة.
لقد استغاث المعتقلون الإسلاميون بشنودة.. وهو المحرض الأول على إشعال الفتنة منذ جاء..
ولم تكن العلاقة بين المسلمين والنصارى بهذا السوء أبدا إلا منذ جاء الأستاذ شنودة..
ليس هذا رأيا سياسيا ولا صراعا طائفيا وإنما هو حكم محكمة القيم برئاسة واحد من أساطين القضاة في مصر هو المستشار أحمد رفعت خفاجي نائب رئيس محكمة النقض وعضوية السادة المستشارين محمود طه زكى رئيس محكمة الاستئناف ومحمد طه سنجر المستشار بمحكمة النقض وماهر قلادة واصف المستشار بمحكمة استئناف بني سويف (وواضح من اسمه أنه نصراني فلم تكن محاكمة المسلمين للنصارى بل كانت محاكمة القانون للمتهمين.. ولا نقول المجرمين)..
كان ذلك في القضية رقم 23 لسنة 11 قضائية قيم جلسة 3 يناير سنة 1982.
واستعرضت المحكمة ما قاله الرئيس السادات –رحمه الله- حين وجه في الخامس من سبتمبر سنة 1981 بياناً إلى الشعب المصري أورد فيه أنه " منذ فترة ليست بالقصيرة حاولت بعض الفئات المخربة في مراحل متعددة إحداث فتنة بين أبناء الأمة وعملت جاهدة للقضاء على وحدتها الوطنية مستعملة في سبيل تحقيق أغراضها بعض الشعارات المضللة والوسائل غير المشروعة ، نفسية ومادية لتعويق مسيرة الشعب في طريق تنميته وازدهاره وديمقراطيته . وقد تصدت الحكومة لهذا كله بالإجراءات العادية تارة وبالنصيحة مرة أخرى ، وبالتوجيه والترشيد مرات ، وفى الآونة الأخيرة بصفة خاصة وقعت أحداث جسيمة هددت الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وسلامة الجبهة الداخلية بخطر جسيم ، إلا أن هذه الفئة الباغية قد استرسلت في غيها واستهانت بكل القيم والقوانين وتنكبت عن الطريق السوي وسلكت سبيل العنف والإرهاب وسفك الدماء وتهديد الآمنين ، كما أن بعض الأفراد قد استغلوا هذه الأحداث وعمدوا على تصعيدها – الأمر الذي وجب معه اتخذا إجراءات سريعة وفورية لمواجهة الخطر الذي هدد الوحدة الوطنية انطلاقاً من المسئولية الدستورية المستمدة من أحكام 73 من الدستور .
وأشار البيان إلى أنه إعمالا للصلاحيات المقررة بمقتضى المادة 74 من الدستور والتي تنص على أنه لرئيس الجمهورية إذا قام خطر يهدد الوحدة الوطنية أو سلامة الوطن أو يعوق مؤسسات الدولة عن أداء دورها الدستوري ، أن اتخذ الإجراءات السريعة لمواجهة هذا الخطر ويوجه بياناً إلى الشعب ويجرى الاستفتاء على ما اتخذه من إجراءات خلال ستين يوماً من اتخاذها ، فقد قرر رئيس الجمهورية خطر استغلال الدين وتحقيق أهداف سياسية أو حزبية وخطر استخدام أو استغلال دور العبادة ، لهذا الغرض أو في المساس بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي أو سلامة الوطن فلا سياسة في الدين ولا دين في السياسة (نستغفر الله ونرفض م ع ) ، كما اتخذ رئيس الجمهورية قرارات أخرى من بينها القرار رقم 491 لسنة 1981 سالف الذكر ، ثم أصدر رئيس الجمهورية القرار رقم 498 لسنة 1981 بدعوة الناخبين إلى استفتاء على إجراءات ومبادئ حماية الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي الواردة في البيان المنوه عنه وذلك في يوم الخميس 10 من سبتمبر سنة 1981 ( الجريدة الرسمية ، العدد 36 " مكرر " ).
ثم تستعرض المحكمة الجرائم التي ارتكبها الأستاذ شنودة:
أولاً : تعريض الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي للخطر.
ثانياً : الحض على كراهية النظام القائم.
ثالثاً : إضفاء الصبغة السياسية على منصب البطريرك واستغلاله الدين لتحقيق أهداف سياسية.
رابعاً : الإثارة.
وتحت كل بند من هذه البنود تأتي عشرات الصفحات..
