أهمية التربية البدنية و العسكرية في زمن الثورات

 

في الحديث الموقوف على سيدنا عمر رضي الله عنه ( علموا أولادكم السباحة و الرماية و ركوب الخيل ) إشارة إلى هذه التربية و ترغيب فيها وحث عليها
لم يغب عن بال عمر العظيم رضي الله عنه اهمية كون الانسان المسلم - أو الجندي المسلم باعتبار أن كل مسلم هو جندي من جنود الإسلام - لم يغب عنه كون المسلم مطلوب منه أن يدافع و ينافح عن شرع الله و منهجه في هذه الارض و الذي هو الإسلام ، و أنه سياتي عليه يوم يحتاج فيه إلى قوته البدنية و تربيته العسكرية ليستخدمهما في هذا الدفاع
و في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف و في كل خير )
فالمؤمن هو خير على أي حال ، و لكن المؤمن القوي الحائز على أسباب القوة ( الموجودة في عصره ) المتمكن من أساليبها الكثيرة المتنوعة ، الجامع لأسسها و مفاهيمها : هو خير عند الله و أحب إليه من غيره من المؤمنين المتكاسلين أو الضعفاء أو الراغبين عن القوة لسبب من الأسباب
و حين نطبق هذه المفاهيم على واقعنا الحالي نجد تصديق هذا الكلام
و إنما احتاجت الدول العربية الاسلامية التي فجر أهلها هذا الربيع العربي إلى القوة البدنية و العسكرية مثل ما احتاجت إلى غيرها من القوى المختلفة ، بل وربما إلى اكثر مما تحتاج إلى غيرها من القوى في بعض الاحيان
و أكثر بلد احتاج إلى هذه القوة - بعد ليبيا - هو سوريا : فواقع الجيش الحر فيها يقتضي ألا ينضم إليه من أبنائها إلا من حاز من قوة البدن و متانة البنية و المعرفة بالسلاح و أنواعه و المران على استخدامه ما يؤهله لمجابهة العدو و مقارعته ، و من المعلوم أن قادة هذا الجيش الحر ليس في استطاعتهم أو ليس في مقدور الزمن أن يسعفهم في القيام على تدريب أولئك المتطوعين غير المكتسبين لهذه القوة
وكم رأيت و أرى كثيرا من إخواننا ممن حرموا من هذه القوة أو تكاسلوا في الماضي عن اكتسابها ، كم أرى من حزنهم و اغتمامهم لأجل أنهم حرموا من الانتساب للجيش الحر و المشاركة في الدفاع دينهم و وطنهم و إخوانهم المستضعفين في الارض ، و لعل الندم ينتابنا و ينتابهم حين فرطنا فيما سلفت لنا من أيام في تقوية أبداننا و اكتسابنا مهارات التدريب العسكري و الاغتراف من معين هذه القوة التي ما فتأ القران و ما فتأ النبي صلى الله عليه وسلم يحثنا عليها و يدعونا إلى اكتسابها
و لعلك أن تقف معي عند هذه الاية الكريمة ( و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة )
انظر إلى قوله ( و أعدوا ) كيف انه أمر كل مسلم يريد لدين الله أن يعلو و لراية التوحيد أن ترفرف فوق سماء هذه الأرض أن يعد و يجهز ( ما استطعتم ) و ما للإطلاق أي كل ما قدرتم على إعداده على الإطلاق ( من قوة ) هكذا جاءت نكرة من دون تعريف و لا حصر بمعنى واحد ، و القوة على أنواع و تنقسم إلى أقسام فمنها القوة الاعلامية ومنها العلمية و منها الروحية الايمانية و منها الكتابية و منها الخطابية و منها الاقتصادية ......... الخ من اصناف القوة و على رأس هذه القوى : التربية البدنية و العسكرية ، تربية أجساد المقاتلين و تدريبهم على استخدام السلاح ، و أمر اخر مهم - ولعله من أولويات ما يجب إعداده - و هو ( صناعة ) السلاح بدليل قوله بعد ذلك ( ومن رباط الخيل ) و الخيل كانت في زمنهم كالناقلة الحربية في زماننا
فيا إخواننا القراء أنصح نفسي وأنصحكم بعدم التكاسل عن الإعداد الجسدي و العسكري و ذلك بممارسة أسباب هذه القوة من رياضة و تغذية جيدة وتدريب عسكري ، و كل هذه - كما رأيت - معان شريفة حثنا عليها القران و رغبنا بها النبي صلى الله عليه وسلم
و صدق الله ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )


الكاتب: بقلم : محمد كساح
التاريخ: 08/05/2012