قصيدة الاستبشار بالانتصار على الكفار

 

بسم اله الرحمن الرحيم...


قصيد الاستبشار بالانتصار على الكفار..للشيخ عبدالكريم الحميد..

الله أكبرُ ماحق الكفرانِ *** مَلِكُ الملوكِ وقاصمُ الطغيانِ
سبحانَ مَنْ ملَكَ الوجودَ جميعَهُ *** فهوَ المليكُ بلا شريكٍ ثاني
سبحانهُ وبحمدهِ وتَقدّستْ *** أسماؤُه وهوَ العظيمُ الشانِ
يادائمَ المعروفِ والاحسان *** أنصر بمنك راية الايمانِ
واقصمْ جبَابِرةً تعدَّوْا طورَهُمْ *** أنتَ المهيمنُ أنتَ ذو السلطانِ
حقٌّ على الرحمنِ نصر عبادِهِ *** حقاً قضاهُ بمحكمِ القرآنِ
إنْ يَنصُروا دينَ الإلهِ فإنَّهُ *** يُوفي بِوعدٍ جاءَ بالبرهانِ
مَنْ ذا أحقّ بأنْ يفي في وَعْده *** منْ دائمِ المعروفِ والإحسانِ
الله ينصرُ دينَه وعبادَه *** والشكُّ في هذا مِنَ الخذلانِ
لكنَّ نصر الربِّ بعدَ بلائهِ *** والابتلاءُ مُلازمُ الإيمانِ
مِنْ بعدِ ذا تمكينهم في أرضهِ *** سُنَنٌ أبتْ إلا على الإذعانِ
قولوا لِراياتِ الكفورِ الجاني *** إنْ تَخْفقي فبنفخةِ الشيطانِ
كالنارِ هاجتْ ثم آخر أمرِها *** سافي الرمادِ وِراثة النيرانِ
جاءَ الكفورُ بِحَدِّه وحديدِهِ *** مُتيمِّماً لِشواهقِ الأفغان
حَنَقٌ وغيْظٌ ليس يُقْدَرُ قَدره ! *** والدينُ باعثُ ذلكَ العدوانِ
الدين ليسوا يرتضون قيامَهُ *** إلا ليبقى تحتهم سُفْلاني
تكفيرهم ، إرهابهم ، وجهادهم *** هذا الحرامُ بملّةِ العقلانِي
تَبّاً لِعقل شاردٍ عن ربِّهِ *** العقلُ يهدي للهدى الرباني
فإذا رأيت العقلَ خالفَ شرعَنا *** فابْصقْ عليهِ ولا تكنْ مُتواني !
وإذا رأيتَ العقلَ مالَ لكافرٍ *** فالزيغُ أوجبَ أنْ يكونَ تداني
وُدُّ الكُوَيْفِر عِلَّةٌ ماخالطتْ *** قلباً سليماً صادق الايمانِ
بِقَوَالِبِ الكفارِ يُوزنُ دينُنا *** ليكونَ مرْضِياً لدى الجُعلانِ
تدبيرُه في هيئةِ الأممِ التي *** قامتْ على أُسِسٍ مِنَ الكفرانِ
هلْ يرْتضي هذا حنيفٌ مسلمٌ *** أمْ أنّ هذا الجور في الميزانِ
حُكْمُ الإلهِ هوَ العليُّ وغيرهُ *** عندَ الحنيفِ مُفَنَّدٌ سُفلاني
قولوا لأحزابٍ تكاثرَ جَمْعُها *** أتحاربونَ الله ذا السلطانِ
خبتم خسرتم ربّنا هو غالبٌ *** والدينُ منصورٌ مدى الأزمانِ
ما غاظهمْ إلا إقامةُ دينِنا *** ببراءةٍ مِنْ كافرٍ شيطانِ
وإقامةٌ لحدودِهِ وجهادهم *** لِيَسْود دينُ اللهِ في البلدانِ
إنّ الجهادَ مُنَغِّصٌ لحياتهم *** يا حبّذا تنغيص ذي الطغيانِ
إنّ الجهادَ لِكافرٍ متمرِّدٍ *** حقّ علينا جاءَ في القرآنِ
مكروا بنا ليكون في إبطالِهِ *** أمناً لهمْ مِنْ عابدي الرحمنِ
لِيَسود كفرٌ في الديارِ جميعِها *** ويَشيعُ مُنكَرُهُمْ بلا نُكرانِ
إن الجهادَ فريضةٌ إبطالها *** كفرٌ يَهُدُّ شرائعَ الإيمانِ
يا ذروة لسنامِ دينٍ قيِّمٍ *** صارتْ جهالةَ فاتنٍ فتانِ
زعموا فساداً في الجهادِ وإنما *** تركُ الجهادِ مزلزلُ البنيانِ