ثم تصل المحكمة إلى استنتاجها وحكمها النهائي:
وحيث أن المحكمة بتشكيلها الشعبي وطابعها السياسي ، إذ تعبر عن ضمير الأمة جمعاء قد بان لها بما لا يدع مجالا للشك ما سلف بسطه من وقائع محددة قاطعة الدلالة على أن المتظلم قد فاته أن أرض مصر ضمت بين جنباتها على مختلف العصور أخوة اتفقت كلمتهم على صيانة مصر والحفاظ على القيم الأساسية للمجتمع المصري ومن بينها الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي ، هذا وإذا اختلفت دياناتهم ، ولم يخرج من بينهم على خط الوطنية أحد ، فكانوا مثال إعجاب الشعوب المعاصرة يشيدون بالسلام الذي ظلل أرض الكنانة ، وتحطمت على صخرته كل محاولات الأعداء للفرقة بين أبناء الوطن الواحد . وهكذا كانت مسيرة الوحدة والسلام والأمن والأمان بين أفراد الأمة بأسرها مهما تباينت عقيدتهم ، زكاها كل سلفه بغير تمييز ، ومجدها كل أبناء ملته في غابر الزمان ومختلف العصور . وظل الحال به كذلك إلى أن جاءت به طائفة كل أقباط مصر ، آملة فيه مواكبة المسيرة ودفعها إلى الأمام ، وإذ به يخيب الآمال ويتنكب الطريق المستقيم الذي تمليه عليه قوانين البلاد ، فيتخذ من الدين ستاراً يخفى أطماعاً سياسية أقباط مصر براء منها ، وإذ به يجاهر بتلك الأطماع واضعاً بديلاً لها – على حد تعبيره – بحراً من الدماء تغرق فيه البلاد من أقصاها إلى أقصاها ، باذلا قصارى جهده دافعاً عجلة الفتنة بأقصى سرعة وعلى غير هدى إلى أرجاء البلاد ، غير عابئ بوطن يأويه ودولة تحميه ، وأمة كانت في يوم من الأيام تزكيه ، وبذلك يكون قد خرج عن ردائه الذي خلعه عليه أقباط مصر في محبة ووئام . لما كان ما تقدم ، فإن القرار المتظلم منه يكون صحيحاً فيما جاء به ، مبرراً ما قام عليه من أسانيد ، مما يتعين معه القضاء في موضوع التظلم برفضه . أ. هـ
***
لأن الدولة لم تتصد لمخططات شنودة وجرائمه فقد انتهى المآل بالأسرة المسلمة المسكينة في العريش أن تلجأ إلى قسيس بدلا من أن تلجأ لشيخ... فالشيوخ يُضربون ويسحلون أما القسس فيهددون بتفجير بحر من الدماء والطاغوت المتوحش يمتهن الشيوخ ويسجد أمام القسس.
شنودة هذا هو الذي استغاث المعتقلون به..
نعم .. استغاث أعضاء من التكفير والهجرة بالبابا شنودة قالوا فيها لقد لجأ أسلافنا إلى النجاشي ملك الحبشة حين تعرضوا للاضطهاد ونحن بحكم الجوار في وادي النطرون (حيث مكان دير شنودة) نطالبكم بالتدخل لإنهاء مأساتنا.
ولست أدري هل كانوا جادين أم ساخرين..
لكن..
في مثل هذه الأحوال فإن السخرية تكون أكثر جدية من الجد ذاته..
ففي معتقل آخر فوجئت إدارة السجن بالمعتقلين المسلمين-ولاحظوا اختراع مصطلح الإسلاميين لإبعاد الشبهة أن الحرب على الإسلام- يطالبون باقتناء قرود! فلما سألوهم عن السبب أجابوا أن منظمات حقوق الإنسان المحلية والعالمية مجرمة ولم يستفزها ما يحدث لهم.. وأنهم يطالبون باقتناء القرود عسى أن تهتم بها منظمات حقوق الحيوان مما يلقى الضوء على مأساتهم باعتبارهم مرافقين للقرود!.
***
لا يكتب محمد الدريني كتابات مرسلة بل يورد أرشيفا للصحافة التي ذكرت وأيدت ما كتبه.. ففي صفحة 105 وما بعدها من كتابه"عاصمة جهنم:وهو موجود على الشبكة الإليكترونية- وهو بدون ناشر وقد صودر" نجد مانشيتات الصحف –كالدستور وصوت الأمة والغد وصحف أخرى- تقول:

الحكومة سجنت رجلا 13 سنة لأنه قال لمبارك في الكعبة: اتق الله.
