مستقبل الجهاد في العراق في ظل تسليم ما يسمى السلطة..

 

ذكرت في مقال قديم..عن مستقبل الجهاد في فلسطين بعد \"انسحاب\" شارون من غزة هاشم..والذي ماكان ليكون لو لا السواعد التي \"هشمت\" رؤوس يهود..ومازالت الأحداث تطابق ما جاء في ذاك التحليل..

ولأن العراق صنو فلسطين في المحنة..وهي بلد إسلامي عزيز..أجدني مدفوعا من الأعماق لأكتب مدافعا عن ثراهافوطن المسلم محدود بكل أرض يطؤها الموحدون..وكل سماء يلتحفها المسلمون

وسيكون البحث من شقين:

الأول-فيما يتعلق بأمريكا وإسرائيل

الثاني-الوضع الشيعي

بالنسبة للأمريكان..فلا يخفى على المتتبع لتصريحات كبار مسؤوليهم أنها غدت مبطنة بنبرة الفشل الذريع..

فبعد أن كان بوش يذكر شعبه بانتصارات جنوده في العراق على \"الإرهابيين\"في كل مناسبة..أصبحت هذه الدعوى سمجة ممجوجة..يستسخفها الصحفيون في الواشنطن بوست الأمريكية والإندبندنت البريطانية..

وبشيء من السخرية اللاذعة في أحيان عديدة
..
والعجيب أن جماعة الليبراليين العرب الأذناب رغم ذلك..مازالوا يمارسون دور التغطية والتبرير للدور الأمريكي \"المنقذ\" في الوقت الذي انخفضت فيه شعبية بوش بشكل ملاحظ وفقا للإحصائيات..في الأوساط الأمريكية..وكلما حل في بلد أوروبي..استقبلوه بالمظاهرات التي تحمل شعاراتها أقذع العبارات

لكن الشيء الذي ينبغي تقريره هنا..أنه رغم فشل أمريكا المطبق..فهي لن تسحب قواتها قريبا..ليس بسبب \"الكرامة\"..والشعور بعقدة الهزيمة فحسب..بل ثمة أمر أهم..وهو أن السبب الرئيس لكل هذه اللعبة القذرة..هو هذا الكيان المسخ الذي يقع على مرمى صاروخ من بغداد..المسمى \"إسرائيل\" والقاعدة التي غدت مسلّمة عند الجاهل والعاقل على حد سواء:وهي أن\" أمريكا تكون حيثما
تكون مصلحة إسرائيل..\"

هذه المصلحة تنتظمها ثلاث ركائز:-

1-أمن إسرائيل

2-رفاهية إسرائيل

3-ضمان مستقبلها

فإذا اختلت إحدى هذه الثلاث..تدخلت أمريكا فورا.. ومن هنا يعلم أن أمريكا لم تأت من وراء البحار إلا لتؤسس واقعا يضمن لربيبتها هيمنة كبرى..هذه الهيمنة ليست محدودة فقط من النيل للفرات..كما وعدت التوراة!

وعليه فإن تسليم السلطة-بفتح السين واللام والطاء-..أو( السيادة!)..سيعني أن يتقوقع الأمريكان في قواعد عسكرية ..على أن تنتشر القوات العراقية المدربة وغيرها..في المدن لـ\"حفظ الأمن\"

وثمة عامل نفسي مهم يجب ألا يغفله أحد..وهو أن الخروج الكلي للقوات الأمريكية في الوقت الراهن..سيعطي لحملة راية الجهاد المشروع أينما وجدوا..دافعا قويا للدأب على ماهم عليه من ثبات على المبدأ. وهذا بطبيعة الحال ما يقض مضاجع اليهود

يقول هنري كيسنجر المنظر العتيد بهذا الصدد\"هل تعرفون معنى الهزيمة في العراق؟إن معناه خسارة الغرب لكل ما حققه في خمسة قرون\".!!

في ظل هذا الاختفاء الوهمي للقوات الأمريكية..ستأخذ العمليات العراقية طرائق أكثر إبداعا..وسيكون لبعض الجنود السابقين..ممن تعرضوا لإهانة الكرامة والتهميش ..يد طولى في تطوير عمليات المجاهدين..وصنائعهم..وذلك باعتمادهم خيار الجهاد والأوبة إلى الله..وهذا متوقع في من تمعن في سنن الله تعالى


وحينها سيحاول الأمريكان جر المنطقة السنية لحرب أهلية..بين الجنود \"العراقيين\" وغيرهم ..

وهنا لابد للمقاومة أن تحسن مسك العصا على غرار طريقة حماس في التعامل مع المتواطئين مع الاحتلال..

وسيتطلب حنكة غير عادية في ضمان استمرار المقاومة مع تفويت الفرصة..على الأمريكان

ومما سيساعد في إبقاء الشرعية على المقاومة حتى لو واجهت الجنود العراقيين!..أنه لا يتصور الإفراج عن جميع معتقلي \"أبو غريب\" وغيره من السجون في المستقبل القريب..

أما بالنسبة لموقع التأثير الشيعي من الإعراب..فيبدو واضحا أن \"مقتدى\" أو ما يقال بالتيار الصدري..سيخضع للمرجعية الكبرى..بحجة أن سبب المقاومة زال -ناهيك عن الوجود الشيعي الكثيف في الحكومة والذي لا يتخلى عن النزعة الدينية بخلاف العلمانيين المنسبين للسنة-..مع العلم أن هذا التيار لم يعلن الجهاد صراحة إلا في إطار ضيق من ردود الأفعال التي تحفظ ماء الوجه مقابل بطولات الفلوجة والأنبار..

وإذا أضفنا إلى ذلك الدور الإيراني الذي سيخدم المحتل بالطبع..على الأقل ضمن تبادل المصالح..

فإن \"المقتدى\"..سيغدو مقتديا لأسياده..وسيكون معولا يصب في خدمة الأمريكان..في نهاية المطاف..

وذلك يبدو من توقف الأمريكان عن المطالبة بالقبض على \"مقتدى\" ويظهر جليا من الشكر الخاص الذي تقدم به \"علاوي\" الرئيس الشكلي الجديد..لـشخص السيستاني..

كل ذلك يشي بحقيقة لعبة المصالح

ولهذا..على المجاهدين أن يتحصنوا بقدر هائل من الثقة بالله أولا..ثم الحذر \"وخذوا حذركم\"

وعليهم أن يتزودوا بشحنات من سورة الأنفال والتوبة.. لتكون عونا لهم على السداد في الرأي والثبات في الموقف..

الكاتب: أبو القاسم المقدسي
التاريخ: 01/01/2007