وقفات من أجل سورية (22)

 


211- عريب الرنتاوي المحلل السياسي المحترم رفض في بداية الثورة قول أحدهم إن النظام السوري أشد جرما وأسوأ حالا من الكيان الصهيوني؛ وأود أن أسأل الأستاذ عريب اليوم: هل ما زلت على رأيك؟ وأكاد أجزم أن جوابه سيكون: لقد غيرت رأيي؛ فلم يمر في التاريخ أشد سفالة وأحقر إجراما وأكثر حقدا من هذه العصابة التي اغتصبت من الكيان الصهيوني –ولأجله- لقب: قاتلوا الأطفال والطفولة.

212- قمنا ببعض واجبنا وبما يمكننا تجاه قضيتنا "تحرير بيت المقدس" ولم يزل الفلسطينيون وأعني: قادتهم؛ وأخص منهم قادة الفصيلين "الإسلاميين": حماس والجهاد يتهمونا بالتقصير والأنانية وعدم الغيرية وخاصة عندما قصفت غزة المحاصرة! حسنا؛ تلبيسة المدينة الصغيرة –وهي واحدة من مئات أخوات لها في سورية- تلقت في عام ونصف من عمر الثورة أكثر مما تلقته غزة خلال عقود من قصف وعنف وذبح؛ فماذا فعلتم لأجلها؟! أم أنكم تعرفون ما لكم وتنكرون ما لغيركم!!!

213- في ذلك الوقت كان حسن نصر إيران يتمتع بمصداقية "المقاوم الممانع" "المغفور الذنب" مهما فعل! كانت غزة تقصف وتهدم بيوتها فوق رؤوس أهلها وكان المتبجح بقوته وصواريخة التي تجاوز حيفا وتل أبيب يرغي ويزبد ويشتم العرب شرقا وغربا لأنهم مقصرون في الدفاع عن غزة وأهلها؛ يومها لم يسأله "لقداسته" في عين المخدوعين به: أين صواغيخك وقواتك القاهغة يا بطل؟!

214- نشكر من لا تستحق الشكر؛ قناة الإخبارية السورية على هذا الخبر في شريطها الإخباري:
(الواشنطن بوست: وكالة الاستخبارات الأمريكية لم تتمكن حتى الآن من إيجاد مكان لها داخل سورية عكس ما جرى في مصر وليبيا)؛ الإعلامي الغبي واضع هذا الخبر لم يفهم أن المقصود بداخل سورية مجتمع الثوار والجيش الحر؛ ظن المقصود عصابته المدافعة عن الكيان الصهيوني!

215- من حلب نرى العجب؛ أتت متأخرة ولكنها قفزت -وبكل جدارة- إلى الصف الأول وشاركت وبدون مقدمات بجهود كتائب الجيش الحر لإسقاط العصابة؛ هل ستنسينا حلب ما سبق بما سيلحق؟! ويكسب الرهان من راهنوا على أبطالها يوما؟!

216- كثيرا ما سمعنا أن فلانا أو فلانا ممن كان رئيسا أو وزيرا أو مسؤولا في دولة من دول الغرب يتعرض للمساءلة والمحاكمة بعد أن ترك منصبه وعاد مواطنا عاديا! وكم طرب لهذا الخبر حكامنا والمسؤولين في بلادنا وجميع دول التبعية الذليلة للغرب والشرق! ولكن هل يحق لهم ذلك؛ أبدا والله؛ فذلك يحاكم لأنه استغل منصبه! أو سرق بضعة آلاف أو ملايين! وأما من في بلادنا فليته فعل ذلك؛ لقلنا لص لم يتمالك نفسه! ولكن جرمه أكبر من ذلك؛ خيانة بلده وأهله وبيعها وبيعهم بالمناقصة -لا بالمزاد- أي بأرخص الأثمان؛ فهو ليس فاسد؛ هو خائن!

217- الأحزاب والجماعات التي لا وجود لها على الأرض ولا كوادر ولا أعضاء ولا مناصرين –كالإخوان والشيوعيين- تسعى إلى التآمر وشراء الذمم والولاءات! ولا تذكرنا إلا بفعل الطوائف والأقليات التي لا ترى لها وجودا كافيا ولا قيمة كبيرة فتعمد إلى التآمر في الداخل والعمالة للخارج!

218- لا تخصوا الجزيرة ولا العربية بشيء من الأخبار؛ إنكم إن فعلتم تركوا الشهيد بدمه يتشحط، والجريح بألمه يتخبط، والمصاب بماله وبيته يكاد يتجلط؛ وكان جل اهتمامهم التنويه تلو التنويه على أن هذا الخبر وهذه الصورة "حصرية للعربية" أو "خاصة بالجزيرة" فالسبق الصحفي لدى هؤلاء أعز من الدماء والأشلاء!!

219- قال القاشوش يوما: "ماهر هددنا بالبدلة تعال بحماة عملك فتلة والله لتاكل أتلة ولنربي جيل بحاله"؛ رحمك الله يا قاشوش؛ لن يلبس ماهر بعد اليوم "بدلة"؛ سيكيفه "الشورت" فقد قطع الله ساقيه انتقاما لمن فعل بهم ذلك إجراما وبغيا!!

220- وتستمر إيران في حربها سائرة بظلفها إلى حتفها؛ يعمي الله على قلبها؛ فترانا شرذمة ضعافا يسهل القضاء عليهم، ونراها ومن معها فقاقيع كبيرة وبأيدينا نهايتها؛ (وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44)) الأنفال.


الكاتب: منذر السيد محمود
التاريخ: 28/07/2012