المعتقلون الإسلاميون ناشدوا البابا شنودة للتدخل للإفراج عنهم.
معتقلون إسلاميون في وادي النطرون يطالبون بتحويلهم إلى جوانتانامو.
معتقلون أصيبوا بالجنون بسبب التعذيب بالكهرباء والداخلية ترفض الإفراج عنهم خوفا من الإعلام الأجنبي
مأساة الأطفال المعتقلين:
الأمهات تبكين دما ويصرخن:نريد أولادنا.
بعد الضرب والتعذيب: الدولة تقتل المعتقلين بالأمراض.
كهربوه في أماكن حساسة وضربوا أمه وأباه:
بطل الجمهورية في الجودو يطلب اللجوء إلى إسرائيل هربا من التعذيب.
التعذيب في مصر منهجي وسيف الإسلام يطالب الرئيس بالاعتذار عن التعذيب.
لا المتشدد سلم ولا العلماني نجا:
الضابط هدد زوجته بتجريدها من ملابسها.
يسقط المجلس القومي لحقوق السلطات.
الداخلية تشن حرب تحرير سيناء من المصريين.
الأهالي:سنثأر من الأجهزة الأمنية لأنها هتكت عرض نسائنا.
الانتقام وراء مذبحة شرم الشيخ.
قائمة المحافظين والمسئولين الكبار الذين اتهموا في قضايا التعذيب.
***
يقول الدريني أن ما حدث للمعتقلين من تعذيب جسدي ونفسي أمر تشيب له الولدان وهو ليس سبة في جبين المصريين فحسب وإنما في جبين المجتمع الدولي الذي أغمض عينيه ولم يكترث بتقارير المنظمات المحلية والعالمية التي تناولت التعذيب والقتل وتشريد الأسر وأثر ذلك في عولمة الإرهاب. وأصبح المعتقلون يوقنون أن كل شيء يسير وفق منهج مدروس في التعذيب والاحتجاز والاعتقال ولم يعد أمامهم أمل في القضاء أو النيابة العامة حتى وصل الأمر بالمعتقلين بأن يعتقدوا أن ما حدث لأسر البعض منهم إنما كان مخططا حتى أنهم ينسبون للدكتورة فوزية عبد الستار:"أطيلوا حبسهم تبغ نساؤهم".
***
انظروا إلى هذه الطواغيت كيف تعامل المسلمين وكيف تعامل اليهود.
انظروا حتى إلى إفراجهم عن عزام عزام الجاسوس الإسرائيلي بعد قضائه نصف المدة وإلى الحرص على استمرار سجن الإسلاميين حتى بعد انتهاء المدة كلها.
انظروا إلى الحكم على مجدي حسين بالسجن عامين بسبب التسلل إلى غزة.. ولم يتسلل إلا بعد أن منعوه من نصرة إخوتنا في غزة.. وانظروا إلى الإفراج الفوري عن الصحفي الإسرائيلي يوتام فيلدمان الذي تسلل من إسرائيل إلى مصر.. لقد أفرج عنه بعد تدخل وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشائي لدى مدير المخابرات المصرية عمر سليمان. بل إن عمر سليمان نفسه –الرجل الثاني في مصر- قد قابله.. وخرج من لقائه إلى المطار.
***
انظروا كيف يعامل المسلمون وكيف يعامل النصارى..
وانظروا كيف يعامل الشيوخ وكيف يعامل القساوسة..
انظروا كيف جبنت أجهزة الأمن إزاء النصارى الذين رجموها من كاتدرائية العباسية وهم يهتفون لشارون حتى أصيب من مغاويرنا نيفا وخمسين..
وانظروا كيف جبنت أجهزة أمننا إزاء الرهبان المسلحين لصوص الأراضي في دير أبو فانا والذين أطلقوا الرصاص على بدو فقيضت الشرطة على البدو رغم أن ضحية إطلاق الرصاص كان مسلما!.
انظروا كيف تحركت أجهزة الدولة كلها لتغلق الصحيفة التي تحدثت عن فضائح الراهب المشلوح..
واذكروا كيف تحركت الأجهزة كلها لإغلاق صحيفة الشعب لأنها دافعت عن القرآن.. وعن لا إله إلا الله محمد رسول الله..
