تعليق على ما جرى في جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي

 

إذن فقد شاء الله لسورية الحبيبة ..... سورية الشريفة ....... سورية الطاهرة .....سورية النقية ......سورية التي كانت في يوم من الأيام عاصمة الخلافة و سرة الأرض ، و كان منها في تلك الأيام يحكم العالم و تساس شعوبه ، لقد شاء الله تعالى - إذن – لسورية أن تشهد في هذه الأيام من غدر نظام الأسد و عسفه و ظلمه ما تنشق منه الأرض و تخر له الجبال هدا ؛ و كلنا قد سمع بما جرى ليلة القدر ...تلك الليلة الشريف المباركة التي تعدل عند الله ألف شهر ... حيث حاصر الأمن الناس في جامع عبد الكريم الرفاعي و هاجموهم و حطموا كل ما وجدوه أمامهم من متاع المسجد ثم تمادوا في العسف و الطغيان فاعتدوا بالضرب على الشيخ أسامة الرفاعي و اعتقلوا ابنه بلال الرفاعي .
ألهذا الحد بلغ السخف ببشار الأسد و نظام بشار الأسد ؟؟
أوصل بهم إرهابهم إلى أن يدنسوا المساجد و يعتدوا على من فيها ثم يعتدوا بإلضراب على عالم من علمائنا الأتقياء الأنقياء فلا يتركوه إلا و هو بين الحياة و الموت ؟؟
إن هذا الشيء الذي جرى في ليلة القدر في جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي لهو دليل يقيني على أن نظام الأسد نظام قمعي استبدادي جائر لا أمل فيه بإصلاح أو تشييد أو بناء ، و أن هذا النظام لا هم له إلا البقاء على كرسي الحكم سواء رضي الشعب أو أبى ، و سواء عاش الشعب أو مات ، إن هذا الأمر ليس في دائرة اهتماماته ، بل كل ما يهمه البقاء في السلطة ليس إلا ، و هو لا يني عن استعمال أقبح و أحط الوسائل في قمع المتظاهرين و ملاحقة الثائرين حتى و لو وصل به الأمر إلى اقتحام المساجد و الاعتداء على أهلها و ضرب شيوخها و أئمتها .
هل هذا الذي جرى في ليلة القدر في جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي مما يقره دين أو شريعة ؟ و هل هو شيء ترضى به الأعراف الدولية و الشرائع الدولية ؟ و هل هو شيء تعترف به ضمائر الشرفاء و مبادئ الأحرار ؟
و الله لو أن مكيافيللي نفسه عاد إلى الحياة و رأى ما يمارسه نظام الأسد من سفك و قتل و اضطهاد و اعتقال لثارت ثائرته و حميت حميته للمنكوبين و المظلومين و المضطهدين ....
وو الله لو أن إبليس – و هو من هو في استفحال الشر و الانتصار له حتى ضرب به المثل فقيل شر من إبليس و عمل إبليسي – أقول لو أن إبليس نفسه سئل عن هذا الذي يمارسه نظام الأسد من الإرهاب و التشريد لقال : و يل لهذا الأسد .... أما له ضمير ؟...
و نسأل أنفسنا هل هذا الذي حصل خير ؟ بمعنى هل في تمادي نظام الأسد في هذا الغباء الأمني في محاصرة الثورة هو خير لنا ؟
و الجواب أجل هو خير لنا ، و الدليل واضح جلي و نضربه من ثورتنا نفسها حيث إن هذه الثورة المباركة تفجرت أول ما تفجرت من غباء مدير الأمن العسكري في درعا و هو عاطف نجيب و سوء سياسته الأمنية و استكباره و ظنه أنه إن سكت الناس عن مظالمه يوما بعد يوم فإنهم سوف يستكينون أبد الدهر و يسكتون طول العمر ، ولكنه عندما اعتقل أبناءهم و بعد أن جاء آباؤهم يطالبون بهم و بعد رده عليهم أن عليهم أن ينسوا آباءهم و قال كلمة لئيمة خبيثة تفجرت الثورة و صاح الناس في وجه الظالمين كلا ..أجل ....كلا .....لقد صبرنا عليكم طويلا ..... طويلا .... طويلا ....و لكن الآن و في هذه الظروف آن لنا أن نقول كلمتنا ، و كانت خاتمة هذا المتكبر عاطف نجيب أن أحرقت سيارته و ما نجا من الموت إلا بأعجوبة حيث هربه موظف في البريد على دراجة نارية .
والآن و بعد كل هذه المجازر و كل هذه الجرائم التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه الأعزل ، شعبه الذي و قف في وجه النظام الظالم المستبد و طالب بالحقوق ، شعبه الذي كانت ثورته و لم تزل و ستبقى ثورة سلمية شريفة نقية طاهرة ......بعد كل هذه المجازر هل سيبقى نظام الأسد يعتلي سدة الحكم شامخا على الناس ، رافعا أرنبة أنفه كبرا و عتوا و بلاهة على شعبه الحر، أطرش عن سماع صوت الشعب و الإصغاء لمطالبه الحرة الكريمة المشروعة ....؟؟
هل سيبقى هذا النظام الآثم الظالم المجرم يحكم سورية و يسوم أهلها من القتل و التشريد و يذيقهم من سياط الذل و الاضطهاد و الإرهاب .؟
لن نجيب على هذا السؤال الآن و لكن الشعب هو الذي سوف يجيب ......

بقلم محمد الشامي



الكاتب: محمد الشامي
التاريخ: 28/08/2011