شرح الأصول الثلاثة في الجهاد

 


بسم الله الرحمن الرحيم ،،
والصلاة والسلام على نبينا محمد ومن تبعه الى يوم الدين ،،

أما بعد ،،،

قال الماتن "غفر الله له" ( في ذاك الزمان حين اجتمعت أيادي الكفر لخلع الإسلام
انبرت لهم طائفة من المؤمنين .. فردوا كيدهم .. وكان من أصولهم أمور :
أولاها الإخلاص )

قال الشارح (ابن القيم ) "غفر الله له " ( النية هي رأس الأمر وعموده ، وأساسه وأصله
الذي يبنى عليه ، فإنها روح العمل ، وقائده وسائقه والعمل تابع لها يبنى عليها يصح
بصحتها ، ويفسد بفسادها ، وبها يستجلب التوفيق ، وبعدمها يحصل الخذلان ، وبحسبها
تتفوت الدرجات في الدنيا والآخرة ) (أعلام الموقعين 4/199)

قال الماتن "غفر الله له" ( وكانت الطائفة تلك مؤمنة محتسبة صادقة وهذا أصلهم الثاني )

قال الشارح "غفر الله له" ( ليس للعبد شيء أنفع من صدقه ربه في جميع الأمور مع صدق
العزيمة ، فيصدقه في عزمه وفي فعله ، قال تعالى ( فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان
خيرا لهم ) فسعادته في صدق العزيمة .. وصدق العمل ) ( الفوائد 328 )

وقال الشارح أيضا (ومن صدق الله في جميع الأمور صنع الله له فوق ما يصنع لغيره
وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الإخلاص ، وصدق التوكل ، فأصدق الناس من صح
إخلاصه وتوكله ) (الفوائد 328)

قال الماتن "غفر الله له" ( وكان من أصولهم التي اتفقوا عليها موافقة لا عمدا لنصر دين
الله آنذاك .. الصبر .. وما أدراك ما الصبر؟! وهو ثالثها )

قال الشارح "غفر الله له" ( إن الله إنما ضمن النصرة لمن جاهد في سبيله ، وقاتل لتكون
كلمة الله هي العليا ، لا لمن كان قيامه لنفسه وهواه ، فانه ليس من المتقين ولا من المحسنين
وان نصر فبحسب ما معه من الحق ، وإذا كانت الدولة لأهل الباطل فبحسب ما معهم من الصبر
والصبر منصور أبدا ،،
فان كان صاحبه محقا كان منصورا له العاقبة ، وان كان مبطلا لم يكن له عاقبة ، وإذا قام
العبد في الحق لله ولكن قام بنفسه وقوته ولم يقم بالله مستعينا به متوكلا عليه مفوضا إليه
بريا من الحول والقوة إلا به ، فله من الخذلان وضعف النصرة بحسب ما قام به من ذلك ..
ونكتة المسألة إن تجريد التوحيدين في أمر الله لا يقوم له شيء البتة ، وصاحبه مؤيد منصور
ولو توالت عليه زمر الأعداء ) (أعلام الموقعين 2/159)

قال الماتن "غفر الله له" ( وبهذه الأصول استطاع بتوفيق الله المؤمنون بجلب النصر لأمة محمد
وارتقائهم على منبر العز الذي رقى علي النبي صلى الله عليه وسلم )

قال الشارح "غفر الله له" ( فلما جلس الرسول على منبر العز وما نزل عنه قط مدت الملوك أعناقها
بالخضوع إليه ، فمنهم من سلم إليه مفاتيح البلاد ، ومنهم من سأله الموادعة والصلح ، ومنهم من أقر
بالجزية والصغار ، ومنهم من أخذ في الجمع والتأهب للحرب ، ولم يدر أنه لم يزد على جمع الغنائم
وسوق الأسارى إليه ) (الفوائد 354)

والحمد لله رب العالمين ،،

الكاتب:
التاريخ: 01/01/2007