الإمارة // بيان حول الذكرى الـ 31 لهجوم الجيش الأحمر على أفغانستان – 26/12/2010

 

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان الإمارة الإسلامية حول الذكرى الـ 31 لهجوم الجيش الأحمر على أفغانستان


يوم السادس من شهر جدي الجهري الشمسي يوافق 27 من شهر ديسمبر (كانون الأول) هو يوم هجوم الإتحاد السوفيتي السابق على أفغانستان، فقبل ثلاث عقود في مثل هذا اليوم قام 700 جندي روسي يرتدون زي الجيش الأفغاني، بقتل رئيس الحزب الشيوعي الأفغاني/ حفيظ الله أمين في قصر تاج بيغ غرب مدينة كابل عاصمة البلاد، ومع قتله على الفور شرع الإتحاد السوفيتي إدخال 80,000 مقاتل جوا وبرا إلى أفغانستان، وبلغ عددهم في آخر الأمر إلى 150,000 جندي روسي .

ونتيجة هذا التجاوز الجائر والخارق للمروءة من قبل الإتحاد السوفيتي الجار الشمالي لأفغانستان، أقبل الشعب الأفغاني على الجهاد المسلح المبني على الذب عن الدين والدفاع عن العرض والوطن، ونتيجة هذا الهجوم السوفيتي الوحشي تنشطوا أكثر في كفاحهم المسلح المبدوء من ذي قبل ضد الحكومة الشيوعية المحلية.

واصلت قوات الإتحاد السوفيتي منذ ديسمبر عام 1979م إلى شهر فبراير عام 1989م قرابة عشر سنوات، بذل طاقاتها، وجربت قدراتها في الحرب ضد الشعب الأفغاني المسلم والمحب للحرية؛ لكن مع مرور بضعة السنين، وتبديل الإستراتيجيات وتغيرها وزيادة القوات الغازية.. لم يلمح أي مكسب للعدو، بل على العكس فإن إطالة الغزو وتوسعة ساحة التورط العسكري تحول الوضع إلى شكل أزمة عميقة واسعة، عجز الاقتصاد المأزوم للإتحاد السوفيتي عن احتوائها أكثر من ذلك، ولذلك اضطر رئيس الإتحاد السوفيتي الأخير غروباتشوف على الإعتراف بالحقائق في أوائل عام 1989م، واعتبر معركة أفغانستان جرحا ناسوراً، والسبب الرئيسي للأزمة السوفيتية، وعزم على وضع نقطة النهاية لاحتلال أفغانستان.

إن حرب الاتحاد السوفيتي في أفغانستان وهزيمتها، إن كانت قد تم تعبيرها من الناحية الحماسية معجزة القرن، وأثبتت أن الشعب الأفغاني مرة أخرى أنقذ العالم من غول عالمي آخر، ومن جهة آخر اعتبر زعماء الإتحاد السوفيتي هذا التجاوز أكبر خطأ ارتكبوه في تاريخهم، حيث إنهارت من جرائها إمبراطورية الإتحاد السوفيتي العظيمة، وانتهى الحكم الشيوعي في قارة آسيا المركزية وأوروبا الشرقية، وتفكك حلف وارسو، وانهار جدار برلين، وبشكل عام زال الرعب الشيوعي المنتشر في أنحاء العالم بأسره.

وبعد انهيار الإمبراطورية الشيوعية بعون الله ومن ثم بجهاد الشعب الأفغاني، تهيأ الوضع للإمبراطورية الغربية، لإستعراض عضلاتها وتفرد جبروتها في العالم، فالجبروت الأمريكي بدلا من أن يتعظ من النهاية المفتحضة للإتحاد السوفيتي، على العكس أخذ في إحتلال الشعوب المستضعفة واضطهادها.

وهذه النشوة من الجبروت والإنفراد أخذت الأمريكيين بالإثم حتى فكروا مثل الإتحاد السوفيتي في الهجوم على الشعب الأفغاني المظلوم، وتلطيخ هذا الشعب في دمائه بأسلحتهم المتطورة مرة أخرى، واحتلال أرضهم ووطنهم.

وأخيرا شرع الأمريكيون في إشباع هوسهم المشؤوم، وكالإتحاد السوفيتي حسبوا هضم أفغانستان أمرا سهلا ويسيرا، وإن موظفي إدارة العملية في كابل أيضاً كانوا يقدمون المشورة للبيت الأبيض بشن الهجوم على أفغانستان، وخدعوا بذلك المسؤولين الأمريكيين واستخدموهم من أجل العثور على المناصب، والإقتدار لأنفسهم ، والآن أيضا يحاولون إبقاءهم بعيدا عن الحقائق الميدانية بأفغانستان، ويشيرون عليهم مزيداً من التعدي والظلم والاستبداد على الشعب، والإحتلال أيضا وفق عادته سحب الحرية من الشعب الأفغاني الباسل تحت شعارات الديموقراطية المخادعة، وملأ سجون قندهار وبجرام وعشرات سجون أخرى من المدنيين الأفغان الأبرياء، و خيموا جواً من الإرهاب في جميع أنحاء البلد نتيجة مداهمات ليلة لمنازل الأهالي وسلوك وحشيي، فهؤلاء أيضا كأسلافهم يظنون أن الظلم والبربرية سيسوقهم إلى الفوز والنصر وسيخضعون الشعب الأفغاني بالجبر والإكراه، لكن رغم مرور عشرة سنوات لم يتمكنوا من تسخير أفغانستان والتسيطر عليها، ولم يتمكنوا من القضاء على المقاومة الجهادية، وإن شاء الله ستكون أفغانستان ناسوراً للغزاة المحتلين، وسيدفن هذا الإحتلال الجائر هنا أيضاً.

إن الإمارة الإسلامية بمناسبة الذكرى الـ31 للغزو السوفيتي، تندد بذلك الغزو، وتعتبره سببا للحروب التي استمرت لمدة 30 عاما في أفغانستان، وإغتناماً لهذه الفرصة تذكر المحتلين الأمريكيين كي يفكروا بحكمة وبصيرة ويتعظوا من النهاية المفتحضة للإتحاد السوفيتي، ويخرجوا قواتهم من أفغانستان عاجلاً غير آجل.


إمارة أفغانستان الإسلامية
20/01/1432هـ – 26/12/2010م


مواقع إمارة أفغانستان الإسلامية التي تعمل الآن على شبكة الإنترنت
صفحة (صوت الجهاد)
www.alemarah-iea.net
موقع (مجلة الصمود)
www.alsomod-iea.com


وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (البقرة11)
أَلَا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (البقرة12)



معلومات: الناطق الرسمي لإمارة أفغانستان الإسلامية
قاري محمد يوسف (احمدي)
للمناطق الجنوب الغربية والشمال الغربية في البلاد
ذبيح الله (مجاهد)
للمناطق الجنوب الشرقية والشمال الشرقية في البلاد

والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين
اللجنة الإعلامية لإمارة أفغانستان الإسلامية
------------------------------------------------------
المصدر / صفحة (صوت الجهاد) في 27/12/2010
موقع رسمي لإمارة أفغانستان الإسلامية


الكاتب: احمد الظاهري
التاريخ: 28/12/2010