بنيانُ دينٍ غيرهُ لايُرتضى *** وهو الختام لسائر الأديانِ
حتى متى حتى متى وإلى متى *** والأمرُ جَدَّ وليس فيه توَاني
أتَرى المثبِّطَ صادقاً في نصحِهِ *** لا والعزيزِ منزِّلِ القرآنِ
يا أمة إسْتَمْرأَتْ ما شانَها *** واسْتنكرتْ ما ليسَ بالنكرانِ
هلْ عزنا في ذلِّنا كلا ولا *** تدبير أمر الدينِ بالغلمانِ
كلٌّ يظنُّ إصابةً في رأيهِ *** هذي الأماني والهدى ربّاني
الأمر يعزم والمثبّط قاطعٌ *** طرق الهدى ومسالك الإيمانِ
من كانَ يؤمنُ بالإلهِ ونصرِهِ *** للدينِ ليسَ يَهُدّ بالأركانِ
بلْ إنهُ متوكلٌ مستبشرٌ *** مُتسببٌ لهزيمةِ العدوانِ
والنصرُ يأتي مِنْ وليٍّ ناصرٍ *** والأمرُ مَوْكولٌ إلى الرحمنِ
والكافرون مرادُهمْ إذلالَنا *** وضلالُنا أُمنيّةُ الشيطانِ
همْ حاربوا الرحمنَ في إلْحادِهِمْ *** وشرورهم في سائرِ البلدانِ
أصنامُ بوذا غَاظَهم تكسيرُها *** موتوا بغَيْظٍ دائمِ الأزمانِ
هَدْمُ القبورِ علىَ الكَفورِ مصيبةٌ *** ومُصَابُهُ بتحجبِ النسوانِ
وفواحشٌ والخمرُ ذاكَ ربيعُهُ *** لا يرتضي عنهُ بديلاً ثاني
وحدودُ شرْعِ اللهِ تُوجبُ غَيْظهمْ *** وَدُّوا شُيُوعَ الكفرِ والعصيانِ
لم يرضَ ربُّ العالمين بِوَصْفِهمْ *** بسَوَارحٍ تنْقادُ بالأرسانِ
بل هم أضلُّ وشرُّ من وطئ الحصى *** ليسوا كَفِئْرانٍ ولا جُرذانِ !
شرُّ الدوابِ الكافرونَ وليس ذا *** قَوْلٌ تَقَوّلَهُ بنوا الإنسانِ
بل ربُّنا بكتابه جَلَّى لنا *** أوصافهم في غايةِ التبيانِ
نَجَسٌ ورِجْسٌ خابَ منْ وَالاهُمو *** لا سيما أمْرِيكَةُ الصُّلبانِ
يا دولةَ الجبروتِ والطغيانِ *** آن الأوان لِتُرْغَمي وتُهاني
والغيظُ يُشْفى منكِ دون تمنّعٍ *** وتَرَيْ عواقبَ صولةِ الطغيانِ
المؤمنونَ قلوبهم بِتَطَلُّعٍ *** لِحُلولِ مَوْعودٍ منَ الرحمنِ
أن يبطشَ الجبارُ فيكِ لِنَشْتفي *** وتَقَرُّ أعيُننا بنصرٍ داني
يا دولة بَطِرتْ وعَمَّ فسادُها *** في جَوِّنا والبحرِ والبلدانِ
وكأنَّّ ربُّكِ زائل عن مُلْكِهِ *** ومُقلِّد لَكِ كاملَ السلطانِ
يا دولة نضجتْ وحانَ قِطافُها *** يا رب إجْعلها سَدُوماً ثاني
يا رب طهِّر أرضَنَا وبحارَنا *** منْ كلِّ كفارٍ غَويٍّ جاني
يا دولة نَسِيَتْ قوياً فوقها *** عادٌ تقولُ لَكِ احذري الدّيانِ
وثمودُ قبلكِ انظري آثارَها *** خَمَدَتْ كأن لم تَغنَ بالأزمانِ
فرعونُ قبلُ وقومُ نوحٍ قبلَهُ *** وسَدُومُ أختكِ رَبّة الذُّكرانِ
أم الدعارةِ والعهارةِ والخنا *** قدْ صرتِ عاراً في بني الإنسانِ
يا دولة بطِرتْ معيشتها وما *** خافتْ عقوباتٍ من الديانِ
خلعتْ رداء حيائها وتكشَّفتْ *** حتى تعدتْ رتبةَ الحيَوانِ
بوئي بسُخطٍ عاجلٍ ومؤجلٍ *** ما أنتِ إلا نائب الشيطانِ
الربُّ يُمْهِلُ والعبادُ غُرورُهم *** يجْني عليهم دونما إمْعانِ
والربُّ ليسَ بمهملٍ متجبِّرٍ *** مُسْتكبر ناسٍ معاد ثاني