وانظروا كيف ألقت أجهزة الأمن القبض على 28 من علماء الأزهر الشريف، على خلفية تظاهرةٍ ضمَّت نحو 400 من علماء الأزهر الشريف وأساتذة بجامعة الأزهر وخطباء وأئمة مساجد، نادت بالإصلاح السياسي، وإلغاء حالة الطوارئ، وإصلاح مؤسسة الأزهر.
وكان على رأس من تم القبض عليهم الأمين العام السابق لمجمع البحوث الإسلامية- الشيخ سيد عسكر- والشيخ إبراهيم عوض (إمام وخطيب)، والشيخ محمود زين العابدين (إمام وخطيب)، والشيخ علاء المسيري (من علماء الأزهر)، وصبري صلاح (إمام وخطيب)، وعبد الله أبو خليل (إمام وخطيب)، والشيخ محمد خضر (إمام وخطيب).. إضافةً إلى علي عامر، وصلاح الشقفي، وإبراهيم طيب، وشعبان نصير، وخالد حسنين، ومحمد دراز.
ولم يكتف مغاوير أجهزة أمننا بالقبض على الشيوخ.. بل ضربوهم وسحلوهم في الشارع..
فهل كنتم تريدون للأسرة المسلمة في العريش أن تذهب إلى شيخ..
في عهد المماليك.. نعم.. المماليك.. كان المظلومون يستغيثون بالشيوخ..
في عهدك يا جهاز الأمن لا يستطيع مسلم أن يجير مسلما ولا أن ينصف مظلوما.
في عهدك أيها الطاغوت الباطش الجبار يستغيث المظلومون بالقساوسة واليهود.
لقد قدم النائب علي لبن بيانا عاجلا وطلب إحاطة لرئيس الوزراء ووزيري العدل والداخلية حول ضرب وسحل للشيخ السيد عسكر وزملائه لمجرد رفعهم لافتة تُطالب بالإصلاح السياسي أمام مسجد المحافظة بمدينة طنطا التي يُمثلها النائب في البرلمان موضحة -في البيان العاجل- أن قوات مباحث أمن الدولة ورجال الشرطة بالمحافظة قاموا بالاعتداء بالضرب والسحل للشيخ عسكر ومعه مجموعة من العلماء والأئمة والخطباء لمجرد مشاركتهم الوطنية في الوقوف أمام أحد المساجد مع المواطنين ليعبروا عن رأيهم في الإصلاح السياسي والمادة 76 من الدستور التي أقر مجلس الشعب تعديلها.
وقال النائب إنه لم يصدر منهم ما يُعكر الصفو أو يكدر الرأي العام, ولم يحدث منهم أي اعتداء علي الشرطة التي تعمدت ضرب وسحل علماء الأزهر بصفة خاصة, كأنها تتعمد إهانتهم أمام الجماهير, فضلا عما وجهته لهم من ألفاظ نابية وسب وإهانة لعلماء أجلاء من المفترض أن تتباهي بهم مصر لا أن تحرقهم إلي هذا الحد, ثم في النهاية حبسهم دون أي سند قانوني
وفي طلب الإحاطة الذي قدّمه النائب لنفس الوزراء أكد أن ما قام به رجال الشرطة مع الشيخ السيد عسكر وباقي العلماء يعد إهانة لثاني عمامة في الأزهر الشريف بعد عمامة شيخ الأزهر» لما للشيخ عسكر من مكانة بارزة في مصر والعالمين العربي والإسلامي, فهو لم يكن فقط مجرد أحد رموز مجمع البحوث الإسلامية, وإنما له وجوده في الساحة الإسلامية داخليًا وفي بيان عاجل آخر انتقد النائب محمد العزباوي موقف قوات الأمن من شيوخ وعلماء الأزهر الشريف.. مطالبا شيخ الأزهر بالتدخل للدفاع والحفاظ علي هيبة المؤسسة الدينية الأولي في مصر والعالمين العربي المسيحي. وقال: لو كان ما حدث مع الشيخ عسكر ومن معه حدث مع أحد القساوسة فهل كانت الكنيسة ستلتزم الصمت?! بل إنه أكد في بيانه أن أحدًا من رجال الشرطة لم يكن ليجرؤ علي القيام بمثل ما فعل لأحد القساوسة أو أحد رجال الدين المسيحي.
