أمّ الحقارة ..غفر الله لنا

 

حروف العجز أخـطّ لكمْ خطابْ ...
فتمنّوا أو فكونوا بعده إن شئتم سرابا أو ترابْ ........
ذاك رجلٌ .. و الرجالُ دموعهم عجب عُجابْ ..
ذاك رجلٌ .. يعملُ .. يسعى .. في درب الّصوابْ ..
ذاك رجل .. يكدحْ .. ذا دينٍ و تقوى ..ومن أهل ِ المتابْ.
هو زوجٌ نصوح .. ألبس الزوجة سترًا و حجابْ ...
هو والدُ طفل .. قد رعاه بكل نُـصْبٍ و عذابْ ..
كان في مهنةِ أهلِهْ .. لم يقصّـرْ في طعام ٍ أو شرابْ ..
كان حافظ بصرِهْ .. كان يخشى سوءَ خزي ٍ و عقابْ ....

ثمّ فجأة ...
أمسكَ الجوالَ يلهو ..
ليته ما كان يغفو ..
إنّه جوالُ زوجه ْ ..
لم تصنْ في الشرع ِ عِشره ْ ..
خانت الزوج َ و بيتَـهْ ..
ليته لم يدر ليتَـهْ ...
خانت الّزوج بقبح ْ ..
طعنته كطعن ِ رُمح ْ ...
طعنته و في الّصميم ..
كيف تفعلُ يا كريم ؟؟
زوجة خانت و بانت ..
غدرت لمّا استهانت ...
إنها كلمات عاشق ..
إنها من عند فاسق ...
إنه ذئبٌ لئيم ..
دمّر الرجل الحليم ..
إنّها أمّ الحقارة ..
كيف خانت بقذارة ..
كيف تنسى حبّ طفلٍ ..
أرضعته بظلم ِ ليلٍ ..
كيف تترك صدقَ صادق ..
لم تعجل للمنافق ؟؟ ..
يا خسارة ..
إنّها أمّ الحقارة ...


أيها الزوج تمهل ..
أنت أكبر بل و أعقل ..
لا تلوث طهر كفك ..
هي لا تستأهل لمسك !
امسح الهم و دمعك ..
كذب القلب و عينك .....
إن نسيانك نعمة ...
إنما النسيان رحمة ..
إنها أم الحقارة ...
.......

أنا لا أبكي عليها ..
ربنا هان لديها ...
أنا أبكي طهر طفلي ..
أنا لا يستوعب عقلي ...
أنا و الله محطم ..
طفلنا اليوم تيتّم ...
كم هلكت لأجل بيتي ..
كم تعبت بكل وقتي..
كم تفانيت بصمتْ ..
إنني و الله ميْـتْ ..
لم تطعنُ بالشرف ؟
لم تسرفُ ذا السرف ؟
لم تجزيني بسوء ..
لم تغدرُ في هدوء ؟؟
لم أقصر في حياتي ..
إنه يوم مماتي ...
إنه طفل العنا ..
أمّه اليوم أنا ..
إنها أم الحقارة ......
يا امرأه ...
إنني اليوم مفارقْ ...
أنت طالق ثم طالق ثم طالقْ ..


و مضى بابن لطيمْ ..
ضمه و هو كظيمْ ..
يا بني افهم شعوري ...
يا بني ارحم ضميري..
أنا ما رمّـلتُ أمكْ ..
هي باعتكَ بغيركْ ..
هي خانتْ و الخيانة مرة ..
هي منذ اليوم حرة ...
فلتخنْ ..
أنا لا أرضى المذلة و الوهنْ !
أنا كالجمل أغار ..
ربنا أيضا يغار ..
يا بني اعذر أباك ..
أنا و الله فداك ..
أنا رجل يا بني...
فالتمس عذرا إلي ّ ..........

يا أبي ..
أنا طفلٌ و رضيع ..
أرتضي أني أضيع ..
أن أضيع بلا رجوع ..
دون ذلّ ٍ أو خضوع ..
أنا طفلٌ و أغار ..
كيف تلتمس اعتذار ؟
أنا رجلٌ يا أبي ..
و الرجولة مذهبي ..
قد خلصْتَ بنطق كِلْمة ..
كانت الطلقة ُ حكْمة ...
لا تفكّر في مصيري ..
لا يحركك بكائي أو شعوري ..
إن أردت الهمّ فاعلم ..
أن حالك من بنيّك أرحم ...
قد برأت بنطق كِلْمات كَليمة ..
لكن البلوى لديّ ... كيف أبرأ ُُ من أمومتها العقيمة !

إنها أم الحقارة ..
حين باعتني بغيري ..
حين طعنتني بصغري ..
حين باعتني ببخسْ ..
حين ما كانت تحس ْ..
حين تركتـني لطيمْ ..
أهي أم يا عظيمْ ؟
إنها و الله أمّ .. إنها أمّ ُ الحقارة ..
كنت ألعب في براءة ..
لم أصدق ذي الجراءة ..
أول الأيام ظنّي ...
أنها فيك تغنّي ..
كم سعدتُ لصدق أمي ..
كنت أجزيها بضمّي .
ثمّ فجأة ..
لم أصدق ما رأيتْ ..
عاشقٌ في عُقر بيت !
إنه بيت أبي ..
بيت عزّ ٍ عربي ...
أدخلته و مازحتهْ ..
كلمته و قربتهْ !
كم صرختُ .. و كم بكيتْ ..
كم حزنت لما رأيتْ ..
بعدهاااا !
كنت أبكي طول يومي ..
كنت أحترق بهمي ..
قد حملت الهم طفلا !
و خفضت الرأس ذلا !
كم مرضت و كم ضعفتْ ..
كنت أحيى شبه ميْـتْ ..
كنت ألتهب بنارْ ..
و على وشك انهيارْ ...



كنتَ تحسُبني عليلْ ..
و أنا قلبي شليلْ ..
كنت محمومًا و أغلي ..
حرقة ً لعفاف أهلي ...

كنتَ تسعى للطبيب ..
كنت تدعو بنحيب ..
يا إلهي احفظ بنيّ ْ ...
هو أغلى ما لديّ ْ ...
كنت أرجو نطق حرفْ ..
بل كلاما فيه قذفْ !
ثم أسكت طول عمري ...
فأنا الإخفاق قدري ...

.....



قال مهلا ً ....
يا بني كفى ..
دام ولدي قد وفى ..
فالحياة بها أملْ ..
فلنعاود للعملْ ..
و لنعاهد ربنا ..
أن نطبّق شرعنا ..
قال عذراً يا أبي ..
و تحمّل مطلبي !
بدل الزوجة زوجة ..
أكمل العيش بأخرى ..
و تمنّى و تهنّى..
و اجعل البيت كجنّه ْ ..
و أنا ..... عذراً أبي ..
فالتراب اليوم غاية مطلبي ..
إنها أم الحقارة ..
حرمتني من حياتي و أبي ....... الوداع الوداع الوداع يا أبي ...



جمانة ( 11 )


الكاتب: أم عبدالله آل الشيخ
التاريخ: 08/01/2008