يا قومنا توبوا فإنّ ذنوبَنا *** هِيَ صانعاتُ سلاح ذي الكفران
هِيَ موجباتُ تسلّطٍ لعدوِّنا *** وهي التي تدعو إلى الخسرانِ
هِيَ جَرّأَتْ أعداءنا فاسْتَأْسَدوا *** لمّا تبدل عزنا بهَوانِ
ما بيننا والكافرين تعايش *** كلاّ ولا وُدّ لذي الطغيانِ
نبْرا إلى الله الجليل منَ الذي *** هُوَ مُلْحِدٌ أوْ عابد الأوثانِ
والمؤمنونَ عدوهم ما غرّهم *** بل جاهدوهُ بعزّةِ الإيمانِ
مَوْلاهُمو ربٌّ عزيزٌ قاهرٌ *** فوقَ العبادِ وعَزّ ذو السلطانِ
هو ناصرٌ هو حافظٌ هو قادرٌ *** وهوَ الحكيمُ ومُوليَ الإحسانِ
مَن كانَ منْ حِزْبِ الإلهِ فإنهُ *** لا شكّ غالب عابدَ الصُّلبانِ
الله يشكرُ للعبادِ صنيعَهمْ *** ويُثيبهم نْصراً ونِيْل أماني
ليس الشكورُ مُضَيِّعاً لعبادِهِ *** إيمانَهم وجهادَ ذي الكفرانِ
كلاّ وليس بخاذلٍ مَنْ آثروا *** رضوانه مع كثرةِ العدوانِ
الله أكبر مَنْ يظنُّ بربِّنا *** سوءاً فليسَ محقق الإيمانِ
سبحانه وبحمده إحسانه *** ما حَصره بالعدّ والحِسبانِ
فلربنا حمداً يليقُ بمجده *** مِلْء السما والأرضِ والأكوانِ
إن المسارعَ للكفور بِوِدِّهِ *** يخشى دَوَائرَ ذلّةٍ وهَوَانِ
يا فتنةً سقطوا بها يا ظُلْمَةً *** جعلت حليمَ القومِ كالحيرانِ
ظهرتْ كمائنُ قومِنا مشهودة *** لمّا ابْتُلوا بالكافرِ الشيطانِ
واليوم دينُ اللهِ أقبلَ نصرُه *** بعدَ ابتلاءٍ سنّةُ الرحمنِ
يا ربّ ما أمَلٌ بغيْركَ نافعٌ *** أنت الكريمُ وأنتَ ذو الإحسانِ
اهزم عدواً للديانة ماحق *** إفساده في الأرض كالطوفانِ
بل إنه بفساده وبِشَرِّه *** قد زاد إضراراً على النيرانِ
مزّقهمو يا ربّ كل ممزّقٍ *** واخذلهمو ياربّ كل أوَانِ
أنتَ العليمُ بحالنا وبحالهمْ *** أنتَ الحكيمُ وأنتَ ذو السلطانِ
ما ينقمو منا سوى توحيدِنا *** وإقامةً لِشعائرِ الإيمانِ
مكروا وكادوا في الديارِ جميعِها *** لِيَعُمّ فيها الكفرُ بالرحمنِ
راياتُ إبليسِ اللعينِ بُنودهمْ *** وشعارهم لَبَّيْكَ للشيطانِ
تعسا لمن نسي الجليلَ لأجلِهِمْ *** وسعى يلاحقُ مركبَ الخذلانِ
ما العزُّ إلا للعزيزِ ورسْلِهِ *** والمؤمنين بمحكمِ القرآنِ
وعَوَاقبٌ محمودةٌ مضمونةٌ *** للصالحين منابذي الطغيانِ
الطالبان ومعهمُ إخوانهمْ *** رفعوا شعار الدين في البلدانِ
وسواهمو ليتَ السلامة من أذى *** يُبديهِ منْ فعلٍ وقولِ لسانِ
فليبشروا بالنصرِ فهوَ حليفهُمْ *** ويُبَدَّلوا منْ خوفهمْ بأمانِ
لسنا بعلمِ الغيبِ نرجمُ إنما *** سُنَنُ الإلهِ بغايةِ التبيانِ
ورجاؤنا باللهِ ليس بغيرِهِ *** وهو الرحيمُ ودائمُ الإحسانِ
ياربّ أسرى المسلمينَ تولَّهمْ *** بعنايةٍ ورعايةٍ وأمانِ
ياربّ فرِّجْ كربهمْ وهمومَهمْ *** أنتَ الرجا لإغاثةِ اللهفانِ
ياربّ صلّ على الذي أرسلتَهُ *** يدعو لدينِك بالهدى الرباني
ويجاهدُ الكفارَ إنْ هُمْ عاندوا *** ويُقيمُ دينَك خاتمَ الأديانِ


الكاتب: عبدالاله النجدي
التاريخ: 29/11/2008