واليوم يرحل سيفنا المضاء ..

 

بسم الله الرحمن الرحيم


واليوم يرحلُ سيفُنا المضّاءُ ..

ماذا سينطقُ بعدك الشعراءُ ؟
وبمن ستهتفُ بعدك الإسراءُ ؟

يا راحلًا هذا العزاءُ ببابنا
ما كنت أحسب أن يدومَ عزاءُ
يا راحلًا تاق الفؤاد لقربه
وبحبّه قد أنشد الأحياءُ
حلّيت من حللِ المكارم همّة
يرنو إليها المجدُ والعلياءُ
ماذا أقول وأدمعي فياضةٌ
في ليلة وكأنها دلماءُ
وقفت خطوب الخافقين أمامنا
لمّا تراءت فعلةٌ نكراءُ
وجرت دماءُ الطاهرين على الرّبى
وبحقدهم قد برهنَ الحُقراءُ
شرب اليهود دمائنا وتلذذوا
ها قد تساوى عرضُنا والماءُ
وتربعت دول الصليب بأرضنا
فتراكض الحكامُ والأمراءُ
وبأرضنا ديست كرامتنا هنا
من بعد عزّ شاده القُدَماءُ
وهتافُنا يعلو بسلمٍ زائفٍ
قد أيّدته عصابةٌ عمياءُ
يا أمة الإسلام ماذا قد جرى ؟
حتى يعيثَ بأرضِك النُّكراءُ
ولمن ستحتكمُ العقولُ بربكم
والقدسُ تصرخ أيها الشرفاءُ
بالأمس ودّعنا جنازةَ شيخِنا
واليوم يرحلُ سيفُنا المضّاءُ
عبدالعزيز فديتها من همةٍ
تحيي القلوب فتخجَلُ الجوزاءُ
عبدالعزيز ورُوّعت أيامُنا
وتوقفت عن شدوها الورقاءُ
وتلفعت آمالنَا بسوادِها
وبكتك أرضُ كرامةٍ وسماءُ
فرحلتَ يا نورَ الزمان وبدرَهُ
والسابقون أمامَك الشّهداءُ
قد ضنّ دهري بالكرام وإنهم
لعلى العِدا والخائنين بلاءُ
قد أسرجوا للمكرماتِ خيولَها
تخشاهم الأهواءُ والأعداءُ
يستنطقون الصبر كل فجيعةٍ
وبمثلهم تتشرّفُ الهيجاءُ
باعوا النفوس فلا خيار ببيعهم
الحقُّ يعرفهم همُ النبلاءُ
يا مسلمون قلوبُنا مكلومة
هل للجهادِ سترجعُ الأصداءُ ؟
لنذيقَ أعدانا مرارةَ بأسنا
ويفوح روضٌ باسمٌ معطاءُ
ما متّ يا من بالجهاد قد ارتقى
وحداؤه الآيات والإسراءُ

فلاح بن عبدالله الغريب
27 / 2 / 1424 هـ

الكاتب: فلاح بن عبدالله الغريب
التاريخ: 01/01/2007