يُضيف محمود زين العابدين: ذهبت إلى طنطا في ذلك اليوم (السبت) لأسلم أذون صرف المكافأة لمديرية الأوقاف بخطابٍ رسمي موجه من إدارة أوقاف قطور، وحينما فرغت من تسليم هذه الأذون- حسب طبيعة عملي الجديد كباحث دعوة- ذهبت أمام كلية التربية انتظر قدوم زوجتي لعلاجها في مستشفى طيبة، وكان الوقت ظهرًا ففوجئت بتجمع كبير من الأئمة والخطباء والمشايخ يخرجون من مسجد المحافظة الذي يقع في الجهة المقابلة لكلية التربية بشارع البحر.
لاحظت خروج الأئمة بزيهم الأزهري فقلتُ لعله اجتماع لهم مع مدير المديرية إلا أنني وجدتهم يهتفون وينددون بما حدث من تدنيس المصحف الشريف، ويطالبون بوقفة جادة رسمية للأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية؛ حيث لم تصدر كلمة واحدة عن مجمع البحوث الإسلامية، ولم يصدر عن شيخ الأزهر بيان كما كان يحدث في مثل هذه المواقف.
وذهبتُ إليهم وأخذتني الحمية والغيرة على ديني وعلى الأزهر الذي أنتمي إليه وفوجئت عقب وقوفي مع الأئمة وترديدي لهتافاتهم بجحافل من قوات الأمن المركزي يحاصرون العلماء، وكان الشيخ سيد عسكر- ولم أكن أعرفه قبل ذلك- قد بدأ في الحديث وفي يده مكبر صوت، وكان حديثه يدور حول هذه الجريمة في جوانتانامو، وأنها لم تدعيها هيئة أو مؤسسه إسلامية، ولم تكشف عنها وسيلة إعلامية عربيه "بل كشفت عنها مجلة (نيوز ويك) الأمريكية؛ حيث أكدت في تقريرٍ لها أنَّ عددًا من المحققين الأمريكيين في معتقل جوانتانامو قاموا بتدنيس المصحف بغرض الضغط على أعصاب السجناء المسلمين!
وأوضح الشيخ عسكر أنَّ مصر الأزهر لا يمكن أن تقبل أية إهانة لكتاب الله، ولا ينبغي أن تصمت أمام جريمة كشفت عنها وسيلة إعلامية أمريكية، فالسكوت في مثل هذه الأحداث يسيء إلى مصر التي لا تدخر جهدًا في الدفاع عن الإسلام وشريعته.
وتساءل: لماذا يصمت الأزهر على الإساءة المتعمدة للقرآن الكريم؟ ولم يكمل الشيخ كلمته حتى أحاط به رجال الأمن يريدون أخذ مكبر صوته منه بالقوة فقال لهم: اهدؤوا ولا تصعدوا الأمر.. أنتم تعلمون أننا مسالمون وما هي إلا وقفة سلمية نُوصِّل بها رسالتنا ثم تنتهي في هدوءٍ وسلام إلا أنهم أبوا إلا التصعيد وضربوا الشيخ وأهانوه وأوقعوا عمامته على الأرض، وانهال جنود الأمن المركزي على الأئمة الذين تجمعوا حول الشيخ الكبير (72سنة) يدافعون عنه ويحمونه من ضرب رجال الأمن وانهالت عليهم الهراوات والعصي، وأصابت العديدَ منهم، ولم يكتفوا بذلك بل أخذوهم في عرباتهم وصوروهم بالفيديو وهم يركبونها، وكنت معهم حيثُ لم أتمكن من مغادرة المكان.
وتمَّ إيداعنا في معسكر الأمن المركزي وظللنا فيه من ظهر السبت حتى الحادية عشر والنصف مساءً ثم نادوا على تسعة أئمة كنت واحدًا منهم وأخذونا واتجهوا بنا إلى مقر أمن الدولة بطنطا ووضعونا في غرفة حجز ضيقة، وبدأوا في استجوابنا واحدًا تلو الآخر وعلى أعيننا عصابة قذرة، واكتشفت أنَّ في جسدي كدمات زرقاء وحمراء من أثر الضرب بالعصي، وظللنا في الاستجواب حتى الثالثة فجرًا، وأخلوا سبيلنا نحن التسعة عصر يوم الأحد 15/5/2005م بعد أن عملوا لنا فيش وتشبيه في الأيدي والأرجل وكأننا مجرمون وليس علماء مبجلون!! وعلمنا منهم أنهم قد رحمونا؛ لأن الباقين من المشايخ والعلماء قد تمَّ عرضهم على النيابة بالقاهرة التي حبستهم 15 يومًا على ذمة التحقيق في سجن طرة.
