إلى الحمقى والمغفلين المجادلين عن الطواغيت المجرمين

 

إلى الحمقى والمغفلين المجادلين عن الطواغيت المجرمين
---------------
((هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً)) [النساء : 109]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد..

فإن كثيرا من الحمقى والمغفلين الذين صغرت عقولهم وعميت بصائرهم وفسدت قلوبهم قد نصبوا أنفسهم محامين مدافعين عن الطواغيت المجرمين المتحكمين في بلاد المسلمين.

فكلما هب مجاهد صادق أو عالم مخلص أو رجل مؤمن يريد أن يبصر الناس بواقعهم ويجعلهم ينظرون إليه بعين الشريعة كي يتبين لهم ما هو حكم الله ورسوله في واقعهم المر المؤلم البغيض – رأيت سفهاء الناس – ومنهم من يسمي نفسه عالما وفقيها!! – يتصدون لأهل الصلاح ويهاجمونهم بحجة أنهم أهل فساد ودعاة فوضى وهرج ومحرضين فتنة .. إلخ.

((أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ)) [البقرة : 12]

كلما هب رجل صالح ليبين للناس أن طواغيت الحكم ما هم إلا أداة في يد الإستعمار الصهيوصليبي ، قد صنعوا على يديه ، وربوا في أحضانه ،وأشرب الكفر في قلوبهم كما أشرب العجل في قلوب بني إسرائيل .. رأيت الأغبياء الحمقى من بني جلدتنا يرمونه بالغلو والتطرف والإرهاب .. إلخ.

لست أدري كيف لازال الناس – ومنهم من يسميه الناس علماء وفقهاء!!! – بعد كل هذه الأحداث الجسام في الأمة - والتي من أبرزها مجزرة غزة المستمرة - يعتبرون طواغيت الحكم المتسلطين على رقابنا ولاة أمر شرعيين تجب طاعتهم ، وليسوا خونة لله ولرسوله وللمؤمنين ، وليسوا عملاء لليهود والنصارى والمشركين ، يحققون أغراضهم ، ويعملون لمصلحتهم وعونهم في تنفيذ مشاريعهم في العراق وأفغانستان والشيشان وفلسطين ..الخ.

لست أدري ما هي درجة الخيانة التي بعدها يقتنع أصحاب العقول السوية!! – هذا إن كان لا يزال في الأمة أصحاب عقول – أن هؤلاء الطواغيت ليست لهم طاعة ولا شرعية ، بل والكفر بهم من شروط الإيمان.

((لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))[البقرة : 256]

ابن القيم : الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله ، فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم عدلوا من عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى طاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته.]أعلام الموقعين : 1/50.[

فإن لم يكن تحكيم غير شرع الله في أرض الله على عباد الله ،مع محاربة كل من يدعوا إلى نبذ القوانين الوضعية ويحذر من التحاكم إليها، خيانة لله ولرسوله .. فما هي الخيانة يا عباد الله ؟!!!

((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً)) [النساء : 60]

إن لم يكن نصرة القبور والأضرحة وحماية الفرق المنحرفة من غلاة المتصوفة والقبوريين وغيرهم ، والترخيص لأفعالهم وبدعهم الشركية ، خيانة لله ولرسوله .. فما هي الخيانة يا أولياء الله ؟!!!

إن لم يكن السماح للنصارى ببناء الكنائس متى شائوا وحيثما شائوا في أراضى المسلمين ، خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين .. فما هي الخيانة؟!!!

إن لم يكن تولى الذين كفروا من اليهود والأمريكان وعونهم في حرب المسلمين ، خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين .. فما هي الخيانة؟!!!!!

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ))[المائدة : 51]

إن لم يكن الإشتراك مع اليهود في حصار المؤمنين في غزة ، خيانة لله ولرسوله .. فما هي الخيانة؟!!!

((الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً)) [النساء : 76]

إن لم يكن إعتقال الدعاة والمصلحين وإرهابهم وتعذيبهم بشتى الصور التي يشيب لهولها الولدان ، خيانة لله .. فما هي الخيانة؟!!!!!!!

إن لم يكن تجريم الجهاد وإعدام المجاهدين العائدين من البوسنة أو كوسوفو أو الشيشان ، وعمل قضايا لهم تجرم جهادهم ، و تعذيب المجاهدين الراغبين بنصرة إخوانهم في العراق وأفغانستان وفلسطين ، خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين ... فما هي الخيانة أيها العقلاء .. إن كان في رؤوسكم عقل وفي قلوبكم بصيرة وفهم؟!!!!

إن لم يكن عمل برامج مكثفة وإعلام مستمر لنشر الفاحشة والرذيلة في الذين أمنوا ، خيانة لله ولرسوله.. فما هي الخيانة أيها الأذكياء؟!!!!

(( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)) [النور : 19]

إن لم يكن التطاول على المجاهدين بالهمز والغمز والسب والطعن والإفتراء والكذب ، حربا على الله ورسوله والمؤمنين .. فما هي الحرب والخيانة أيها المؤمنون؟!!!

إن لم يكن كل الذي سبق ذكره حربا معلنة على الله – جل وعلى – وصد عن سبيله وكفر به وبدينه الذي أنزل على رسله وأنبيائه - عليهم السلام – وبغضا للحق وحبا للباطل وأهله.. فما هو الكفر والعداوة لله؟!!

((ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)) [محمد : 9]

أخبروني إذا متى تكون الحرب على الله والخيانة له – سبحانه – ولرسوله وللمؤمنين؟!!

إذا لم يكن كل الذي سبق ذكره سببا لوصفهم بالخيانة والعمالة للكفر والشرك فلا يوجد وصف لمعنى الخيانة في هذه الحياة الدنيا التى أسودت بأهلها .

((مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ)) [البقرة : 98]

((الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ))[محمد : 1]

((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ))
[محمد : 34]

((الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ)) [النحل : 88]

((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ)) [محمد : 32]

لو أن رجلا في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – جاء إليه وتلفظ بالشهادتين بين يديه وأخبره أنه مصدق بنبوته ومؤمن بدينه ، ثم بعد ذلك أنضم إلى معسكر المشركين ودل على عورات المؤمنين وأعلن الحرب على الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه وحال بين المؤمنين وبين نصرتهم لنبيهم ولأصحابه- رضى الله عنهم- ومنع عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه – رضى الله عنهم – العون والمدد ، وحاصرهم وسبهم وتبرأ منهم وأستهزأ بهم ، وأعتبرهم شرا يجب على المجتمع الدولى أن يزيلهم وعذب من قدر عليه من الصالحين والمجاهدين .. وفعل وسوى بالمسلمين.

أكنتم تعتبرونه من المسلمين لمجرد تلفظه بالشهادتين وإدعاؤه الإسلام؟!!!!!!!!!!!
تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى

ختاما
أسأل الله أن يحفظ ما بقي عندنا من عقل ، فنحن في زمن كثر فيه الحمقى والمغفلين.

----------------


الكاتب: إبن الإسلام المصري
التاريخ: 01/01/2009