رسائل من رحم الثورة السورية (1) نحن تكفيريون فماذا عن باقي الأمة الإسلامية؟

 

رسائل من رحم الثورة السورية (1)
نحن تكفيريون فماذا عن باقي الأمة الإسلامية؟
نحن نؤمن بقول الله تعالى: (يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير. هو الذي خلقكم فمنكم كافرٌ ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير) ؛ وعليه فإننا في سوريا نؤمن أن من الناس من هو كافرٌ ونسميه باسمه الذي سمّاه الله به، وأن منهم من هو مؤمنٌ ونسميه باسمه الذي سمّاه الله به، ونحن بهذا المعنى تكفيريون وإسلاميون، فماذا عن باقي الأمة الإسلامية؟
ونحن نؤمن بقول الله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم) ؛ وعليه نؤمن بكفر من ادعى ألوهية عليٍ رضي الله عنه وبرأه مما قالوا، ونؤمن أن من دعا الناس إلى تأليهه أو تأليه أحد من المخلوقين فهو كافر، ومن رضي ذلك فهو كافر، ومن رضي تأليه الناس له فهو كافر، ونحن بهذا المعنى تكفيريون، فماذا عنك يا أمة الإسلام؟
ونحن نؤمن بقول الله تعالى: (هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قُطِّعت لهم ثيابٌ من نارٍ يُصبُّ من فوق رؤوسهم الحميم. يُصهر به ما في بطونهم والجلود. ولهم مقامع من حديد. كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غمٍّ أُعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق. إن الله يُدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناتٍ تجري من تحتها الأنهار يُحلَّون فيها من أساور من ذهبٍ ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير. وهُدوا إلى الطيب من القول وهُدوا إلى صراط الحميد) ؛ وعليه فإننا نؤمن بأن من خاصم في ربه بالباطل ودعا الناس إلى عبادة المخلوق من دون الله فهو كافر فاجرٌ في خصومته، ومآله إلى خزي الآخرة وعذابها المهين، ونؤمن أن من خاصم في الله بالحق ودعا الخلق إلى عبادة الخالق من دون المخلوقين فهو مؤمن ومآله إلى عز الآخرة ونعيمها المقيم، ونؤمن أن في سوريا اليوم كافرٌ ومؤمنٌ يتخاصمان في الله، ونحن بهذا المعنى تكفيريون وإسلاميون، فإلى أي الفريقين ينحاز باقي الأمة الإسلامية؟
ونحن نؤمن بقوله تعالى: (وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جُناحٌ أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدواً مبيناً) ، وقوله تعالى: (والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين) ، وقوله تعالى: (ربنا لا تجعلنا فتنةً للذين كفروا) ، وقوله تعالى: (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق) ؛ وعليه نؤمن أن الذين يفتنون المؤمنين والمؤمنات عن دينهم كفارٌ، وأن الذين يقبضون على دينهم في هذه الفتن قبضهم على الجمر مؤمنون، ونحن بهذا المعنى تكفيريون وإسلاميون، فماذا عن باقي الأمة الإسلامية؟
ونحن نؤمن بقوله تعالى: (وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتِلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون. ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم وهمُّوا بإخراج الرسول وهم بدؤوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين) ؛ وعليه نؤمن بأن من طعن في دين الإسلام كافر، وأنه مع كفره غادرٌ لا عهد له، ونؤمن أن من تصدى لإجرام هؤلاء الكفار منقطعةً عنه أسباب الدنيا بأسرها متجرداً في خشيته لله وحده فهو مؤمن، ونحن بهذا المعنى تكفيريون وإسلاميون، فماذا عنك يا أمة الإسلام؟
ونحن نؤمن بقوله تعالى: (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتِلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) ؛ وعليه نؤمن بأن من قاتل في سبيل الطاغوت كافرٌ، سواء أكان الطاغوت حزباً بغيضاً، أو فرعوناً حقيراً، أو فرقةً مارقةً زنديقة، ونؤمن أن من قاتل هذه الطواغيت في سبيل الله وجاهدهم بقلبه ولسانه ويده فهو مؤمن، ونحن بهذا المعنى تكفيريون وإسلاميون، فماذا عن باقي الأمة الإسلامية؟