هكذا يعاملون شيوخنا..
فهل كنتم تريدون للأسرة المسلمة في العريش أن تلجأ إليهم؟.
انظروا أيضا كيف يعاملون الشيوخ:
أصدرت وزاره الداخلية المصرية بتاريخ 28/3/2010 قرارا باعتقال إداري بحق ثلاثة من أئمة المساجد التابعين لوزارة الأوقاف المصرية وهم :
1- الشيخ عبد الفتاح فرج-مركز بيلا
2- الشيخ عبد المقتدر عبد الكريم عبد المقتدر- قرية النطاف
3- الشيخ عبد الله حماد- قرية الكفر الجديد
وكان الثلاثة ضمن مجموعة تتكون من 11 شخصا و كلهم من الأئمة و المشايخ التابعين لوزارة الأوقاف المصرية بمحافظة كفر الشيخ. وتعود الوقائع إلى تاريخ 25 فبراير الماضي حيث قامت مباحث أمن الدولة مدعمة بقوات من الأمن المركزي بإلقاء القبض عليهم دون سند قانوني أو إذن قضائي، واقتادتهم إلى ترحيلات كفر الشيخ. ودام هذا الاحتجاز أكثر من شهر دون عرضهم على النيابة العامة أو أية جهة قانونية أخرى مع حرمانهم التام من الاتصال بالعالم الخارجي سواء تعلق الأمر بمحامييهم أو عائلاتهم.
وأفرجت مباحث أمن الدولة بتاريخ 29/3/2010 عن ثمانية من الأئمة. وتحدث المفرج عنهم عن التعذيب النفسي و البدني والمعاملة السيئة التي لاقوها في سجن ترحيلات قسم كفر الشيخ ؛ حيث زُجَّ بهم وأفراد آخرين من الجنائيين و ذوى السوابق وكان عددهم 24 شخصًا في غرفة لا تتعدى مساحتها خمسة أمتار مربعة، لا يوجد بها إلا شباك واحد لا يتجاوز عشرين سنتيمترا مربعا لا يسمح بتجديد الهواء، كما أن الطعام كان رديئا وبكميات ضئيلة لا تكاد تسدُّ رمقهم، وإمعانا في التنكيل بهم حرموا من دخول الطعام و الملبس إليهم من أهاليهم .
فهل كان الباطش الجبار يجرؤ على أن يفعل هذا في قسيس أو فيمن يلوذ بقسيس.
***
لقد منع الباطش الجبار آلاف المصلين من أداء صلاة الجمعة في مسجدي الأزهر والفتح، بعد أن دعت الجماعة المواطنين لأداء صلاة الغائب على شهداء غزة والتظاهر نصرة لأهلها.
فهل كان يجرؤ على فعل ذلك في كنيسة.. حتى لو استنجد روادها بشارون؟!
ولقد نشرت الصحف ووكالات الأنباء سابقةٍ خطيرةٍ حين قامت قوات الأمن بإغلاق مسجد الفتح في وجه المصلين، ومنعت دخول أحد إلى المسجد بدون إبراز تحقيق شخصيته، فضلاً عن اعتقال أي فرد من خارج محافظة القاهرة، رغم أن موقع هذا المسجد بالقرب من محطة سكك حديد مصر؛ مما يجعل أغلب مرتاديه من خارج القاهرة. ووقف الرائد طارق جلال من مباحث أمن الدولة على الباب الرئيسي للمسجد؛ للاطِّلاع على البطاقة الشخصية للمصلين قبل دخول المسجد، ولم يسمح إلا بدخول أبناء المنطقة المحيطة للمسجد، وبدا المسجد خاليًا إلا من 5 أو 6 مصلين..واحتلت قوات الأمن جنيات المسجد، وظهر عدد من جنود الأمن المركزي الذي يرتدون زيًّا مدنيًّا ويحملون جهاز اللاسلكي، كما منع الأمن النساء من الصلاة في المسجد، مبرِّرًا ذلك بأن هناك إجراءَ إصلاحات، وهو غير حقيقي!!. بل لقد استدعت قوات الأمن المصري خطيب مسجد الفتح قبل صعوده المنبر، وشددت عليه بعدم الحديث


الكاتب: أبومحمد العراقي
التاريخ: 21/04/2010