ونحن مع إيماننا بأسماء الدين التي بينها الله تعالى في كتابه، نرتب على هذه الأسماء أحكام الدين التي شرعها الله تعالى؛
فنرتب على اسم الإيمان والكفر حكم الدين الوارد في قوله عز وجل: (يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً) ، وقوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يُخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي تُسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل) ، وقوله تعالى: (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تَولَّوهم ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون) ؛ وعليه فإنا نوالي المؤمنين ونبرأ من الكافرين، كما نعادي الكافرين المحاربين ومن أيدهم وظاهرهم على المؤمنين بقوةٍ أو سلاحٍ أو رأيٍ أو مشورةٍ أو مساندةٍ معنوية أو قولية أو فعلية فهم بذلك وإياهم في الكفر وسواء، ونحن بهذا المعنى تكفيريون وإسلاميون، نوالي رجال القرآن في ربوع الشام ونبرأ من ونعادي شرذمة الزندقة الباطنية وعصابة الإجرام، فأي الفريقين توالين يا أمة الإسىلام وأي الفريقين تعادين؟ فوالله إن من تولى قوماً فهو منهم، ومن تبرأ من قومٍ فقد خرج عنهم...
كما نرتب على اسم الإيمان والكفر أحكامهما الواردة في قوله عز وجل: (براءةٌ من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين. فسيحوا في الأرض أربعة أشهرٍ واعلموا أنكم غير معجزي الها وأن الله مخزي الكافرين) ، وقوله عز وجل: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلُّوا سبيلهم إن الله غفورٌ رحيم) ؛ وعليه نقاتل كل كافرٍ محاربٍ في أرض الشام ونتربص به وبكل من والاه وأيده وظاهره ونقعد له ونستبيح قتله جزاءً وفاقاً، ونؤمن أن قتلاهم في النار وقتلى المؤمنين في الجنة، ونحن بهذا المعنى تكفيريون وإسلاميون، فماذا عنك يا أمة الإسلام؟
إذا تبين ما تقدم، فعلى كل مسلم أن يدرك أن رحى المعركة اليوم في الشام إنما تدور بين الإيمان والكفر، بين الحق والباطل، بين أهل الإيمان وأهل الأوثان، بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ولن يثنينا عن الانحياز إلى معسكر الإيمان تشويش الناعقين بأننا تكفيريون؛ فنحن تكفيريون على مراد الله ورسوله لا يضرنا تلبيس إبليس ولا يضرنا جنود إبليس أجمعون، ولتسعف شرذمة الباطنية النصيرية العلوية الكافرة جموع الكفر العالمي أجمع من روسيا الشيوعية وإيران المجوسية وحزب اللات الروافض الصفوية، وأمريكا وشقيقاتها الصليبية، ومنافقي العرب العلمانية، وربيبة الجميع الصهيونية الإسرائيلية، فإن هؤلاء جميعاً هم الأذلون كما أخبر الله تعالى: (إن الذين يُحادُّون الله ورسوله أولئك في الأذلين. كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قويٌ عزيز) ، ولكن عتبنا على أمة الإسلام التي لا تزال تتردد في تكفير هؤلاء وتكفير أعوان هؤلاء، ولأجل هذا التردد والغفلة عن أسماء الدين فهي تضيع أحكام الدين أيضاً، فلا يخطر ببالها وجوب تجييش الجيوش نصرةً للفئة المؤمنة المجاهدة على الشرذمة الحقيرة الكافرة، وكيف يخطر ذلك ببال الأمة وهي منقسمة بين شعوب مدجنّة تنتظر إذن ولي الأمر، وولاة أمور مدجنة تنتظر إذن أمريكا، وبين هؤلاء وهؤلاء علماء سوء لا يزالون يلبسون على الناس مصطلح ولي الأمر غير شاعرين أن سيل الثورة الجارف سيرمي بهم في مزابل التاريخ، لأن لهم من هذا التدجين حظاً وافراً، ولقد قرر المجاهدون في سوريا تدمير كل هذه المداجن، فإن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب...
وكتب/
وسيم فتح الله


الكاتب: د.وسيم فتح الله
التاريخ: 01/06/2012